السبب الحقيقى 5

240 40 14
                                    


عادت رحاب بتفكيرها لأسبوع كتب الكتاب , كانت سعيدة مع إقتراب يوم عقد قرانها وذهبت لعمل فحوصات ,لم تكن تريد ولكن كان يصيبها صداع دائم وأصر والدها على أن تقوم بعمل أشعات وفحوصات وبالفعل نزلت على رغبته وقبل يوم كتب الكتاب تسلمت النتائج وكانت صدمتها كبيرة عندما عرفت سبب الصداع والدوار وتذكرت كلمات الدكتور عندما قال: أنا آسف جدا لكن أنت عندك ورم في المخ بيضغط على بعض الفصوص الخاصة بالحركة والاتزان والبصر.

تركها الطبيب تستوعب ماقال لدقيقة ثم قال بحزن: أنا آسف.

يعنى, يعنى هايبقى فيه عملية مش كده ؟

كان كل تفكيرها أنها ستجرى عمليه لإستئصال الورم ولكنه قال:

العملية نسبة نجاحها ضئيلة وإنت دكتورة وعارفة خطورة المكان ده والعملية حتى لو تمت .....

صمت الطبيب فتماسكت وقالت: كمل يادكتور من فضلك.

80% من المرضى بيفقدو حياتهم.

للدرجة دى عملية خطيرة؟؟؟؟

مع الأسف في منتهى الخطورة

والباقى باقى ال 100 يعنى بيحصل لهم إيه؟

اللى بينجو منها بيكون فاقد للحركة والبصر وتقريبا نسبة 1% بس هم اللى بيخرجو منها من غير ضرر.

كان هذا أسوا خبر يمكن أن يسمعه إنسان ولكن رحاب سيطرت على نفسها وسألت: وبالورم قدامى قد إيه يادكتور؟

دى حاجة بإيد ربنا ومحدش يعرف.

أكيد فيه مدة تقدر تقول لى عليها بالنسبة للحالة .

نظر لها الطبيب بتردد ثم قال: من 6 شهور لسنة.

نزلت هذه الجملة كالصاعقة على رأس رحاب ودمرت كل احلامها في لحظة, خرجت من عند الطبيب وهى لاتعرف ماذا تفعل أو في ماذا تفكر وإتصل بها رأفت أكثر من مرة وأجابته وحاولت أن تكون طبيعية معه , كان سعيدا جدا لأنهم سيتزوجون ويعيشون في بيت واحد تجاوبت معه حتى لاتفسد فرحته ولكنها ظلت تفكر ماذا ستفعل؟

لم تخبر رحاب أحد فقط دكتور عبد العظيم يعرف , ومن يومها إتخذت قرار بأنها يجب أن تترك رأفت ولكن بدون أن يعلم اى شيء, كان عليها أن تجعله يكرهها ولم تجد حل سوى التخلي عنه يوم كتب الكتاب, تحملت غضب ولوم الجميع وإتهاماتهم لها وأقنعت نفسها بأنها فترة مؤقتة وستنتهى بموتها وترتاح نهائيا, حاول دكتور عبد العظيم إقناعها بأن تجرى الجراحة ولكنها رفضت رفضا تاما وقالت: ولو عملتها يادكتور ونجحت وعشت هاكون مشلولة وعمياء يعنى عبئ على اللى حواليا وأولهم رأفت وأنا لا يمكن أتحمل حاجة زى دى.

أيوه بس العملية ممكن تنجح و...

قاطعته رحاب قائلة: 1% بس يادكتور يعنى مفيش أمل.

لاتقولى وداعاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن