بيئةٌ مُريحة؟

1K 165 238
                                    

"هي رسالة امتدت طولا حتى شملت أماد الزمن ، وامتدت عرضاً حتى انتظمت آفاق الأمم ، وامتدت عمقاً حتى استوعبت شؤون والآخرة."

حسن البنا

--------------------

لا إله إلا أنتَ سبحانكَ إني كنتُ من الظالمين.

155comments, 27votes then we will have the next one 

-نجوم-

=================

يومٌ آخرُ وساعاتٌ مضت كما مضى ما قبلها، نمتُ قليلًا ورتبتُ قليلًا وأنهيتُ ما يجدرُ بيَ انهاؤه في الصباحِ وحضرتُ الطعامَ لي ولجودٍ التي لم تكن قد استيقظت حتى وقت خروجي وانتهى بيَ الحالُ أذهبُ إلى العملِ لليومِ الأولِ متخيلةً مشاعرًا ما لينتهي بيَ الأمرُ أحصلُ على مشاعرَ أخرى وانطباعٍ آخرَ تجاهَ الأمرِ كله... ربما شيءٌ ما مختلف، شيءٌ ليسَ في مكانه، ولربما أنا فقط تدربتُ لوقتٍ طويلٍ في شركةٍ أجنبيةٍ العملُ فيها لا يتوقفُ والبشرُ كلٌ مشغولٌ بعمله لدرجةِ أنَّ جلوسي في منتصفِ فريقِ التصميمِ بينما كلٌ يتحدثُ في موضوعٍ يخصه ويعملُ أعمالًا روتينيةً صغيرةً وقد مرَ اليومُ دونَ انجازِ شيءٍ قد سببَ لي صدمةً لم أتخيل الحصولَ عليها.

من الحقيقيِ القول بأنَّ الجوَ مريحٌ لكنه ليسَ كذلك في الآن ذاته، الجميعُ يبدو سعيدًا ومندمجًا في المكتبِ الواسعِ نفسه لكن بمجردِ خروجِ أحدٍ ما تجدُ أنَّ موضوعَ الحديثِ اختلف، لا أقولُ أنهم سيحدثونَ عنه بالحرفِ لكنَّه الانطباع، والأسوءُ من الانطباعِ أنهم يحاولونَ جَري معهم في الحديثِ مرةً تلوَ الأخرى وكأنني سأتفاعل... بالطبعِ أفعلُ وأهز رأسي وابتسمُ أو أضحكُ معهم لثانيةٍ وكأنني أستوعبُ إلى أينَ يذهبُ الحديثُ لكن لا شيءَ في عقلي حقًا لقوله ولستُ مهتمة!

الأمرُ أشبه بأن أشعرَ وكأنَّ كل آمالي عن مكانِ عملي تدحرجت في الطينِ وأضحت موحلةً غريبة!

وأنا لستُ ذلكَ النوع من الأشخاص الذي سيرضونَ بامتلاكِ مثل هذا الانطباعِ عن مكانِ عملهم، ولا من أولئكَ الذينَ من المريحِ جدًا لهم أخذ راتبهم في نهايةِ الشهرِ بينما لا يفعلونَ إلا القليلَ التافه! ما كنتُ أنهي تصميمه في يومٍ خلالَ الجامعةِ أكثرُ مما قمتُ به من الثامنةِ صباحًا هنا وإلى الواحدة! أي أنه قد تبقت ساعةٌ ونصفُ لانتهاءِ الدوامِ ولم أرَ إلا ما رأيت!

هذا ليسَ بشيءٍ سأحبُ المكوثَ فيه، لذا يجدرُ اتخاذُ خطوة!

'أجل زويا، قومي بخطوة...'

حدثتُ نفسي بينما أقفُ عن كرسيي متجهةً إلى حيثُ أهدأ فتاةٍ في القسم، تلكَ التي منذ أتيتُ وأنا أراها تعملُ على حاسوبها، وودتُ سؤالها عن ماذا إن كان هنالكَ عملٌ ما يمكنني القيامُ به أو مساعدتها مثلًا أو أيُ شيء، وبطبيعةِ الحالِ وقفتُ قريبًا منها في النهايةِ وفمي أخرجَ تحيةً بشكلٍ لا إراديٍ ولحسنِ الحظِ أنَّ صوتي لم يقطع أو يتردد في آخرها إذ لمحتُ بعيني ما كان على حاسوبها وودت فقط لو أنَّ العودةَ اختيارٌ جيدٌ بعدَ التحية!

شُرفَة «مُكتملة»Where stories live. Discover now