أنفاس تائهة

950 89 296
                                    

صوته القلق ويده الموضوعة على كتفه جعلت جسده ينتفض رغمًا عنه وهو يبتعد بسرعة أقلقت وسام أكثر ليرفع حاجبه في تسائل قائلًا " أنس؟!.. ماذا بك؟!.. أأنت مريض؟! "

توترت ملامحه أكثر وتلعثمت كلماته وهو يجيبه " لا.. أنا بخير...لستُ مريضًا "

طالعه وسام بقلق أكثر وهو يرى تشتته وشحوب وجهه قائلًا " أتقأيت الآن؟!...أتؤلمك معدتك؟! "

ظهرت الحدة في صوته رغمًا عنه وهو يردف "لا... أخبرتك أنا بخير!"

قطب وسام حاجبيه وامتدت يده نحو جبين أنس ليتحسس حرارته ولكنه تراجع في ذُعر أدهشه وجعله يصيح في قلق "أنس؟!...أسألك مجددًا.. ماذا بك؟!"

خفض رأسه متحاشيًا عيني شقيقه متمتمًا " لا شيء... أريد العودة "

انعقد حاجبي وسام في ضيق وهو يهتف " العودة؟!.. أتريد أن تعود للمنزل؟!...لماذا؟!.. أبسبب ما حدث؟!

رفع ناظريه نحوه وهو يردف في إصرار "ليس بسبب ذلك...أريد العودة فقط حالًا"

حاصر وسام عينيه وهو يصك على أسنانه قائلًا "لن نعود الآن...ألم تكد تطير من الفرحة صباحًا ؟!.. ما الذي تغير؟!.. أأنت طفل يا بني؟!.. أم أنك إشتقت إلى تلك الشمطاء؟!"

هزَّ أنس رأسه نافيًا وهو يردف في توتر " لا...ليس هكذا... أريد رؤية أبي.. أريد رؤيته فورًا.. أرجوك! "

رفع حاجبه في تسائل قائلًا "أبي؟!.. ولماذا هكذا فجأة؟!..كنا سنستمتع معًا هنا...لم نكمل يومًا وتريد العودة!...أنت لم تكن ترى أبي يوميًا هكذا وهو بجانب غرفتك!"

احتدت ملامح أنس وهو يردف"وسام...أريد العودة...سأعود وحدي إذا لم ترد العودة"

تفحص وسام ملامحه في حيرة " ما الذي حدث لك فجأة هكذا؟!...تكلم يا انس...أتخبئ شيئًا عني؟! "

دفعه أنس على صدره بغضب عجز عن السيطرة عليه وهو يصرخ " توقف عن ممارسة دور المحقق هذا عليَّ... سئمت منك...سأعود شئت أم أبيت...أخبرتك أريد رؤية أبي فقط!.. أهذا كثير؟! "

وقف وسام مبهوتًا فغضب أنس هذا لا مبرر له...أنفاسه الثائرة بدت تائهة حتى نظراته باتت مشتتة وهو يهرب من ملاقاة خاصته...حاول ضبط نبرة صوته وهو يقول في هدوء " حسنًا.. لنعد هيا "

موافقته هكذا وعدم معاتبته له على غضبه جعلت دموعه تخرج رغمًا عنه وقدماه تنطلق راكضًا بعيدًا عنه مُغلقًا باب غرفته خلفه تلاحقه نظرات وسام القلقة والمتسائلة..ماذا حدث له فجأة هكذا!

لم تمضي الساعة وكان كلاهما في السيارة عائدين أدراجهم يسيطر الصمت عليهم كما كانوا أثناء قدومهم...أنس لم يبدو طبيعيًا أبدًا وهو يطالع ساعته كل دقيقة يترجى الثوان للإسراع قليلًا....كانت دماء وسام تغلي كالمرجل فأنس أفسد كل شيء...لا يخبره بأي شيء ويهدده بالعودة وحده....لولا نفسيته السيئة تلك لكان أجبره على الجلوس ولكنه بالأساس لم يذهب سوى لإجله!..

لأجل أنسWhere stories live. Discover now