3/«خطَـة»

169 9 0
                                    

----
الساعة السادسة صباحا

إستيقظت كايلا باكرا وكَالعادة قامَت بروتينها اليومي وذهبَت الى الثانوية..
جلسَت في مقعدها حتَى مرت الحصص من ثم توجهت الى الطابق الثَالث حيث غرفَة الطبيب "سيد دايفد"
طرقت البَاب وسَمح لها بالدخول..
" كيف حالُك هل تحتَاجين شيئا؟"
قال وهو يتفحصُ بعض الأوراق.
" لا شكرا لكَ فقَط أتيت لأراك"
قالت بإبتِسامة مشرِقة فبادلها كذلِك ثم أردف:
" آه حسنا إذا هل أسألك؟ "
" نعَم تفـضل"
"أينَ تعيشِين؟"
جلست بهدوء لتقول:
" أنَا أعِيش في الحي المُجاور من هنَا تقريبًا... إنه هنَاك"
نَهضت تشِير له الى إِحدى العِمارات.
" اه حسَنا أنَا أعِيش فِي العِمارة التِي تقابلها"
يا لها مِن مصادفة..
"حقا هذا جَيد"
قالت لتبتسِم مجددا وتسمَح لأعينها بتفحصِ الغرفة بينمَا هو قد أخذت ملامِحه تتخذ شكلها الحقِيقي... ذاك الوجه القاسِي المظلم.. لو رأته قد تميّز الشر فِي داخِله... أخذ يفكِر فِي كلام رئيسه وعن أنّ مهمته مصِيرية وهذا الذي لم يفهمه.. فهذه ليست أول تجربة له فِي مهمة كهذه.. لماذا إذن يحذره مِن إرتكاب الأخطاء فِي هذا؟.... هل يستهِين ويستخف به؟... سيقومُ بكلّ جهده ويفرِغ كل مهاراتِه لأجلِ هذه المهمة.... وعليهِ بدأ هذا مِن الآن!

---

ذهبت كايلا الى الصف والى مقعدها الأخير وإذا بها تسقط أمام حشد من الطلاب وصوت الضحكات تعلو أحسَت بالإحراج الشديد وجعلها ذلِك تتمنى الهلاك لنفسها بدون سبب..
"اعطني يدك! "
رفعت نظرها للمتكلم والذي كان فتى يبدو أنَه مألوف لكايلَا حتى قفزَت تَحضنه حين تذكرته.
" جاستن هل هذا انت أين كنتَ كل هذه السَنوات يا صَديق طفولتِي"
"كنت في شيكاغو بالولايات المتحدة عند جدتِي كما تعلمِين ، أيمكِنني الجلوس أمَامك؟ "
" طبعا تفضل"
وكل هذه الحوارات كانت على مسامع أحدهم يراقبها من بعيد من يكون غيره"دايفد".

"هيا لنخرج"
أفاقها صوت جاستن وسط الحِصة فإلتفتت اليهِ بصدمة ثم أردفت:
" ماذا هل جننت نحن في الحصة الآن"
" هيا يا فتاة كفي عن كونك مهذبة"
قلبت أعينها بملل وبتردد نظرت أمامها ليقولا في نفسِ اللحظة:
أستاذة أيمكنني الذهاب الى الحمام"
" أيمكنني الذهاب الى الحمام أيضا"
تفاجأت الأستاذة لوهلة ثم عادت الى ملامِحها الطبيعية وقالت:
" حسنا لا تتأخرا"
نهضا ليخرجا ثم أخذا يمشيانِ فِي الرواقِ لثوانٍ ثم توقفا..
" إذا ماذا الآن"
قالت كايلا فناظرها جاستن بحِيرة ثم قال حين فكر قليلاً:
" هيا الى السطح"
أومأت له ثم مرا بسرعة عبر الدرج ولسوء حظهما إرتطما بالشخصِ الخطأ..
"يا طلاب ماذا تفعلان الآن لديكما حصَص"
خاطبهما دايفد بجدية فناظره جاستن مِن رأسه حتى قدميه بحقارَة ثم أردف بإنزعاج:
" من أنت لتملي علينا مانفعله"
احترم نفسك أنا أكبر منك وأعلى منك رتبة"
قال الآخر بهدوء مخلِف للغضب داخِله فأجابه جاستن بسخرِية:
:" ها أخفتني كثيرا "
"كايلا لما ترافقين الغرباء؟"
قال دايفد ببرود لكايلا التِي أصبحَت كالمِزهرية بينهما..
" إبتعد عن طريقنا!! "
قال جاستن دافعا إياه بعنف ممسكا يد صديقتِه ثم صعدا بسرعة الى السطح تجنبا للمشاكل..ما إن إبتعدا قليلاً أفلت يدها حين سمِعها تقول:
"مابك ذاك طبيب لما لم تحترمه"
" و ماذا فِي ذلِك هل علينا أن نعبدَه مثلا لأنهُ طبيب.. هناك الملايين مِن الأطباء فِي العالم.... حسنا دعينا منه"
قال جملته الأخِيرة بنفور فتنهدت كايلا مِن تصرفاتِه التِي لم تتغير أبداً منذ زمَن..
"يا لها مِن صدفة.... نحن هنا.. معاً.. مثل الأيامِ الخوالِي"
نظر اليها ثم إبتسَم بدفئ وذلِك النسِيم يعبثُ بخصلاتِ شعرِه ليرفعه ثم قال:
"أجل... من توقع ذلِك.. كانت أياماً جمِيلة"
أومأت توافِقه الرأي ثم إسترسلت الحدِيث مرة أخرى:
"كيف حالُ عمتِك؟"
"إنها بخير.. لقد إشتاقت اليكِ كثيراً.. لأذكركِ أنتِ لم تزورِيها لعدة سنوات"
أبعدت كايلا أعينها عنه بهدوء كأنها تذكرت تلكَ الصورَ القدِيمة... حيث كانت هي وجاستن معاً يلعبان ببراءة... وكانت عمته فِي ذاك الوقت لازالت شابة جمِيلة ونشِيطة...تطهو لهما الحلوى بالمِقدار الذي يحبانِه..تلعبُ معهما...تعرِف أنها الآن كبيرة قليلاً في السِن ومرِيضة كذلِك..أخبرها جاستن أنها تعانِي مِن النحافة و مرض السكرِي يرِيد القضاء عليها لكِنها صامِدة..صبورة وقوِية وعليها أن لا تخشى عليها..
مضى الوقت بهعد حدِيثهما الطوِيل حتى رن الجرس معلناً وقت الإستراحة.

مخادعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن