إنها امرأة جميلة لا يوجد في طباعها أي ميول للكدر؛ إنها جاهزة في أي لحظة للدخول في البهجة، بهجة حقيقية وأصيلة، نابعة من براءة الطبع، وربما من وعيها العفوي بالحياة؛ لا أعرف ثروة أكثر خلودًا للمرء من هذه: رفيقة ذات مزاج مرح؛ شفرة يمكنك بواسطتها اختراق كل الحجب؛ متراس لمقاومة أشباح الوجود؛ المرح تعبير عن طلاقة في الروح، صفة تعكس قوة دوافع الحياة لدى المرء، عن احتياطي العافية لديه؛ لا يصل الإنسان لهذه الطباع، سوى بطريقتين: الاحتفاظ بروحك الأولى أو الوصول بالوعي لذرى فلسفية قصوى؛ في الحالة الأولى أنت طفل متخفف وجاهز للضحك من كل شيء، مثلها تمامًا، إنها محتفظة بكل ميراث طفولتها حتى وقد باتت على درجة عالية من النضج؛ وفي الثانية: أنت فيلسوف خبِر دقائق الحياة وباتت مكشوفة له، يقعد في التل يحدق نحو أحداث الحياة ويضحك من أعماق روحه.
