البارت السادس عشر

528 21 0
                                    

نور بصدمة و قلق : بابا انا لازم انزل دلوقتي لو سمحت
سالم : مين اللي كان بيكلمك يبنتي ولية باين عليكي الخوف كدا
نور : مفيش حاجة يا حبيبي دا اخو رغد اللي كان بيتكلم و بيقول أنه مش فاضي يطلع فأنا هنزل اجيب رغد من تحت
و ارتدت حجابها سريعا و غادرت من أمامه قبل أن يستفسر عن أي شيئ اخر
ظلت تسير في الشوارع لمدة تزيد عن عشر دقائق حتي وصلت اخيرا الي المكان المنشود وجدته شارع ضيق به منزل مكون من طابقين شبه مهجور دلفت الي الداخل بخوف و حذر و صعدت السلم وهي تكاد تبكي من خوفها و اشمئزازها من الرائحة التي تفوح من ذاك المنزل العفن دلفت للشقة الموجودة بالطابق الثاني وجدت الظلام يحيط بها من كل مكان هتفت نور وهي تتحسس طريقها : رغد انتي فين
لم تجد اجابة كادت أن تصيح بأسمها مرة أخري لكنها لم تشعر بشيء سوي ارتطام شيئ بقوة في مؤخرة رأسها و دماء تسيل علي جبينها ببطئ ووقعت مغشيا عليها
****************
و بعد قرابة الثلاث ساعات من البحث المستمر من قبل اسيل علي مكان للسكن به اخيرا وجدت بيت مكون من اربع طوابق يحتوي علي شقة فارغة استطاعت تأجيرها و بأرهاق تام صعدت للأعلي دلفت الي المرحاض وتوضأت و صلت فرضها ولم تستطع حتي تغيير ملابسها من فرط ارهاقها و ارتمت علي الفراش ذاهبة في سبات عميق
**************
نادين : عاوزة اعرف اية سبب أن اسيل تمشي من البيت ؟
اكرم : وانا مالي بتسأليني انا لية
نادين : حاسة انك السبب
اكرم : السبب ازاي بقي
نادين : ما انا بسألك اهو بلاش ترد عليا السؤال بسؤال
اكرم : نادين ياريت تحترمي انك بتكلمي اخوكي الكبير دا اولا و ثانيا بقي انتي سألتي اسيل بنفسك و قالت إنها شايفة أنه كدا احسن ليها و لينا
نادين : بس مش مقتنعة بكلامها
اكرم : عاوزة توصلي لأية
نادين : انت كلمتها في حاجة ؟
اكرم : ايوة
نادين : قولتلها اية
اكرم : قولت الحقيقة
نادين بنفاذ صبر : ايوة اللي هي اية يعني
اكرم : قولتلها اني معجب بيها و أنها تديني و تدي لنفسها فرصة تفكر فيا
نادين : و بعدين ؟
اكرم : رفضت وقالت إنها بتفكر في يوسف وبس و تاني يوم اتفاجأت أنها سايبة البيت و ماشية
نادين : طيب و انت فعلا معجب بيها ؟
اكرم بسخرية : اومال يعني بهزر
نادين : طيب يا اكرم مش عارفة اقولك اية يعني جبنالك كذا عروسة ومتدخلش دماغك غير اسيل
اكرم : و مالها اسيل ؟
نادين : صحبتي و بحبها جدا و بتمني فعلا انها تتجوزك و تفضل عايشة معانا العمر كله بس هي فعلا مجروحة جامد و نفسيتها تعبانة بسبب وفاة خطيبها و مش عارفة تتخطي الصدمة
اكرم : بس انا مش هسيبها يا نادين
نادين : هتعمل اية
اكرم بتنهيدة : مش عارف لسة بس انا هفضل جنبها و متمسك بيها لحد لما تفوق شوية و تقدر تتخطي
نادين : ربنا يسهل يارب و يرزقك بالخير
ابتسم اكرم و أردف : انتي كدا كدا كان باين عليكي شاكة اصلا
نادين : باين عليك علي فكرة
اكرم بتمثيل وهو يضرب بيده علي صدره : يا فضحتي
ضحكت نادين بشدة و شاركها اكرم وهو يدعو بداخله أن يرزقة الله حب اسيل
****************
جاهدت لتفتح عينها ولم تعلم كم مر عليها من الوقت وهي مغشي عليها فتحت عينها ببطئ ليقابلها وجهة البغيض نظرت حولها وجدت نفسها جالسة علي كرسي ومقيدة الأيدي و الأرجل
