28_أغرقي في الظلام أكثر

7.8K 811 53
                                    

مر الوقت سريعاً وحان موعد رحيل الدوق وابنه
كانت ڤيليا في هذه الأثناء تحاول جاهدةً عدم الاقتراب منهم وتجنب أدنى وسائل التواصل معهم

ربما طوال فترة مكوثهما لم يلتقوا إلا مرتين أو ثلاث
وهذا قلل من فرص التودد إليها

كانت العربات المتجهة إلى إمارة الدوق محملةً بالأمتعة والخدم مشغولون بترتيب الحمولات من عربةٍ لأخرى

وفي هذه الأثناء كان الدوق وكاسيس يستعدان للمغادرة ووقف الملك وأفراد أسرته لتوديعهم

كان كاسيس يختلس النظر متوقعاً حضور ڤيليا التي لم يرها منذ بضعة أيام

لكن رغم انتظاره لم تظهر ولا خصلةً من شعرها مما أشعره بخيبة أمل
فكر في نفسه " هذا نوعاً ما مخيب للآمال حتى إذا لم نتقابل كثيراً ألسنا عائلة وأصدقاء في النهاية؟ "

ليركب العربة مع شعور مرير لم يعلم سببه
في الواقع لم يفهم سبب توقه لرؤيتها وقضاء الوقت معها رغم أنها أظهرت امتعاضها بعلانية وكأنها تخبره بالابتعاد عنها

شجع نفسه بأنه سيلتقي بها في زيارته القادمة وسيحاول التقرب منها أكثر وبهذا الوعد الذي قطعه لنفسه غادر العاصمة غير عالمٍ بأن اللقاء الذي يتوق له لن يكون قريباً كما يتمنى

.
.
.
كانت تتسلل في أروقة القصر فهذا يوم رحيل الدوق وبالتأكيد سيكون الجميع مشغولاً لذا استغلت الوضع وبدأت بالبحث عن المكان الذي تم وضع پاني فيه

فمنذ أن أخذها الملك منها كانت تتجول بحثاً عنها في غرف القصر كلما سنحت لها الفرصة وللأسف كانت الفرص قليلة والغرف كثيرة مما صعب عليها مهمة البحث

تمنت بشدة أن تجدها هذه المرة
لم ترد أن تتخلى عن العثور على پاني فهي الشيء الوحيد الذي يبقيها صامدة
إذا فقدتها حقاً فلن تعلم بالذي سيحل بها

تجولت في الرواق الطويل الذي يحوي ما لا يقل عن العشر غرف

تفتح باباً تلو الآخر لكنها خاليةٌ من أي أثاث ويبدو وكأنها لم تستعمل منذ زمن

لكن هذه الغرف وبطريقةٍ ما أشعرتها بالدفء كانت تشعر بالانتماء لها -خاوية باردة مظلمة مثلها تماماً-

لتنفظ هذه الأفكار بعيداً وتسرع من وتيرة بحثها لكن مامن فائدة لتعود أدراجها بعدما سمعت عربات الدوق تغادر ويعود الخدم إلى مواقعهم مما قد يتم كشفها من قِبلهم

لكن حين كادت تصل إلى غرفتها تم سحبها من ياقة ثوبها لتنظر خلفها بفزع
وقد تحققت مخاوفها كان الملك يمسك بها بوجه بارد بينما يضغط على أسنانه وقد تصلب فكه وظهرت العروق على جبينه

جرها خلفه بقوة نحو المكان الذي سبب لها الكثير من الألم والخوف
نحو السجون المخيفة تحت القصر حيث يتم سجن أخطر المجرمين وأعتاهم

لم تخف من الظلمة و البرد أكثر من خوفها من الأشخاص الذين سيأتون بأرديةٍ طويلة مع العديد من الأدوات الحادة التي ستسبب لها آلاماً شديدة ولن يهتموا بصراختها وتوسلاتها بالتوقف

وقف الملك أمام زنزانتها حيث يتم إجراء التجارب عليها ليرميها بالداخل بقوة لتسقط بشدة على الأرضية القاسية

كانت ترتجف رغم محاولاتها الوقوف ثابتةً أمامه لألا تظهر خوفها تمسكت بثوبها بشدة حتى تحولت مفاصل يديها إلى اللون الأبيض

وقف هو بالمقابل ينظر لها بغضب بارد ليأخذ السوط الذي أحضره الحارس ويأمر الجميع بالخروج من الزنزانة لينفذ الجميع أوامره ويغادروا دون النظر للخلف

رفع السوط مما أصدر صوتاً قوياً في الهواء لتغمض عينيها مستعدةً القادم
.
.
تردد صوت الجلد في الرواق الكئيب مع صوت آهات صغيرة اختفت بالتدريج

توقف بعد أن شعر بالتعب ليمسح العرق من ذقنه بظهر كفه

نظر لها فاقدةً لوعيها والدم يتدرج من جسدها
ومع ذلك لم يشفى غليله رغم أنه استعمل كل قوته إلا أنها أغلقت فمها بقوة ولم تسمح لصراخها بالخروج وكأنها تتحداه

تعهد بأنه سيعاقبها بشدة عندما تستيقظ فقد تجرأت على عصيانه وتجولت في القصر كما يحلو لها وهذا يعتبر تمرداً بالنسبة له

لم يعترف بذلك لكنه خائف من أدنى سلوك أو تصرفٍ منها إن خرجت من قبضته فسوف ينتهي أمره بأبشع الطرق الممكنة

ولكي يتجنب ذلك عليه دحضها وزرع الخوف فيها وبهذه الطريقة لن تجرؤ على عصيانه أبداً
.

وطمأن نفسه بأنها لا تزال خائفة على الدمية ومادامت  معه فلن يتمرد هذا الوحش عليه سيقامر بكل شيء لضمان خضوعها له

ليخرج من المكان آمراً الخدم بعدم معالجتها أو إطعامها

لم يعلم حينها بأنه في ذلك الظلام  حيث تركها فيه
قد فتحت عينيها بابتسامة ساخرة على وجهها

لتقف من مكانها وتحرك عضلات جسدها التي تصلبت  وقد شفيت جميع جروحها ولم يبقى أي أثر لها

لكن رغم ذلك ازدادت الفجوة المظلمة داخلها والرغبة بالانتقام ازدادت أكثر

وحين يحين الوقت المناسب لن ترحمه وأي شخصٍ آخر سترد كل هذا عشرة أضعاف

"انكسر قيد آخر "

فتح عيناه السوداوتان بسعادة فهاهي القيود التي تقيده تختفي ووقت تحرره يقترب

كلما غرقت بالظلام سارع هو بالتحرر

تمتم بفرح  "اغرقي أكثر وأكثر دعي الظلام يبتلعك صغيرتي "

『 perfect villain 𓆩♥︎𓆪شريرة مثالية』 Where stories live. Discover now