إقتباس ٢

124 11 4
                                    

في اليوم التالي، كان يمشي بتعثر وهو يحمل أحد حقائب الأدوية وهو يسب ويلعن شركة الشحن التي لم توصّل له ما طلب، كانت الحقيبة كبيرة للغاية حتى أنها تشوش عليه الرؤية أمامه، خصوصًا مع ضعف نظره، كاد أن يدخل شارعه ولكن سمع صوت بوق سيارة أمامه وسائقها يسبه بصوت عالٍ حتى إنحرف بقوة فإصطدم بجسد أمامه وسقطت الحقيبة كلها أرضًا، نظر للحقيبة بحسرة وهو يقول بشر: نهار أبوك أسود من شعر راسي ياللي خبطت فيا.

ثم نظر أعلي ولم يكد يفتح فمه حتى وجد أمامه فتاة في بداية العشرينات ترتدي فستان لونه أخضر وحجاب باللون الأبيض المائل للأصفر، وجوارها فتاة أخرى لم تلفت نظر قلبه كما فعلت الأولى، نظر لها بإبتسامة بلهاء بينما هي نظرت له بغيظ ثم أردفت: وكمان بتبجح، يعني أعمي وبجح؟

هو ومازال على بلاهة إبتسامته: أنا آسف أنا متربتش ولا شوفت تلات دقايق تربية عشان ضايقت حضرتك، ممكن تقبلي أسفي؟

نظرت له بإمتعاض: قبلته، عن إذنك.

أوقفها بسرعة: طب لحظة لحظة.

هي بضيق: أفندم؟

هو ببراءة: هو حضرتك إسمك اي ؟

ردت عليه بغيظ: اوعي من وشي ي جدع إنت بدل ما ألم عليك الشارع كله.

هو بتوضيح: والله ما بعاكس أنا بسأل عن إسمك بس.

نظرت له بتقزز: جاتك البلا.

ثم تركته ورحلت هي وصديقتها، نظر في أثرها بتعجب ثم قال: هي تعرف عزيز ولا اي ؟ دي قالتلي جاتك البلا ؟

ثم تذكر ملامحها المنزعجة منه والتي كانت في منتهي اللطافة فإبتسم بإتساع وهو شارد فيها، حتى أنه لم ينتبه إلى تلك السيارة التي قامت بالمرور فوق حقيبة الأدوية فصرخ عاليًا: ياللي تنشك في قاولونك ي بعيد، جاتك البلا.

وعند ذكر الجملة الأخيرة إبتسم مجددًا ببلاهة وهو يلملم ما تبقي من الأدوية دون أن يعير أي إنتباه إلى خسارته المادية، صابًا جُمَّ تركيزه على مكسب قلبه الجديد.

قريبًا 🤎

#سماح_خليفة
#تُشبِهين_الوَرد

تُشبِهين الوَرد Where stories live. Discover now