27-انا وَ هُـوَّ.

2.1K 255 40
                                    


إلهَـي كم كانَ هذا الحفل ضخمًا، رأيـتُ الكثير من الناس في حفلي و الكثير من الكاميرات التي تقوم بتصويري.

مُـديري هوَ من جهز تلك الحفلة بنفسه، رأيت كيف أنَّ الجميع مُهتمًا بي و يقفون حوّلـي بإهتمام.

شعرت وقتها بأني نجمة الحفل، جميع الأنظار كانت عليَّ .. و بالأخص نظرات مُديري.

كانَ ينظُر إليّ و الإبتسامة الواسعة لا تُفارق وجهه، كنتُ أضحك له وأنا بكامل سعادتي بينما الناس تتحدّث معيّ.

ولكن لحظة .. تايهيونغ!

سقطت عيناي عليه، و لقد كانَ يبحث عنّـي بهدوء بينما يحمل حقيبةً بيده.

وقعت عيناه بعينايّ ، وهُنا شعرتُ بأن المكان بأكمله أصبح هادئًا ولا يوجد به أحد .. فقط انا وهوَ.

حاولَ أنَّ يقترب من مكاني، ولكنهُ لم يستطع من كثرة أصدقائي الذين حولي.

لم أرغَـب بتعكير مزاجي و أكملت ضحكي و رقصي وكأنهُ غير متواجدًا، وهوَ قد خرجَ من الحفل ولم أعرف السبب حتى.

حينَ إنتهى الحفل .. خرجت إليه أمامَ منزلي.

" نعم تايهيونغ؟ "

ظننتُ أنهُ سيعتذر أو يعطيني هديةً ما .. ولكنهُ خذل توقعاتي.

أعطاني تلك الحقيبة بيدي و قالَ ببرود.
" هذهِ بعض لوحاتي التي أرغب منكِ عرضها ببرنامجكِ .. سأعطيكِ مبلغٌ مالي مقابلها."

لم أقدر على تحمُّـل بروده هذا .. تجمّعـت دموعي بعيناي و فورًا قمتُ بصفعه على وجهه.

شعرتُ وكأنني لا شيء، وكأن مشاعري لم تكُن مهمة أبدًا له.. يا إلهـي كَم أنني شعرتُ بالخذلان في تِلك اللحظة.

امسك وجنته بتفاجئ .. وها أنا أقوم بالصراخ عليه وسط دموعي.

" تفهمت أمر أنكَ لا تُحبني .. ولكن لا تُقلل من مشاعري! ، لـمَ تُعلقني بك ثمَّ تتغير بالكامل هكذا؟ لقد سلبتَ مني كل شيءٍ جميل! حتى في يوم عيد ميلادي تقوم بتدمير سعادتي؟ ألا تعلم ما الذي مررتُ به بسببك؟"

لم أقدر على إكمال حديثي، فـ لقد شعرتُ بشخصٍ ما يقوم بسحبي من معصمي.

" تفضّل إذهب من هنا ، ليس مرحبٌ بك. "
كانَ مُـديري من قالَ هذا، صُدمت من فعلته ولكنهُ كانَ يقف أمامَ تايهيونغ و الغضب يشتعل بيّن مُقلتيه.

" انا اتحدّث معها هيَ وليس أنت . "

أخذ مُديري اللوحات و قامَ برميها على الأرض بعنف، وهذا ما جعلَ تايهيونغ يشعُر بالذُعر.

" إن لم تذهب من هُنا فـ سأقوم بتبليغ الشرطة!"

سحبني من يدي و بدأ يمشي بي لمكانٍ بعيد، توقف عن المشيّ و قامَ بمسح دموعي كـ محاولةً منه لمواساتي.

ضحك و قال.
" أرأيتي كيفَ شعرَ بالذُعر حينَ رميت لوحاته؟ هذا الرجل غريبٌ جدًا."

ضحكت بخفة بينما أمسح دموعي، وهوَ لم يتوقف عند هذا، بل أخذني إلى أحد الملاهي القريبة، هوَ يعلم أنني من عشاق تلك الأماكن.

هوَ قد جعلَ هذا اليوم الأروع بالنسبةِ لي مُتناسيةً ما حدثَ مُنذ قليل ، لم أشعر معه أني يجب أن أكونَ مُثقفة و هادئة و باردة كما كنت مع تايهيونغ .. كنت على طبيعتي فحسب.

..

النهايّـة قربـت ::(((

رســام | كِ'تَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن