-٤- أشتاق لمراهقتنا، هذا الإشتياق وهمي.

69 10 22
                                    

...
كنقطة من الدماء وقعت في بُحيرة من الماءٍ النقي، فأفسدت نقائها.

...

"انا الأن مستعدة لتصارحاني بكل ما يحدث معكما بخصوص الشركة، و خالي و زوجته، و أتمنى أن أنال منكما الصراحة" تحدثتُ مجددًا أجلس مع أخوي الذان توترا؛ لأنس سأستمع منهما كل شيء

"في الواقع لا يوجد الكثير لقوله، فالشركة أصبحت مديونة بالفترة الأخيرة و خالي هو من سدد الديون مقابل أخذه للشركة، و لا ينقص شيء سوى توقيعك على عقد التنازل" تحدث مارك بوضوح

"لن أجادلك حول مدى كُرهي لهذا الرجل، و زوجته؛ لكن سأوقع على التنازل، و ليرحل عنا للأبد" تحدثتُ بهدوء، فربما الجانب الجيد أني سأحتم عدم التعامل مع هذا الرجل مجددًا بعد توقيعي

"لا بأس إن رفضتي التوقيع يا داهيون، فتلك الشركة لكِ بها حصة يمكنك أخذها، و انا سأتدبر أمر بقية الدين" تحدث مارك بجدية

"لا بأس، فأنا لا أرغب بالعمل في الشركة لذا سأتنازل يكفيني عملي في المدرسة" تحدثتُ بثبوت

"لقد تحملت كثيرًا يا مارك؛ لذا لن أكون حمل عليك مجددًا، و دعنا ننهي كل شيء، و لا تقلق انا لم أكن لأهتم للشركة، و أحب عملي كمعلمة للغة الألمانية" تحدثت مع إبتسامة صغيرة حتى يطمئن مارك

"كما ترغبين" تحدث هو بهدوء يبدو لي حائر

"أذهب و أحضر عقد التنازل" تحدثت بجدية، و هو نهض خارجًا من المنزل يحضر العقد، و محامي، و أعتقد خالي سيكون موجود، و أتمنى أن تكون أخر مرة أرى بها وجهه

.
.
.

مر كل شيء، و مر أسبوع جديد، و جيد بيني و بين أخوتي حتى أنه كان جيد في العمل أيضًا، و بدأت أحرز تقدم مع الطلاب و صنعت علاقة طيبة معهم، و مع مديرة المدرسة و باقي زملائي بالعمل

كان اليوم إجازتي من العمل، و كنت بمفردي في المنزل كالعادة؛ لكن اليوم قررت إتخاذ خطوة ربما متهورة؛ لكن ربما تساعد، و هذا ما توصلت له بعد سنوات كثيرة اتعالج

بدلت ثيابي، و خرجت من المنزل بعد تناول الفطور مع شرب كوب من الشاي، و أتجهت لشراء هدية صغيرة من متجر قريب منا
أحضرت باقة من الزهور مع قصتين صغيرتين، و أوقفت سيارة أجرة

أخبرت السائق بالمكان الذي سأذهب له بعد عناء في تذكر العنوان، و تحركت السيارة بعدما وصفت العنوان للسائق

أستغرق الأمر بعض الوقت حتى أصل تقريبًا ساعة!

وقفت أمام هذا المبنى الذي بدى لي عريق بعض الشيء، فهو تأسس منذ وقت طويل بعد الحرب العالمية الثانية لأجل الجنود الذين فقدوا جزء من أطرافهم أو أبصارهم في الحرب هذا غير ضحايا القُنبلتان، و مع مرور الوقت أصبح هذا المكان دار لرعاية أي مواطن مصاب لا يقتصر على الجنود المصابين فحسب

شجبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن