الفصل الرابع و الأربعون

2K 34 4
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل الرابع و الأربعون
بقلمي / هدير خليل

على الجانب الاخر عند أوس و ليث الذين وصلوا اخيرا الى المنزل الذى يمكث به والدهم كما وصف لهم محمد .. اما فى شقة أدهم الذى يخرج من الشقة غير اصوات الصراخ الذى هز أرجاء الشقة ، فى هذا الوقت كان ليث و أوس وصلوا أمام الشقة و استمعوا إلى صوت صراخ جورى مما خلع قلوبهم من مكانها وهوي قلبهم بفزع وقلق بين ارجلهم على ابيهم فأخذوا يطرقون الباب بقوة ولكن لم يحصلوا على أى اجابه ولم ينتظروا اكثر ولم يفكروا حتى فقاموا بتحطيم باب الشقة حتى يستطيعوا الدخول عندما تحطم الباب دخلوا مثل المجانين يبحثون عن والدهم و اخيهم و اتبعوا صوت الصراخ و عندما وصلوا إلى غرفة أدهم وجدوا محمد سقط أرضا بجوار السرير و هو يمسك ذراع والده و يبكى بحرقة و من الناحية الأخرى تجلس جورى بجوار أدهم على السرير و هى تبكى و تصرخ و تقوم بهز أدهم حتى يستيقظ ولكنها لم تحصل على استجابه منه ،
تجمدوا عندما شاهدوا هذا الوضع و كان ليث أول من فاق من صدمته و اتجه إلى والده تركاً خلفه أوس الذى يقف مثل الصنم و دموعه تهبط من عينه دون أن يشعر فهو يعلم جيدا حالة والده الصحية و انه لن يتحمل أى ضغط أو مجهود ، فاق من صدمته على صوت صراخ ليث به الذى اخذ يصيح بصوت عالي و بعصبيه وهو يؤشر لاخيه بالتقدم سريعاََ .
= أووووووس تعال شوف النبض هو فى نبض بس ضعيف تعال اتصرف بسرررعة.
تحرك أوس بسرعة باتجه والده يقيس له النبض فوجد نبض ضعيف ، ليهتف أوس سريعاََ بعملية ثم وجه حديثه الغاضب لاخيه الصغير يحثه على التحرك قبل أن يفقدوا أبيهم .
= فى نبض لازم يتنقل المستشفى بسرررعة شيله معايا يا ليث .. محممممممد قوم جهز العربيه و بطل بكى زى الحريم اخلص علشان نلحقه.
نهض محمد سريعاََ من مكانه منفذاََ لحديث أخيه و ركض مهرولاََ إلى الأسفل بعد أن أخذ مفاتيح السيارة من أوس حتى انه لم يلحظ انه هبط حافى القدمين فهو لا يشعر بنفسه ولا بما حوله تائهاََ غائباََ عن ما حوله لا يشغل باله سوي ابيه و سنده بالحياة ، بينما قام أوس و ليث بحمل أدهم و الاتجاه إلى خارج الغرفة يركضون مسرعين للأسفل باتجاه السيارة، وهما يكملون طريقهم خرج الشقة تحدث ليث سريعاََ بعصبية و عدم وعي وهو يوجه حديثه الى جورى دون ان ينظر لها ، ليهتف ليث سريعا بصوت عالي غاضب وقلق .
= غيرى هدومك و حطى حاجه على شعرك و حصلينا بسرعه ولا هتستنى ه....
جورى تقاطعه عن تكملت حديثه بخوف وقلق سريعا وهبت تركض لتبدل ثيابها سريعاََ للالحاق بهم ، لتنفي جورى برأسها سريعاََ وبهسترية وهي تهتف.
= لا لا أنا هاجى معاكى.
ركضت جورى مهروله إلى غرفتها لترتدى ثيابها وما لبثت قليلا الا و ارتدت اسدالها و ركضت للخارج وتهبط إلى أسفل حتى تلحقهم سريعاََ فوجدت ليث و أوس يضعون أدهم فى السيارة بهدوء وحرص وقلق ليلتفت لها ليث و يردف بصرامه وأمر.
= اركبى يلا بسرعة.
ركبت جورى السيارة بجوار محمد فى الأمام أما ليث و أوس فركبوا فى الخلف بجوار أدهم حتى يعتنوا به وهو يطالعونه بخوف وقلق وقلبهم ينبض بجنون من قلقهم عليه ويتضرعون بأنفسهم بأن يصبح ابيهم بخير ولا يصيبه مكروه ، ليهتف أوس بعصبيه وصوت عالي قلق وهو يحاول ان يتبع الاسعفات الاولية مع ولده.
