الجزء ١ : لقاء تحت المطر

902 37 5
                                    

الساعة على الحائط تشير إلى إقتراب منتصف الليل، كانت مورانا لا تزال مستيقظة تدرس لإختبار الغد...
تقلبت في سريرها تحمل كتابا عن الذرات بين يديها و راحت تتثاءب في ملل قبل أن يحوز إنتباهها هاتفها الذي قد رن توا، كان موضوعا فوق الطاولة غير بعيد عنها، يعلن وصول إشعار فإستقامت تنظر إليه من على السرير بغير إكتراث ثم عادت لتدفن وجهها في الكتاب قبل أن يرن الهاتف مجددا...

زفرت مورانا و سحبت نفسها من على سريرها و راحت تجر قدميها في تعب...
حدقت بالشاشة لتجد بضع رسائل من رقم تجهله...

" أين أنت أيها الغبي؟ أنا أنتظرك منذ ساعات في ساحة المدينة... إن لم تأتي حالا فسأخبر الجميع بسرك، أتفهم؟ أقسم أنني سأفعل ذلك... أتدري شيئا؟! سأسبب فضيحة هنا إن لم تأتي فورا! "

قرأت مورانا الرسائل الواحدة تلو الأخرى في إستغراب، تفقدت الساعة مجددا... إن الوقت متأخر...

" لا بد أن هذا مجرد مقلب سخيف! " فكرت الشابة بصوت مسموع قبل أن تباغتها الفكرة... " ماذا لو كان شخصا بحاجة إلى المساعدة بالفعل؟! "

تأففت مورانا في قلق. شعرت بوجوب الذهاب، و أخذت تدرس الفكرة بالفعل قبل أن تستقر على الذهاب، لبست معطفها الشتوي و حملت مفاتيح سيارتها ثم مظلتها التي كانت معلقة عند الباب قبل أن تخرج ...

كان هو لا يزال ينتظر بمفرده هناك، يقف و ملامح القلق بادية على وجهه، يتلفت يمينا و شمالا يبحث عن ملامح أخيه في وجوه العابرين...

أخذ يتفقد هاتفه مجددا، ينظر إلى وقت إرسال الرسالة الأخيرة... لقد مرت ربع ساعة كاملة دون أن يظهر له أثر... حاول الإتصال به لكن رصيده لم يكن كافيا فلم تمر المكالمة حتى...

"سوف أقتله... هذه هي! سوف أقتله و حسب." تحدث لوكي بصوت خافت متوعدا...

وصلت مورانا إلى المكان و أخذت تبحث عن شخص تجهله... كيف ستجده يا ترى؟! إنها لا تعرف حتى من الذي راسلها، لم تكن لها إلا أن تجلس داخل السيارة تراقب المارة تتفحصهم...

الجميع يجري هربا من المطر الذي أخذ ينزل للتو مجددا، إختبأوا تحت مظلاتهم ما عدا شخص واحد كان قد وقف تحت المطر بغير إهتمام...
كان يقف غير بعيد عنها، لكنها لم تكن قادرة على رؤيته بوضوح من مكانها إذ كان المكان مظلما نوعا ما، شعرت بالجزع لوهلة، ترددت و أتتها الفكرة بنسيان الأمر برمته و العودة إلى المنزل و حسب...
نظرت إلى هاتفها تقرأ الرسائل مرة أخرى ثم نظرت إليه مجددا... قد بدا و كأنه ينتظر شخصا ما، كان يتفقد هاتفه كل حين، يتلفت في كل جانب في غير صبر، علمت حينها أنه هو...

خرجت مورانا من السيارة بتردد، فتحت مظلتها تحتمي من الأمطار ثم حملت هاتفها تتصل به فَرَنَّ الهاتف بين يديه ليجيب لوكي... " أيها اللعين! أين أنت؟! " بادر لوكي بالسؤال غاضبا قبل أن يرفع عينيه، ليجد فتاة غريبة تقف أمامه حاملة هاتفها...

تَوْبَةُ إِلَه _____ A God's repentance (مكتملة) Where stories live. Discover now