138

190 5 0
                                    

دق قلبها من غزله الصريح دق أكثر وهي تشوف قلم الأنسولين بين أصابعه الصلبة ، تسارعت أنفاسها بعد ما إمتدت يده الأخرى لكمها وكيف جمع العضل واختار المكان الصحيح نطق : الظاهر أنا أحتاج أنسولين اليوم
كثير اللي صار بهذي اللحظة غزله اللذيذ الغريب اللي تمكن من قلبها ، اللحظة اللي صدمتها فيها أكبر صار متمرس على علاجها أكثر منها نطقت :كيف بسهولة عرفت وتعلمت
قاطعها ببساطة : مايحتاج علم ومعرفة ، يمكن شعور
قرر يوسع خطواته هي بذلت الكثير وهو مو بخيل مثل ماتظن طبع قبله خجولة على جبينها : يوم نفتك من الحفلة ذي اللي بتسرقش منا لنا هرج ثاني وهرج طويل
لم ترد مسحته بنظرات طويلة وهو جلس على السرير ..

الصلابة والملامح الغاضبة والصوت الثقيل الجلف كيف يدفن تحت هذا القناع كل هذه الليونة وهذه السماحة ؟ بداياتهم كانت مشبعة بمواقف غريبة والآن حياتهم تسير بسلاسة أغرب ، هي تعرف وجه واحد تعرفت عليه قبل الزواج ويوم الزواج لكن غالب شخص ثاني إذا صار الشخص يعني له ومنه وفيه !
جددت لون حمرتها وهو قضى وقته بالتأمل غرفتها تشبهها ساكنة وحنونة داهمه النوم وتمدد إقتربت منه وهمست : ماما جهزت لك قهوة وعشا لا تردها
نهض ونفض كسله مسح شعره : ومن قال اني بردها
ودعته للحفلة وهو خرج لضيافة ام البتول .

رجعت من الحفلة واستقبلتها أصواتهم الضاحكة متجمعين قدام الشاشة ويتابعون مسلسل قديم يبدو أنه كوميدي ويبدو أن مصدر البسمة كانت اللمة والألفة ، لأن صوت الشاشة خفيف وبالفعل غالب تعليقات ام البتول وعفويتها سرقت منه الوقت وطار نومه
والله قلتها بيفوتني كل شيء وبتحسف بعد الحفلة
ضحكت أمها وقالت بصوت متلاعب احرج البتول :غالب دفش دفش والله مافي منه وين الدفاشة وجهه كله حلاوة !
منظره وهو يجاهد ضحكته بسبب إحراج البتول والإحمرار الطفيف اللي غزى وجهها جعلها هي تضحك وتنطق : دفش وحرامي وبخيل
وي البتول قلنا نمزح مو نجيب العيد ونحرجه
أما هو غرق بضحكته لأنه فهم مغزى حديثها نهض بسرعة وقال وهو يحاوط كتفها بيده : مسموح لنا نخطف بنتكم والا معاقبين بسبب طول الغياب؟
ضحك أبوها وتهلل وجهه وقال بحب : مسموح يوم واحد بس احنا مو مثلها نتحمل الغياب حلاوة القطن حلاوتنا كلنا !
مشت بسرعة ناحية أبوها وضمته وهي تضحك وعيونها مدمعة: بابا وين كنت مخبي الكلام الحلو ذا !
ابوها : نستعرض قدام الوحش قبل يسبقنا ويفوز علينا
ضحكو كلهم وهي قبلت يدينه : صدقني ماحد يسابقك ، أنت في طريق لحالك
همس بإذنها : كلنا قبل شوية انشغلنا بالتلفزيون وهو عينه على الباب
لفت له بدون شعور وهو عينه على الدهشة المرسومة والحب اللي تدفق من نظرتها مشت ناحيته طوقت ذراعه بيدها وودعت عايلتها .

فتح لها الباب وسبقها وسابق كل شيء إليها وغمرها من جديد في رحابة صدره هذا الحضن اللذيذ بعد منعطفات وبعد مشاورات مع ذاته وقلبه ، ماهو أول حضن لكن ألذ ، ألذ غمرة وألذ شعور خالجه من بعد ركض طويل ، يلف ويدور ويرجع لها وكل الطرق تؤدي إلى ضلوعه وضلوعها ، وكل الحب يجتمع وقت غمرتهم لكن محبوبته اليوم لمح بعيونها كسرة بسرعة مسح طرف حاجبها وهمس لها : من اللي له قلب وهانت عليه الضحكة وفرط فيها ؟
هزت رأسها وعينها تلمع : ماحد
رفع دقنها بأصابعه القاسية وهمس وهو مميل انتباهه لها : وليه عيونش فيها هرج وليه تشتكي من شيء وصلني لا تهربين ؟
تقوس فمها وهو دق قلبه وهمس : البتول
بدلال : يمكن تافه يمكن تضحك علي وتقول تبالغين
ضحك وضم وجهها من جديد : مو مثل كل مرة صدقيني
ام عادل
قاطعها وهو يتأفف لكن أكملت وهي تشوف الغيرة من نظراته :طول الحفلة تناكشني وتقول كلام يزعل ماقدرت أرد ماعرف أكون مثلهم ولا أقدر أجاريهم بالوقاحة
ابتسم وشد كفوفها : وش قالت تبغين اقوم بالواجب حطيني على يمينش لو هوشة نسوان
ضحكت بدهشة من إنقلاب منطقه قاعد يجاري خاطرها ووده يجبره لو يكسر صلابته المهم يضحك وجهها وبالفعل نجح : قدام البنات قالت ولدي يحب الأطفال هي مقتنعة ان السكر يقطع النسل ،غالب أنت عندك القناعة ذي ؟
ضحك من سذاجة الموقف لكن قرر يحتويها لأنها متخوفة ومجروح خاطرها من كلامهم ونظرتهم القاصر : تظنين اني اشبهم ؟ لاتحطيني بكفتهم ولا حتى من بعيد ولو جينا على هالقناعة مثل ماقلتي انا مقتنع بشيء واحد هو انتي !
لمعت عيونها وفاض الدمع هنا ضمته وهي تبكي :المواقف هذي تخلي اي شخص يحس بخوف ونقص ، تخليه يوقف محتار حتى لو كان واثق وراضي

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن