°^° 4 °^°

530 33 5
                                    

يقف خلف أمه متشبثا بثوبها بقلق كبير رافضا دخول المدرسة لأنه لا يأتمن أحدا على ما سيحصل له و يخاف من أن يتم التنمر عليه ...

تنهد الأبوان بقلق لتنحني والدته لطوله قائلة بابتسامة "ألا تريد صديقا في سنك صغيري؟! ... ستلعبون معا و تقضون وقتا ممتعا!"

عبس أكثر هامسا بألم "و لكن ماما ... عـ عندما كان السيد يكرهني أحضر حفيد صديقه و جعلني خادمه فـ ... فضربني كثيرا و قال أن من يصادق العبيد أمثالي سيستعملني للضرب فقط!!"

فلاش باك ...

نظر من الخزانة لسيده الذي يسلم على بعض الضيوف ليلمح طفلا معهم فيبتسم بلهفة و ينظر لثياب الآخر و شكله الغير هزيل ليهمس بحماس "هل سيسمح لي سيدي بالحديث معه؟! أتمنى لو أستطيع الحصول على صديق مثل الذي يصادقهم أبناء الخدم!!"

ناداه جده ببرود ليركض بخوف و ينحني سائلا بقلق "هـ هل هناك ما ... ما أفعله سيدي؟!"

أشار الأكبر للفتى الذي تعتليه نظرات السخرية قائلا "هذا جيريمي و ستخدمه طوال الأيام التي سيبقى فيها هنا!!"

أومأ بطاعة لينحني للصغير قائلا بقلق "تـ تسرني خدمتك سيدي!!"

رمقه المعني بقرف و سار للداخل قائلا "و أنا أتقزز من رؤيتك لذا يجب أن تعمل بصورة جيدة أيها الخادم القصير!!"

همهم بحزن و سار معه للغرفة التي أخبره عنها جده حاملا تلك الحقيبة الثقيلة حتى وصلوا فتوقف ليستجمع أنفاسه لو لم يركله الكستنائي بغضب قائلا "إذا بدأت شيئا فلتكمله أيها اللعين!! أنا أكره أمثالك من يتضرعون لكسب شيء ثم يتكاسلون بعدها … سأخبر سيدك!!"

هز رأسه بخوف و نطق "لـ لن أتكاسل سيدي!! فـ فقط لا تخبره ... أتوسل إليك!!"

أخذ يفتح الستائر و يكنس الغرفة بخوف كبير رغم طول المكنسة بالنسبة له فقد أكملها سريعا لكنه احتار في كيفية تشغيل المكيف ليقترب منه بتردد سائلا "كيف أشغله سيدي؟!"

صفعه بقسوة و شغله ليحفظ الصبي مكان الزر و يبتسم بألم قائلا "لقد أنهيت التجهيزات سيدي!!"

أخذ بعدها ينظم الثياب داخل الخزانة و ما إن رغب في الابتعاد حتى دفعه للداخل و أغلق عليه ليهلع الصبي و يحاول الخروج لكنه ركل الخزانة صارخا بغضب "لا تزعجني أيها الخادم اللعين و ابق هناك!!"

انكمش على نفسه بخوف بالغ فهو لا يرغب بمزيد من الضرب فهمس بألم "أرجوكم ارحموني!! لم أفعل شيئا لتلقي الضرب!!"

بعد أيام ...

وقف بتعب خلف طاولة سيده الصغير الذي يتنمر عليه طوال الوقت فنظر له بشرود موقنا أنه سيضربه دون سبب لكنه لم يستطع كبح فضوله فنطق بارتباك "هـ هل يمكنني أن أسألك شيئا سيدي!!"

Glimpse of light || لمحة من نور Where stories live. Discover now