مغاوري : اهلا اهلا بست الحسن
نور : فين رغد
مغاوري : شوفتي خليتك انتي اللي تيجي لحد عندي ازاي علشان تعرفي بس أن زعلي وحش
نور : بقولك فين رغد
مغاوري : في الحفظ والصون بس مش هتقدري تشوفيها
نور : لية
مغاوري : توافقي علي جوازك مني في رغد موافقتيش يبقي تتقتل رغد
نور بصراخ : انت لا يمكن تكون انسان سوي انت مريييض
مغاوري : علي صوتك اكتر والله مهما عملتي محدش هيسمعك
نور : جواز منك انسي لا يمكن أقبل اعيش مع واحد زيك
مغاوري : تمام يبقي انتي اللي جنيتي علي نفسك و علي البنت
نور بسخرية : لو مفكر اني خوفت من الشويتين بتوعك دول تبقي عبيط انا ولا يهزني وانا اضمن لك اني هخرج من هنا سليمة انا و رغد و انت اللي زيك مصيرهم للسجن
اقترب منها مغاوري و قبض علي شعرها تحت حجابها بعنف و أردف بشر : قسما بالله عندي استعداد اقطعك حتت انتي وهي و ارميكم للكلاب
نور بألم وهي تفكر في حل للخروج من هذا المأزق : يعني لو وافقت علي الجواز هتسيب رغد ؟
اومأ مغاوري بهدوء و عاد إلي كرسيه مرة أخري و اردف : اهو دا الكلام المظبوط
نور : تعالي اطلبني من ابويا و انا هوافق
مغاوري : تؤتؤتؤ طلعتي غبية يا قطة لية هو انتي مفكرة اني هخرجك من هنا عادي كدا
نور : اومال عاوز اية تاني
مغاوري : المأذون يجي و نكتب الكتاب دلوقتي
نور : لا بقي انت اكيد بجد مريض انت لازمك دكتور نفسي مش كفاية وافقت علي الجواز منك يعني اية دلوقتي يعني لأ طبعا مش موافقة
مغاوري : هتوافقي غصب عنك
نور بصياح : مش علشان وافقتك علي المهزلة دي انك تسوق فيها
مغاوري : والله هو دا اللي عندي
كادت نور أن تجيب علي كلامه و لكن قطعها صوت كريم : طيب اية رأيك تعرف اللي عندي انا بقي
مغاوري : انت دخلت هنا ازاي
كريم بعدم اكتراث : من الباب
اخرج مغاوري من جيبه مطواه ( سكينة صغيرة ) و كاد أن يطعن بها كريم لولا أن يد كريم كانت الاسرع إليه امسك بيده و ارجعها خلف ظهره بعنف حتي استمع الي صوت تهشم عظامه و صرخ مغاوري بألم: خلاص يباشا خلاص
تركه كريم و ظل يسدد له العديد من اللكمات حتي نزف وجهه بشدة و أردف كريم بغضب : دا جزاء اللي يمد ايده علي حاجة تخصني
ثم التقط المطواه من الأرض واردف بعنف وهو يغرسها بقدمه : احب اعرفك أن المطواه بتتمسك كدا يا حليتها
ظل يصرخ مغاوري بألم وهو يحاول إخراج المطواه من قدمه
كريم : انا احسن منك بردو و طلبتلك الإسعاف من هنا لحد ما يجوا متحاولش تشيل المطواه علشان متنزفش
و اتجه الي نور فك قيودها و عاونها علي الوقوف واردف بقلق : انتي كويسة ؟
نور : ايوة الحمد لله انك جيت في الوقت المناسب
و اتجهوا سويا الي غرفة مجاورة هشم كريم الباب وجد رغد غافية علي الكرسي وايضا مكبلة فك قيودها و حملها و نزلوا سريعا وضعها بالسيارة واتجه الي المشفي
نور : انا كويسة مش محتاجة مستشفي
كريم : مش محتاجة مستشفي أزاي والدم علي وشك كدا اكيد دماغك متعورة
اومأت نور بصمت وهي تتحسس موضع الضربة وتقاوم وبشدة الدوار الذي داهمها و تجاهد التماسك حتي يصلوا الي المشفي
******************
# دمتم بخير
# أميرة اشرف لبنة.

انار عتمة قلبي Donde viven las historias. Descúbrelo ahora