"بداية الخراب"

442 35 4
                                    

#سلسلة_للقدر_آراء_أخرى_ج4

#حب_في_مواجهة_العاصفة

#الفصل_العاشر_ " بداية الخراب"

#ناهد_خالد

" وإن كان البُعد قد أشعل في قلبكِ نارًا فقد أحدث بقلبي خرابًا "

التفت تنظر للواقف خلفهما بهدوء صامت رُبما تنتظر أن تستمع لباقي حديثه السخيف من وجهة نظرها , ولكن " رشيد " لم يفضل الصمت كما فعلت هي حين قال بنبرة متسائلة :

-مين ده يا ليل ؟

ضغط بأسنانه على شفتيهِ السفلى بغيظ يحاول كبح غضبه الذي إن خرج سيحرقهما سويًا , واقترب بخطواته حتى أصبح أمامهما تمامًا ليقول بنبرة قاسية يشوبها الغضب :

-مدام ليل .. يا اسمك ايه أنتَ .

انفعل " رشيد " من جملته التي تُقلل من شأنه لينظر له بملامح غاضبه مرددًا :

-أتكلم كويس يا جدع أنتَ بدل ما ..

التوى جانب فم " آدم " بسخرية وهو يسأله :

-بدل ما ايه يا حليتها !؟ كِمل ..بس لو راجل كون قد الي هيطلع من بوقك .

وهنا لم تستطع " ليل " الصمت أكثر وقد غضبت بالفعل من طريقة آدم , وغضبها لم يكن لشخص رشيد نفسه بل لو كان أي أحد أخر لشعرت بنفس الغضب من طريقة آدم المُستفزة والمُهينة , فهتفت بحدة :

-على فكرة عيب كده .. احترم أنه ضيف في بيتي ومش من حقك تهين ضيوفي .

رفع حاجبه مستنكرًا ليهتف :

-ضيف ! ولوحدكوا ..

قال الأخيرة وهو يلتفت حوله ثم أعاد بصره لها وهو يُكمل :

-دي أخلاق برضو ! , بتستبقلي راجل في بيتك وأنتِ لوحدك !.

في هذه اللحظة تحديدًا غيرته تعمي عيناه وتصم أذنه , فقد جاء من الأساس ليتحدث معها في شأن ذلك الجار الذي أخبره عنه يحيى وعن تواجده بحياتهم بشكل يزعج الصغير , ليبدأ بإخبار والده بأنهم تقريبًا يروه في كل محل يذهبون له حتى أنه في كثير من الأحيان يذهب ليأخذهم من مدرستهم قبل أن تفعل والدتهم التي تتفاجأ بهِ بصحبة طفليها أمام باب منزلهم , وعن عرضه أكثر من مره أن يتناولون الغداء سويًا وتحاول والدته الرفض بذوق لكن الآخر يضيق الخِناق حولها لتضطر موافقة في النهاية , وأخيرًا وما زاد اشتعال غضبه هو حين أخبره الصغير أن ذلك الجار الغامض قد حدثهم ذات مرة وهو يأخذهم من المدرسة عن ما إذا كان سيفضلون السفر للخارج والاستقرار هناك , وحين أخبر والدته لاحقًا لم تفهم حديث رشيد تحديدًا لتخبر يحيى أنه بالطبع كان مجرد فتح مجال للحديث بينهم لا أكثر .

والآن حين يأتي يراه بصحبتها ! لا والأدهى نظراته لها وابتسامتها وخجلها ! , ماذا يقول لها لتبتسم له خجِله هكذا !!؟ .

حب في مواجهة العاصفه مكتملة Where stories live. Discover now