#8

1.5K 88 59
                                    








كنت جالسًا على الأرض بين إحدى ممرات الكتب
أتسائل حاليًا إن كانت هذه المكتبة تملك أي زبائن حتى بالرغم من أن شباب هذه الأيام يحبون الكتب كثيرًا بجانب سماع الموسيقى

من هم أمثالنا يملكون شعبية كبيرة هذه الأيام
الموسيقى هي كل شيء بالنسبة للجميع
لمستمعيها، ولعازفيها أيضًا

نجد أنفسنا بها
نتعرّف على أنفسنا بكلمات الأغاني
نكتشف مشاعرنا
وتتكلم هي عن مشاعرنا التي نجد صعوبة بالبوح بها

وتكون رسالة لطيفة
رسالة لمن نحب أو ممن نحب
وتكون تلك الرسالة أجمل ما قد نرسلها ونتلقاها

وها أنا أنظر لمن يجعلني أشعر بأشياء غريبة بالآونة الأخيرة
كأن أرتبك عند دخوله فجأة للمكان الذي أنا به
وأن أشعر بتوتر إن نظرنا بأعين بعضنا لوقت يزيد عن الثلاث ثوانٍ،
رغم الغضب الذي يزرعه بداخلي إلا أنني أريد نيل إعجابه طوال الوقت

ومؤخرًا، أصبحت أتوق لرؤيته
أصبحت أتوق لهذه المشاعر المضطربة والغريبة التي تجتاحني عند رؤيته
أصبحت أتوق له بشكل لا يفسّر رغم حدته معي
ولتلك الثواني البسيطة الذي يشعرني بها بالسعادة الغريبة عندما يمدح شيء يخصني

لماذا أشعر بذلك لأحد يحب التقليل مني وتجريحي؟
لماذا لا ننجذب سوى للألم والرفض؟
مازلت لا أعلم السبب
أو على الأقل سببي أنا، لأن جميع ما يمنحني إياه لا يجب أن يشعرني إلا بالكراهية نحوه
إلا أنني آبى فعل ذلك لأنني أحمق
أجد متعة وسعادة عظيمين بثانية واحدة جيدة معه حتى وإن كان باقي لقائنا سيئًا

"ما الذي قمتَ بكتابته إلى الآن؟"
سألني بعد أن جلس بجانبي وهو ينظر للأوراق التي تحمل بعض النوتات التي استطعت البدء بها بصعوبة

عاد للنظر لي عندما لم أجبه
وعندما شعر أيضًا على نظراتي التي أطلت بها في وجهه

إلى متى سأحتاج السرحان بشامات وجهه حتى أعطيها حقها؟
لا بل لن أن أمنحها الحق مهما نظرت لها
لذا أحتاج لطرق أخرى غالبًا..

"ما الذي تفكر به؟"
ضحكت لأشيح بوجهي فأنا أعلم نهاية الأمر إن صارحته بما أفكر به

"عندما أخبرتك بالحقيقة المرة الماضية، غضبت كثيرًا وأخبرتني أنني بكل مرة أتحدث بهـ.."
"اشششش"
همس مقاطعًا حديثي، هل شعر أخيرًا أن ما قاله لي بغيضًا للغاية؟
وأنه هو من كان المزعج بالحقيقة وليس أنا؟
ربما خطة جيمين تنجح بطريقة ما

أملت برأسي لأبتسم كي أرى ما يملكه من حديث
لم يقم بإسكاتي سوى للدفاع عن ذاته

•Lost Angel || VK•Where stories live. Discover now