= اطلع بسررررعه يا محمد.
ليشغل محمد السيارة و انطلق إلى مستشفى بأقصى سرعة لديه وهو يتابع طريق بجنون ونظره معلق تارة على ابيه وتارة على طريق الذي يشعر انه قد طال من كثرة قلقه وخوفه ،
عندما وصلوا إلى المستشفى قاموا الطبيب بفحص والدهم و سارع فى نجاته ، فى ذلك الوقت كان جميعهم يقفون فى خارج الغرفة ينتظرون أن يطمئنهم احد بعد مرور بعض الوقت احترقت خلالها أعصابهم من الانتظار ، خرج الطبيب وهو يناظرهم بتوتر وحزن وهو يتنهد بعمق تمهيداََ لما ييلقيه على مسامعهم فتقدموا منه جميعاََ بلهفه و قلق وقلوبهم تخفق بفزع وهما يطالعون ملامح الطبيب الحزينة ، ليقترب أوس سريعاََ من الطبيب وهو يهتف متسائلاََ بقلق.
= خير يا دكتور ؟ ايه اخباره طمنى عليه ؟
ليتنهد الدكتور بعمق وهو يجيبه بعملية وهدوء.
= هو بقى كويس دلوقتى بس انت اتأخرتوا على ما وصلتوا به هنا هو اتعرض لأزمة قلبيه .
ليهتف أوس بتوهان وفزع وهو يطالعهم بقلق وخوف .
= قصدك ايه بتأخرنا ؟ أنت مش بتقول انه بقى كويس .
ليعطيه الدكتور نظرة مطمئنة وهو يهتف موضحاََ له بمهنية اكثر .
= اقصد انه عايش بس بسبب تأخريكم الأزمه اللى اتعرض لها اتسببت له بشلل أنا آسف ربنا يكون فى العونه بعد أذنكم.
غادر الطبيب المكان و تركهم تائهون بدوامتهَم و هم متجمدون بصدمة فى مكانهم ويهزون رأسهم بعدم تصديق و كإن على رأسهم الطير ،
ليث نظر الى أوس بعدم تصديق و يهتف بجنون وهو يطالع توأمه بصدمه.
= هو بيكدب صح .. مستحيل مستحيللل .. بابا كويس و محصلش له حاجه .. هو دكتور حمار مش فاهم حاجه انا هجيب له احسن دكاتره فى البلد .. بابا متشلش بابا كويس و هيقوم أنت ليه مش بترد علياااااا انطق قول ان كل اللى قاله ده كدب.
ليزيح أوس ببصره بعيداََ عنه وهو مازال تحت تأثير هذه الصدمة ليردف بتلعثم وحزن.
= أنا...أنا ...هدخل له...
دخل أوس و تبعه ليث و محمد الذى دموعه لم تتوقف عن الهبوط كجمرات نارية ملتهبة تحرق وجنتيه وهو يشهق بقوة كالأطفال و بجواره جورى الذى تمسك يده بخوف وتحرك بؤبؤ عينيه سريعاََ بخوف وقلق .
عندما دخلوا وجدوا أدهم مستيقظ و ينظر إلى سقف الغرفه و الدموع مجتمعه فى عينه وشارداََ بوضعه وما أصابه وكلمات ابنته التي أصابته بمقتل كسكين حاد غرز بقلبه، و عندما سمع صوت أوس ينادى عليه أغمض عينه بآلم وقهر فهبطت دموعه المتحجره فى عينه بدون اراده منه ليتمتم اوس بصوت متحشرج بغصه من البكاء الذى يمنعه حتى لا تفارق مُقلتيه وهو يهتف بتلعثم وحزن من بين دموعه.
= ب...بابا .. حمد الله على سلامتك .. أنت .. بابا ...
رأه أوس دموع أدهم التى هبطت من عينه فتقدم منه و ركع أمامه يمسحها له و هو يقبل يده و هو يبكى معه وهو يهتف مشجعاََ ومحمساََ اياه بهدوء ومواساة .
= علشان خاطرى متزعلش نفسك مفيش حاجه فى دنيا تستأهل دموعك .. و بعدين أنت هتبقى كويس احنا هنجيبك أحسن دكاترة فى البلد و هتقوم و تبقى كويس .. مش كده يا ليث ...
نظر أوس الى اخيه حتى يساعده فى مواساة والده فهو يشعر بالعجز و الكلمات تهرب منه ليتقدم ليث هو الأخر من والده ودموعه تهبط فهو لم يتخيل أن يراه والده هكذا عجز عن الحركه ، والده الذى لم يتوقف يوم عن العمل و مراعاة شئونهم و حياتهم تكون هذا هى النهاية جالس على السرير بلا حول ولا قوة .. ليهتف ليث بمواساه وهو ينتحب ودموعها تهبط وتحرق وجنتيه.
