عودة للحياة

1.1K 102 101
                                    

شعر وسام بتوتر لا مثيل له وهو يرى فوهة المسدس الموجهه نحو رأسه مباشرة..ارتجفت كل ذرة من كيانه وتحفزت عضلاته على نحو عجيب وابتسامة ذلك القاتل تؤكد له أنه لن يكتفي إلا بقتله.. وعلى الرغم من آلامه المبرحة وبفضل تدريباته المتواصلة تحركت يداه بسرعة ومهارة ساحبةً مسدسه من جيبه...

اتسعت عينا الرجل وهو يشعر بألم رهيب بيده جراء تلك الرصاصة التي انطلقت مسرعة نحو معصمه.. وأصابته على نحو ينم عن بارعة مُطلقها...

ترك مسدسه بالأرض مُجبرًا و تأوه في ألم ولكنه انحنى بسرعة يرغب بإكمال ما بدأه.. كادت أصابعه تلامس مسدسه ولكن صوت الرصاصة المدوي جعل يداه تتصلب مكانها ووسام يصرخ به في حدة" إن تحركت حركة واحدة أقسم أنني لن أتاونى عن إفراغ طلقاته كلها في جسدك! "

نظر له الرجل في غيظ والوضع قد قُلب تمامًا.. هو لم يتوقع أبدًا أن يصبح هو المُهدد خاصة مع إصابة خصمه.. أشعره ذلك بالإهانة والغيظ فصرخ بوسام في توحش " لم ينتهي حسابنا بعد!"

ما إن أنهى صراخه حتى إنطلق هاربًا في سرعة...لم يكن هناك أحد بالجوار وواضح أنهم قد استهانوا به لإرسال رجل واحد لقتله...

عض وسام شفته في غيظ وحنق وذلك الرجل يفر من أمامه...لولا وجوده بتلك الحالة الآن لكان ذلك الرجل بين قبضتيه...ولولا كرهه لإراقة الدماء وكونه شرطيًا مُسلمًا لكان ذلك الرجل في عداد الموتى.. لكنه أقسم في نفسه والألم يداهمه من كل ناحية أنه سيزجه بيديه في ذلك الحجر ليتعفن به ما بقى من حياته..

تحامل على نفسه مُستندًا على حوائط الشارع وجُل تفكيره مُنصب في شقيقه الذي تأخر عليه وتركه وحيدًا.. انتابه قلق رهيب وامتقع وجهه وهو يدرك هروب ذلك الرجل وأنس الذي يقف وحده بالشارع..

أخرج هاتفه بسرعة وآلام جرحه تزداد شيئًا فشيئًا وهو يطلب رقم مديره ولحسن حظه ورغم تأخر الوقت جاءه الرد في التو متسائلًا في قلق "وسام؟! هل هناك أمر يدفعك للاتصال في هذا الوقت؟!"

أجابه بصوت متقطع متهالك " ذلك الرجل.. رجل ظافر...عزيز.. أطلق النار عليّ.. سأرسل لك العنوان "

أتاه صوت مديره الذي بدى التوتر جليًا به على عكس صرامته المعتادة " ماذا؟!.. هل أنت بخير؟!.. هل إصابتك بليغة؟! "

تجاهله وسام مجيبًا في قلق بالغ " لقد هرب مني..وأنس!.. أنس وحده بالشارع.. أسرع أرجوك! "

أجابه المدير وقد بدأ بالفعل يشير لفريقه بالإستعداد "لا تقلق.. سنأتي فورًا"

أغلق وسام الخط وبدأ في طلب رقم آخر.. رقم عزيز إلى قلبه رغم أنها أول مرة يتصل به فيها...لم يأتيه أدنى الرد وذلك الرنين المتواصل أصبح كجرس إنذار يطرق قلبه وجوارحه..

استمر بطريقه نحو ذلك المكان الذي ترك شقيقه به وقد أصبح قلبه يصارع للقيام بعمله...ليس من المهم كم تبعث كل خطوة في جسده من آلام وعذاب بلا حدود.. وليس من المهم أن ينهار جسده في النهاية.. المهم الآن وفقط بالنسبة له.. ألا يحدث أي ضرر لشقيقه الصغير الذي ظفر به حديثًا..

لأجل أنسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن