الفصل السادس و الخامسون

1.9K 37 2
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل السادس و الخامسون
بقلمى / هدير خليل

بعد ان غادر أحمد و كذلك ماسه الذى سبقته وغادرت المكان لكى تلحق بصغيرها وذهب كلا منهما الي وجهته غير عابئين بما يحدث ولم تبالي لهم ماسه ولم تعيرهم اهتمام كأنهم ليس لهم وجود فهي كل ما يهمها ويملئ فكرها هو صغيرها .
هم زين ايضاََ بمغادرة المكان هو أيضا بعد أن استمع لحديث شقيقته وطريقه حديثها مع زوجها ولم تنال أعجابه اطلاقا، ولم يعجبه طريقة تربيتها وتدليلها الزائد لابنها الذى أفسد عقله، و لكنه توقف قليلاََ امام مريم قبل أن يترك المكان ويذهب لغرفته وتنهد بعمق وهو يرفع سبابته بوجهها ويتحدث بتحذير لشقيقته البلهاء التى تجهل تماماََ ما الذى تقترفه بيدها و الحماقة التى تفعلها مع زوجها وطريقة تربيتها وتنشأتها الخاطئة لأبنها والتي لن يتحمل نتائجها سوي ابنها، التى أصبحت تفسده بتدليلها له، وجعلته نسخه مصغرة من الفتيات في طباعهم وأسلوب حياته، فهي لم تعلمه كيف يعتمد على نفسه من صغره فماذا سيفعل عندما يكبر، ولم تعلمه أن يكون صلب من الخارج كالرجال ولين من داخل ويحمل صفات وطباع والده وزين كما أنشأ زين سليم،
و بالطبع تلك التربية لم تنال اعجاب أخيها ولا زوجها الذى يغضب أيضاََ من طريقة حديثها معه ومعاملتها له التي تحزنه وتشعل قلبه قهراََ. ليتوقف زين قليلا وهو يثحدث بضيق و يعكف حاجبيه بحنق من تصرفات اخته الرعناء قبل أن يغادر هو أيضا المكان ويهتف محذراََ بضيق و حزم.
= تصرفاتك غلط يا مريم و اللى هيضيع بسببها ابنك انا مليش ان افرض عليك كيف تربى ولدك بس ليكى عندى النصيحه يا بت ابوى اللى بتعمليه ده غلط وهيخرب بيتك انتى اكده بتخسرى ولدك وجوزك قبل منه.
التفت زين إلى زوجته صفاء التى مازال متجمده فى مكانها وهتف.
= نومى جمر يا صفاء و حصلينى على الأوضه عايزك.
تركها زين واقفه متصنمة بـمكانها بعد أن القى عليها نظرة اخيرة وهو بهز راسه يميناََ ويساراََ بقلة حيلة وحنق، ليكمل طريقه صاعداََ الدرج لكي يتوجه الي غرفته التي يتشاركها مع زوجته وابنة عمه (صفاء)، وعند ما صعد للأعلى ومر بجوار غرفة ماسة وسليم توقف بمكانه وهو يعكف حاجبيه مندهشاََ عندما وجد ماسة تجادل بصجر وحنق سليم الصغير في تصرفاته التـي تشبهها بتصرفات و طباع زين، لكنه ابتسم بأتساع وحب وشعر بنبضات قلبه تنبض بسعادة عندما وصل لمسامعه حديث سليم الصغير، الذى نال رضائه كثيراََ و جعله يشعر انه زرع وحصد بتربيته وتنشأته لهذا الصغير الذى يعتبره سنداََ له ومكملاََ لمسيرته مستقبلاََ وانه أنشأ رجلاََ يفخر به.
فى داخل الغرفة عند ماسة وسليم.
ابتسم سليم بطفوليه واتساع لوالدته وهو يقبلها من وجنتها ويهتف بثقه وقوة وجدية لا تناسب عمره الصغير.
= يا ماما يا حبيبتى افهمينى انا مش بقلد حد انا بحب عمى ايوه بس انا مش بقلده انا سليم مش حد تانى .. ومش عايز اكون حد غير نفسى وبس.
لتنتهد ماسة بعمق وهي تهتف بحب وحنان قبل أن تتسائل بحيرة.
= و انا مش عايزك تبقى حد تانى ... طيب انت لو مش بتقلد عمك ليه بتتكلم زيه.
ليطالعها سليم بهدوء وبعينيه التي تذكرها بأبيه وزوجها سليم قبل أن يجيبها بإتزان وحب وتقدير و هو يبتسم لها بحب لوالدته وملكة قلبه.
= انا بتكلم زي عمى عشان بس مجرحش مرات عمى انا مش بحب ازعل عمى و هو بيزعل لما مرات عمى تزعل عشان كده بتكلم زيهم.
اخذت ماسة نفساََ عميقاََ وزفرته بحنق ووهن وهي تهز راسها يميناََ ويساراََ بقلة حيلة من صغيرها الذى أصبح يشبه عمه ببعض طباعه التي تحصيلها بالضجر، اكنه اخذ الكثير من صفات وملامح أبيه سليم الذى ما أن تتذكره وترى صورته بصغيرها تبتسم بحب وتشعر بالأمان الذى فقدته بعد فقدانها له .

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيديه الجزء الثالث } مكتملةWhere stories live. Discover now