الفصل الأول

16K 349 124
                                    

غيمة من الدخان تخيم فوق ضجيج رأسه ورائحة تبغ محترق تشعره بالاختناق، فكانت اعصابه تالفة عكس من  يجاوره بكل برود وكأن ما يفعله الأن هو أكثر الأمور اعتيادية بالنسبة له.

فكان يأمل أن يمر الأمر بسلام ولكن تأهبت كافة حواسه حين لمح عَربة الشرطة عن بُعد وقبل أن ينطق بحرف قال الآخر بنبرة محذرة:  

-أثبت...وإياك تتوتر قدامهم ومهما حصل متنزلش من العربية

نفى برأسه وتمتم بحروف متقطعة:

-لف...وارجع 

زمجر الآخر و لعن تحت انفاسه وقال بعد أن ألقى سيجارته الزاخرة من النافذة:  

-مش هينفع كده هنلفت النظر أكتر وهنشككهم فينا

بينما على الجانب الأخر كان يقف يراقب بعيون ثاقبة أثناء تأدية عمله التفقدي الذي يحرص من خلاله الحفاظ على أمن وحماية الطريق...

فكان على بعد خطوات منه تلك الحواجز الحديدية المتحركة التي يمر من خلالها السيارات متباطئون كي يتفقد أوراقهم هو واثنان من زملائه وعدة أمناء وعساكر  يقفوا يتوجسون خِيفة منه...فحين يتعلق الأمر بالعمل لا يتهاون بتاتًا.

نظرة واحدة نحو سيارتهم جعلته يلاحظ ارتباكهم...وحين اقترب مال على النافذة وداعب طرف أنفه يتأكد من حدثه ثم أمرهم برسمية:

-اقف و وريني ورقك

توجس السائق و زاغت نظراته وبقى ساكنًا،  ليأمره الضابط بصوت صارم لا يقبل الحياد وهو يركز نظراته الضيقة على من يجاوره:

-طب انزل أنت وهو من العربية علشان هتتفتش وهات بطايقكم 

اعترض السائق:

-مش من حقك يا باشا تفتش العربية لازم إذن نيابة

أجابه الضابط بكل ثقة:

-لأ من حقي يا روح أمك في حالة التلبس ينفع وريحتك فضحتك ومش أنت اللي هتعرفني شغلي يلاا

قالها وهو يحاول فتح باب السيارة كي يخرجه قسـ.رًا منها   لكن الآخر دفع الباب بقوة جعلت الضابط يتراجع خطوتين وفي لمح البصر كان ينطلق بالسيارة ويخرح سـ.لاحه من نافذته يمطرهم برصاصته الغـ.ادرة التي أصابت اثنين من العساكر و أوقعت أحد الأمناء قـ.تيل غارق بـدمـ.ـائه أمام عينه فقد  ركض بكل سرعته لعربة الشرطة القريبة وقام بمطاردته وأثناء تمايل السيارتين تم تبادل النيران التي نتج عنها اصابة الضابط برصاصة اعلى كتفه جعلته يقلل من سرعته شيء فشيء  ليستغل الآخر الأمر ويسرع وهو يلعن حظ ذلك المشـ ؤم الغارق بدمـ ائه جانبه، نظرة خاطفة يتفقد بها الطريق ثم بعدها فتح بابه اثناء سير السيارة وقفز منها تاركها تلقى مصيرها هي ومن داخلها باصطدامها بعارضة الطريق أما عنه فقد نهض يركض ومع مرور أول شاحنة كان يقـ فز داخل صندوقها هاربًا...

ذَنْبِي عِشْقَكِ (مُكتملة)Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang