4/«فِـي الحَـانة»

155 4 0
                                    

-----

بينما كنا جالسان نتحدثان و نضحكان معا، لقد مر القليل من الوقت.
" إذا أنت نرجسي؟ "
" لا لست كذلك الناس يظنونني متكبراً ومغروراً وحسب"
قال وهو يعبث بخاتم كان فِي إصبعه.. فقلت له بلهجة خبيثة:
"امم حسنا، ولاحظت أنك زير نساء"
رأيتُ كيف تحولت ملامِحه الى الصدمة..
"ماذا؟ "
" أنظر لتلكَ الفتيات ينظرن اليك منذ مجيئنا الى هنا وكنت تناظرهُن أيضاً... أنظر الى تلك أيضا ربما تلتقط لك صورة وانت معي الآن"
"بحقك هُن مَن يلاحِقنني ولستُ أنا... لا ألومهن فِي الواقع... أنا وسيم جدا لهذا الفتيات مهووسون بي"
" مغرور"

خرجنا من المطعم وأوصلني السَيد دايفد بسيارته قريبا بخطوات الى البيت لأنه إذا أوصلني قريباً من منزلي ستقتلني أمي لا محالة، وكل طريقِي وأنا أفكر فيما سيحصُل هذه الليلة..

00:00

جهزت نفسي وأخذت حقيبة صغيرة معي، ثم بقيت أطُل في النافذة حتى ظهرت سيارة سوداء وخرج منها دايفد... أيعقل أنه يمتلك الكثير من السيارات لقد أقلنِي بسيارة بيضاء هذا الصباح.... حسنا لا يهم، خرجت بتسلل حارصَة أن لا تقابلنِي أمي أو أبي في هذا الوقت... أغلقت الباب بهدوء ثم قابلته..
" تبدين جميلة "
" أنا "
بدت نبرتُه غرِيبة عليّ هذه المرة.. ثم حتى مظهره غرِيب كذلِك... كان يرتدِي ملابسَ متمرِدين وينظرُ الي بطريقة مربكة... حسناً لا بأس ربما يتهيأ لِي هذا فحسب..
"من غيرك هنا ياغبية هيا إصعدي"
صعدت و إنبهرت من ديكور السَيارة تبدو باهضة الثمن... شرِدت للحظات ثم حين استدرت رأيتُه ينظر الي..
"ماذا؟ "
"قد شردتِ وأنا أتكلمُ معكِ"
رمشتُ بتثاقل وأنا أتمعنُ به... يا الهي لا شك أن النعاس سيغلبنِي إن لم أتصرف فورا.. فصرفتُ حديثي جانبا ثم قلت:
"آسفة"
"حسنا هيا ننطلق من هنا بسرعة"

مرَت نصف سَاعة في الطرِيق حتى وصلنا لمكان معزول في مدينة مظلمة حينها إجتاحَني شعور غريب وقليل من الخوف، دخلنا الى المَكان وذهب جمِيع من كانوا هناك الى دايفد يعانقُونه ويتكلمون معه أحسستُ أني مزهرية في ذلك الحشدِ حتى إستدار ونظر الي.... وأخيرا!
" هؤلاء أصدقائي فقط هيا مِعي"
جذبنِي الى إحدى الأريكات هناك بسرعة بينما قلت له:
" سيدي ماهذا المكان إنه أشبه بحانة والناسُ هُنا قذرون و... "
" أَولا لا تناديني سَيدي بعد اليَوم لأن فارقَ عمرِنا ليسَ كبيرًا... ثانيا نعم هذهِ حانة ماذا تعقدين؟...ثالثاً إستمتعي بوقتكِ بينما ننفذ مَا أتينا مِن أجله"
لقد استغربت بعض الشيئ لم أتوقع أنه يذهبُ الى الحانات لقد قالوا لِي أنه شخص محترم وليس له علاقة بهذه القذارة وهو في الأخير طبيـب لما يشرب الكحول؟!
ذهَـب مع أصدقاءه و أنا جلستُ في كرسي مجاور للأريكة لأنها كانت تبدو مقرفة لأجلسَ بها.. وطلبت عصير الليمون فقد إرتفع ضغطي بحق هل أتى بي هنا لكي يثمَل وأنا حسِبته يحتاجُ لمساعدتي لا أفهم ما يجري هنا، وهاهو يتسَلى مع الفتيات وأنا قلبت عيناي حين رأيتها تجلس على فخـذِه..
ماهذا القرف..
و أخيرا قررتُ أن أخرج من هذا المَكان حمَلت حقيبتِي وأنا في أشدِ غضبي نظرت له بنظرة حَادة ثم توجهت إلى المخرج فأمسكني أحدهم من يدي وكان هو.
"يا أنتي الى أين؟ "
شهقت بصدمة مِن تآمراتِه اللعينة ثم نطقتُ بصوت مرتفِه وبقلة صبر:
" بحقكَ لقد حسبتكَ شخصاً محترماً بالغاً و واعياً لقد خدعتَني يا هذا وقلتَ لي أنك تحتاجُ مسَاعدتي وأنا أشفقتُ عليك "
رأيتُ كيف كمش وجهه بإستغراب ثم قال:
" إهدئي.. ماهذا أنا لم أكذبْ عليكِ في شيئ، إسمعِي أنا آتِي كل يومٍ إلى هذه الحانة لتنفيذِ الخطَة وأن أدعِي أني صديقٌ هؤلاء الحمْقى وأنا لستُ الوحيد الذي يثمل في هذا العالم!! "
أفلتُ يده بعنف لأقول:
" حسنا وما دخلِي أنا دعنِي أذهب"
" قلت لكِ اسمعينِي أرجوكِ ساعِديني أنا علي أن أنقذ وظيفتِي....الوثيقة هنا في هذا المكان "
"إذا ماذا الآن أريد العودة الى المنزل"
نطقت بعدها فتنهد ثم نظر الى المكانِ لثوانٍ ثم أضاف:
" حسناً سنذهب الى المنزل وسننفذِ الخطة في يوم آخر لكن عدينِي أنكِ ستساعدينني"
"حسنا حسنا فهمنا سأساعدك فقط أرِيد الذهابَ الى المنزل"
قلتُ بملل.
"شكرا لك"
رأيتُ تلك الإبتسامَة بعد قولِه فأجبته:
"عفوا"
كان ينظرُ الى شيئ مَا كلّ مرة لكِني إدعيتُ عدم الإهتِمام.. شخصٌ غامِض فعلاً..
"حسنا هيا نذهب"
قال ببعض مِن الغضب كأن شخصاً ما دايقهُ تواً.. منفصم هذا الشخص و غريب أطوارٍ أيضاً!

---

أوصلني الى منزلي حين اردت أن اخرج من السيارة أمسكني من يدي فإستدرت اليه لكِني أفلتُها مجدداً.. تلكَ الحركة لا تشعرنِي بالإطمئنان فهو فِي جمِيع الأحوال لا يزالُ غريباً علي.. تفهم موقِفي فأومأ ليقول:
"ستأتين غداً للثانوية صحيح"
"نعم "
"حسنا سأمرُ عليك"
ما الذي يتفوه به... كشفت ملامِحي عن الصدمة فقلت بإندِفاع:
"كيف هذا... سيراني والداي معك!؟ "
قلبَ أعينه بإنزِعاج منِي.. كم أعجبتنِي تلك الحركة على ملامِحه..
"ليس لأقلك يا غبيَة حين تخرجيـن سَأمر عليك لنذهبَ إلى مكانٍ ما....غداً لدي إجازة"
"آه حسنا الى اللقاء"

تسللت الى المنزلِ بهدوء الا أن صَعدت الى غرفتِي فإستلقيتُ ثم بدأتُ أفكر فيما ورطتُ نفسي فيه.. هل أنا افعل الصواب؟ أنا خائفة ولستُ واثقة...لكني سأساعدهُ ثم سأنسَى الأمر لا اريد أن أتورط في هذه القضِية...


الكاتِبة:

كان دايفد نائماً براحَة تامَة كأنهُ ملاك لم يرتكِب فِي حياتِه أي خطِيئة...حتى أنّ ذاك الدفئ والسَلام دفعه الى الشخِير بصوتٍ عالٍ كالدِببة حتى قاطعَ سكِينته رنِين الهاتِف بنغمَة مرتفِعة والتِي كانت أغنية إسبانِية صاخِبة...ندم ندماً شدِيداً على وضعِها كنغمة لهاتِفه ولعن نفسَه ألف لعنة متواصِلة حتى حمَل هاتِفه بين يديهِ وحاولَ رؤيَة المتصِل الحقِير الذي حرمَه مِن نومة كهذه...فأيقن أن الحقِير الذي نعتهُ بهذه الصِفة يستحِقها فعلاً... فرد على المكالمة قائلاً بهدوء ممزوجٍ بغضب:

"بحقكَ يا رئيس من يتكلمُ في الهاتف في هذا الوقت"
"ألم تعِدني أن تجلبَ الفتاة الليلة لم توفِي بوعدكَ يا محتال لقد خدعتنِي"
نطق رئيسُه بغضب بينمَا كان دايفد يفرِك أعينهُ بلا مبالاة ثم قال:
" على مهلكَ ما بك يا... قلتُ لك سَأحتاجُ لبعض الوقت"
" لم تقلها أبداً هل تحاوِل استفزازي ياهذا و.. الو الو.. وغد لقد فصَل الخطَ سأرِيه لا يستحق أن أوكله في مهامٍ مهمة كهذه"
زفر بغضب محاولاً السيطرَة على غضبه العارِم فشرِب كأسَ النبيذ الذي كان بجانبه ثم صاحَ بصوتٍ عالٍ:
" ماثيوس تعالَ بسُرعة"
فزِع المعنِي مِن نداء رئيسِه فجأة فأتى بسرعة و دخل المكتبَ بأقصَى قوتِه ليردف:
" نعم سَيدي الرئيس أتحتاجُ شيئاً"
رفع أنظارَه الى ماثيوس ثم نطق ببرود:
"خد صُورة هذه الفتَاة أحتاجكَ أن تتعقبها كلَ يوم و أن تجلبها لِي بدون أن تعرفكَ حتى"
حمَل الصورة ليلقِي عليها نظرة.
" ما إسمها.... إنه غير واضِح"
حدق به رئيسه لثوانٍ ثم أجابه:
" إسمها الكامِل كايلا هيلتون تسكنُ في حي F2 بجانب الحَديقة العامَة....كان من المفروضِ أن دايفد سينفِذ الخطَة لكنه جَبان ولا يوفِي بوعودِه أعتمدُ عليك مفهوم"
" حسناً سَيدي لن أخيبَ ظنك أبداً"
"جيد أذهب الآن"
قال كلمته الأخيرة ثم أرخى جسَده على الكرسِي ينتظِر مِن ماثيوس الخروج لكِنه ظلَ واقِفاً يأبى الحراك.. ظن أنهُ أصمٌ للحظة فناظرَه بإشمئزاز كعادتِه ففهم الآخر نظراته فنطق بسرعَة:
"عفواً سيدي أردتُ إخفاء هذا الأمر لكِنك تعرف أنِي وَفِيٌ لك و.."
"تحَدث ماثيوس دون تلكَ التفاهَات"
تنهد ثم قال:
"لقد رأيتُه قبل سَاعة مع فتاة... ربمَا هِي المعنِية"
أومأ الرئيس وهو يفكِر فِي الأمر ثم قال:
"سنتناقشُ فِي هذا لاحِقاً... الآن إذهب مِن هنا لا تبقى ملتصِقا بمؤخرتِي هكذا"

يتبع...
__________

مخادعDonde viven las historias. Descúbrelo ahora