146

134 3 0
                                    

تقدمت ناحيته وهي ترمقه بسخرية كبيرة : برافو يازايد ، في كل مرة تثبت لي أنك جبان وبكل صور الضعف تتمادى قدامي
عقد ذراعينه بسخرية ماعادت كلماتها القديمة تجرحه تسلح برداء الثقة مع الثراء اللي صار طاغي على شكله وملامحه : هذا المبنى تعبت عشان أوصل له وأنت جاي من الهروب عشان تثبت أن لك صوت وأن الدنيا تهابك
لازال صامت ينتظرها تفرغ مخزون التصغير اللي تعود على مفرداته ماتغيرت نظرتها لازال بعيونها صغير لكن شعوره لم يتبدل شعور الكراهية منها ومن صفاتها : خلصتي يامدام ؟
ماودك تعاتبيني مثل زوجة تعودت تسهر وهي تنتظر زوجها مدمن أصحابه ؟
ماودك تقولين أبطيت يازايد وغيابك صنع فارق !
تبسمت بسخرية : وصلت متأخر ، تأخرت أكثر من اللازم والكلام اللي تقوله في العتاب اللين هذي أنثى غيري متمسكة حتى بالفُتات وأنا ما يغريني لا الكامل ولا الفُتات !
بغض النظر عن إنبهاره المخبّى ودهشته نطق بتهكم : اووووه الجمتيني ! كنت واثق من خانتي لقيت الغياب مهملها ورماني خارج الحسبة !
مسكت ظهرها والتعب عاودها لأن عرق وجهها تصبب وصارت تتنفس بحدة ، وهو لم يجذبه الرابط اللي تتخبط تمارا الآن بسبب مقاومته داخلها
إقترب لكن رفعت يدها بحدة : لا تقرب أنا بخير
أكيد تعودت من دونه تكون بخير أكيد قدرت تعيش بعد ماقضى على رابطهم السري ليلة إنتقامه
نطقت بذات النبرة اللي فيها قوة تستفز رجولته دائماً وتصغرها : أنا ماتعودت أنسحب بنص الطريق وأهرب ، ولا تعودت أتمسك بشيء وأتركه ، حتى لو حاربتني الدنيا وصار كل الناس ضدي الشي اللي أملكه ماحد ياخذه مني ، يا أنا يا أنت يالمبنى
تحرّكت بخطوات بطيئة وهو مستغرب كانت تملك طاقة كبيرة لكن بدت له ضعيفة بالرغم من خشونة كلماتها راقبها من زجاج المبنى وهي تنزل بنفس الخطوات الهوا دفع قماش عبائتها وهنا ظهر بطنها المتكور وهنا كانت صدمته !
..
..
ساري كان سرحان بملفاته لكن صوت الباب وحضور تمارا الصاخب وجهها الأحمر وعلامات القهر الواضحة عليها جعلته يفز من مكانه ويتحرك ناحيتها إقتربت وهي تشد مقدمة ثوبه بحسرة : كنت تعرف جيته ! كنت تدري أنه أخذ مني شيء وواقف مثل كل مرة بكل أمر يعني لي تتصنم رجولتك وتصير شخص ماله وجود !
مسك يدها وهو صامت ينتظرها تفرغ كبتها : زايد رجع رجعة قوية ماقدرت أوقف بوجهه ، خسرت مثل كل مرة ، تعبت وأنا أواجهه وأطلع طرف خسران بكل مرة تعبت ياعمي تعبت
إرتخت قبضتها ولأول مرة تناديه بعمي وهالمرة كانت تستنجد فيه ، إنهزمت وبنهاية المطاف ساري هو الشخص الوحيد اللي إتجهت له وقررت تخلع قناع الثبات وتستخرج أنوثتها المخدوشة وتتفوه بضعفها أمامه فقط ، سقط الثبات وأعلنت هزيمتها
قبل تنهار وتسقط مسك كتفها كانت تضم بطنها وهي تتنفس بحدة مسكها وحركها لأقرب كرسي جلس عند أرجلها وهو يقول بنبرة لم تعهدها من قبل : تمارا يوم جيت قبل كم يوم جيت وعندي أخباره وأخبار المبنى وانتي ماعطيتيني فرصة
كانت تتنفس بإعياء وخصلاتها مغطيه ملامحها لاحظ جدية وضعها رفع نفسه وحمل كوب ماء بلل أصابعه ومررها على خديها رفعت عينها ناحيته وهو نطق : تمارا مايصير تواجهين كل هالأمور بوضعك الحالي ، أتركيني أنا اللي جبته وأنا اللي بعرف كيف أطلع كل شيء من عينه المستقوية أعطيني فرصة لو صغيرة
هزت رأسها برفض وهي تعبث بحقيبتها إستخرجت مفاتيح ودستها بيده : جود وماجد لحالهم حرير اليوم بتطول برا البيت وأنا مافيني حيل حتى أشيل نفسي روح هذي الفرصة الصغيرة اللي أقدر أعطيك الحين
ساري : وأنتي؟
تمارا : بنام بأي مكان ماني راجعة للبيت
ساري وهو لازال يناظرها بترقب خايف تتأذى مثل آخر مرة : اتركيني أوصلك وأتطمن أنك بخير !
رفعت حاجبها بتهكم وهو تجاهل صدمتها من إهتمامه الغريب لكن وضعها يجبره يبقى ويتأكد أنها صارت بخير ، مدت يدها وهي بالفعل عاجزة عن المشي بدون لايسندها أحد ، ثبت كفها بيده الصلبة وصار بجاري خطواتها المتعبة أنفاسها مضطربة لم تستقر بعد هتف : نروح المستشفى؟
تمارا : وصلني للسيارة وأنت روح لاتشغل نفسك فيني !
تأفف عنيدة ومستحيل تقتنع لم تعتاد على إهتمامهم ولا مداراتهم شيء جديد ونادر بقاموسها وصلها للسيارة وقبل يتوجه للبيت إنصدم من أمل وهي تخبره ان في شخص وده يقابله والأمر ضروري ترك كل شيء وتوجه لمكتب أمل وهنا كانت الصدمة !

ساري الجبل واخوان ساري Where stories live. Discover now