" ثالثهم شوقهم "

19 2 2
                                    

أتاني وجومٌ فأخمَدَ ناري
و تَحوَّلتْ أنوارها أرمَدة

نفسي تُحدِّثني
لا تَعُدْ أبدا

و لذكرياتٍ عليها القلبُ قد صُفِدَ
صرخاتُ شوقً تمزِّقُ الكبدَ

لا تحسبيني كارهاً و مِعنَّدا
هَجَرَ النَّبيُّ ديارَهُ و القلبُ ما بَعُدَ

في كلِّ فجرٍ أراكِ النورَ منتشِراً
أسُتَلْهِمُ الشِّعْرَ من عينيكِ إن فُقِدَ

كأنَّ الشَّمسَ من خدَّيكِ مَشرقُها
و في الثَّنايا نجمٌ نامَ مُنفرِدَا

فيها منَ الحُسنِ ما تُغرى بهِ أممٌ
فيها منَ الحُزنِ ما يرجى لَمَنْ حَسَدَ

               مُسْتَعْبِرٌ
و دموعُ العينِ مُغرقةً قلبي بآهٍ إذا قيلت
تقالُ سدى

               بِمَ التَّعَلِّلُ
أشواقي تمزِّقُني
تجوبُ هذا الثَّرى طولاً و عرضا
                بمَ التَّعلُّلُ
قلبي باتَ منفطراً
ضعيفاً .. حاسراً .. گمِدا
جراحٌ في مشاعرِهِ
تُميتِ الفَرُحَ إن وُجَدَ
مآسٍ ما رأيتُ لها ندَّاً
و لا أحصيتُها عددا

و حبُّكِ باخَ يا ليلى بهذا الهجرِ قد قُدَّ

عيناكِ..
ما هذا نزالاً عادلاً
بالسَّهمِ ترمي أعزلاْ متشرِّدا

هيفاء مثلَ الظَّبيِ
بل كأصيلةً
و الفَرْعُ مثلِ اللّيل
أَجعَدَ  .. أسودَ

في متنها غمَّازة
إذا ما أدبرت
صارت كما حرفِ النِّدا

شاماتُ صدركِ حاشا أن يجاريها
في الحسن شئٌ مهما ودَّ و اجتهد

يا أيها القمرُ الَّذي في ليلَهِ إنفردَ
هلَّا سألتَ اللَّيلَ كم من عَبرةٍ
تركتْ مُحبَّاً بحِجرِهِ مُتَسهِّدا
من نومَهِ طُرِدَ

بأيِّ هَذيٍ أقولُ الشِّعْرَ بعدكمُ
و أيّّ شوكٍ جناهُ العمرُ إذ حَصَدَ

و فَقدُكِ لو أنَّ قيساً ذاقهُ
ما قالَ شعراً
و لا لمائِه وَرَدَ
و هذي ليلةٌ ظلماء
فيها البدرُ قد فُقِدَ

منار السعيد Onde histórias criam vida. Descubra agora