= ب.. بابا .. أنت هتقوم و ترجع تقف على رجلك تانى أنا اتصالات بالعيلة و....
ليقاطعه أدهم و هو يهز رأسه يميناََ ويساراََ بالنفى بعنف و يتحرك بعصبيه ويتشنج فهو لايريد ان يراه احد هكذا ولا يريد أن تراه زوجته وحبيبته وهو عاجزاََ طريح الفراش كالخرقة البالية، يريدها ان تحتفظ بصورته الأخيرة له وهو معافى و بكامل صحته ليس تراه هكذا فتتألم عليه وتشعر بالقهر وتبكي ، هو يخشى عليها مهما حدث ولا يريد مواجهتها هكذا .. ليتشنج أدهم ويتحرك بعنف وهو يحاول النطق أو إرسال رسالته لهم كي يفهموا عليه.
= اااا ..اممم...
لبنتفض أوس من مكانه بقوة وهو يطالعهم بقلق ويهتف بخوف سريعاََ.
= بابا بابا اهدى ابوس ايدك اهدى .. بابااااا اهدى اهدى و انا هعمل اللى انت عايزه .. انت عايز حد يعنى ولا عايز حاجه و...
ليقاطع حديثه عندما اخذ ادهم يهز راسه بالنفى بقوة رداََ على حديثه الاخير لكن لم يستطيع أوس فهم والده و نظر له بعجز وحزن وهو يشعر ان قلبه يتمزق عليه ولايعلم ماذا يفعل له .. فتقدم محمد بهدوء وخطوات متمهله حتى لا يزعجه اقترب من والده و ركع عن قدم والده و هو يقبله بحب وحنان ويعطيه نظرة مطمئنة ويبتسم بحزن له ويغمغم بحزن ونبرة منخفضه وهو يطالع ابله بحزن .
= اهدى يا بابا .. علشان خاطرى .. أنت مش عايز حد يشوف صح ؟؟؟
حرك أدهم رأسه مومإ بالموافقه على كلام ابنه الصغير وهو يتنهد بعمق بعدما فهم عليه ابنه ، ليهتف محمد وهو ينظر له نظرة مطمئنة ليهدئه.
= حاضر حاضر مش هخلهم ياجوا بس اهدى و أنا هعمل كل اللى انت عايزه بس علشان خاطرى متتعصبش و تتعب نفسك.
رفع محمد راسه سريعاََ ونظر الى ليث برجاء واسي وهو لا يستطيع ان يوقف دموعه عن الهطول بحزن وهو يهتف برجاء واسي.
= اتصل بيهم يا ليث و خليهم ميجوش.
أخذ ليث ينقل بصره بينهم بحيره ولا يعلم ماذا يفعل، كيف يمنعهم من القدوم فهو اتصل ب والدته و قال لها ما حدث منذ ان وصلوا المستشفى و هم اكيد فى اى لحظه سوف يصلون فهو اعتقد ان والده فى هذا الوضع سوف يكون بحاجه إلى زوجته بجواره ولكنه الآن يرفض حتى أن تراه ماذا سوف يقول لها فهى انهارت عندما علمت ما حدث له كيف سوف يمنعها من القدوم له، فهي عندما انهارت وهي معه على الهاتف شهر بالاسي والقهر عليها و تملكه الخوف ان يصيبها مكروه ايضاََ من انهيارها بل كاد يموت قلقاً عليها ، اخرج ليث تنهيدة حارة من جوفه وهو يتحرك من مكانه ليذهب ويمنعهم من القدوم، حمم ليث بخفوت قبل أن ينطق أو يتحرك من مكانه ويهتف بتردد وتلعثم وهو يحك ذقنه بحيرة.
= ط..طيب انا هطلع اكلمهم بره.
عندما قال ليث ذلك هدأت حركة أدهم ولكنه تشنج جسده مرة أخرى عندما رأه سارة تقتحم الغرفة وتدلف سريعا باكية بألم وخوف وقهر وهي منهارة بشدة وتكاد تموت من خوفها عليه لتأتى له قبل ان يغادرها ليث حتى يمنعها من المجئ لتركض سارة باتجه أدهم و هى تبكى ودموعها تتساقط بألم وقهر على حاله معشوقها ظلت دموعها تنهمر تابعاََ على صفحة وجهها وهي تنتحب وتشهق بقوة و تصرخ مناديا باسمه في لوعه ولهفه وهي تبكي بشدة وذهول وهى تدخل الغرفة وتقترب منه.
= أددددهم أدهم رد عليا انت كويس أدددهم.
أدهم عندما استمع إلى صراخها ب اسمه اغمض عينه بآلم أكثر ما يكره فى هذه الدنيا أن يراه أحد ضعيف عاجز كان كل مرة يهرب بعيداً عنهم فى مرضه حتى لا يروه و هو عاجز ، عندما وصل تفكيره إلى هذه النقطة ابتسم على نفسه بسخريه فها هم يروه و هو عاجز بالفعل عاجز عن الكلام عن الحركه الشئ الوحيد الذى ليس عاجز عن فعله هو البكاء على حاله مثل الحريم ، انتفض أدهم عندما لمسته سارة لتمسح دموعه ولكنها لا تعلم ان يدها كانت مثل الملح على جرحه فاخذ يتحرك بعصبيه حتى يبعدها عنه لم يفهمه احد و حتى لا يعلموا ماذا يريد و كل من حوله يطلب منه الهدوء لما لا يفهمون انه لا يريد احد ان يراه فى هذا الوضع ولكن كيف سوف يفهمون فهم لم يستطيع ان يفهموه و هو لديه القدر على الكلام فهل سوف يفهمون وهو عاجز .. ليهتف اوس بصراخ وعصبية وهو يطالع ابيه بقلق.
= ليييييث هات دكتور بسرعة.
لم تهدء حركته العنيفه الإ عندما قام الطبيب ب اعطاء حقنه مهداه ، هبطت دموعه بكسره فهل هو يحتاج عجز على عجزه حتى يمنعه ايضاً عن التعبير عن رأيه بعدم رأيت احد ليغمض عينيه بألم وحزن على حياته التي تحولت لكابوس اتي ليدمر حاضره ويجعله ينفر من نفسه فما كان ينقصه سوي عجزه ليحول حياته الي كابوس قاسي ومرعب .. ليهتف الطبيب وهو ينزع عنه الكمامة بتعب لينتفض الجميع يتسألون عن حالته و كان أخر ما استمع له هو عندما طلب منهم الطبيب مغادرت الغرفة و تركه لكى يستريح لينفذوا له كلامه ويخروجوا وتركوا أدهم يسحب الى نوم اجبارى.
ليتروكوا ادهم فى غرفته لتكون اول النطقين بلهفه وغضب هى سارة التى قالت بانهيار و أسى والدموع لا تفارق مُقلتيها وهي تهتف باصرار وخوف مما قد يخبرها به.
= انا عايزه اعرف ايه حصل ل أدهم و ليه كان بيعمل كده ؟
ليجيبها الطبيب وهو ينزع عنه كفوفه الطبية و يتنهد بتعب بعد مرور وقتاً بالداخل وهو يحاول السيطرة على وضع أدهم ، لينظر ل هم بهدوء هو يتحدث بعمليه و ابتسم على مضض وقال بروتينية واختصار.
= البشمهندس جات له ازمة قلبية و تأخر على موصل المستشفى ف ساءت حالته و اتسبب فى شلل .
صرخه الم خرجت من فم سارة كتمتها ب يد مرتجفه وبجسدها ينتفض وجحظت عينيها حتى كادت تخرج من محجرها وتشعر بالدوار المفاجئ ، لترمش بعينيها عدة مرات ووضعت يدها على قلبها وهي تشعر انها فقدت روحها حقاً، و تاهت عن كل ماحولها هل حقاً ما سمعت؟؟؟ تجمدت فى مكانها وهي ترى كل ما مر عليهم سوياََ كشريط سينمائي ودموعها تهبط ملطمن وجنتيها البيضاء وتشق وجهها كجمرات من نار وشهقاتها تهز الارجاء وظلت شاردة بأسترجاع تلك اللحظات والسنوات التي جمعتهم معاََ وقد مروا بها سوياََ واسعدها بجوده معها لتشد بقبضتها على فستانها حتى كادت تمزقه وهي تنتحب بشدة كطفله فقدت والديها تَواََ، فهذا الخبر قد اقلع قلبها من جذوره وقتل روحها وهي على قيد الحياة حزناََ وقهراََ وألماََ على معشوق قلبها ....
يا ترى ايه اللى منتظر أدهم تانى ؟
يا ترى ازاى سارة هتقدر تتعامل مع أدهم ؟
يا ترى ايه هيحصل مع باقى ابطالنا ؟
يتبع
☆☆☆☆☆

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيديه الجزء الثالث } مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن