الفصل الحادي عشر : مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة!

95 8 1
                                    


٢ فبراير ٢٠٢١ 

كنت بجانب الطبيب أنظر لعلي بتحفز .. نبضات قلبي تتسارع وعيناي تنتظران استيقاظه من هذا السبات .. نظر إلي الطبيب وقد بدأ الملل يتسلل بداخله : 

يا دكتور افهم .. مش معني إنه زام أو طلع صوت إنه فاق ! أه ده مؤشر كويس بس مش معناه كدا نهائي !

( زام : يخرج أنينًا من حنجرته بصوت متحشرج .. والمضارع : يزوم ) 

_ يا دكتور أنا متأكد إن علي ها يفوق أو بيفوق ! أنا مش حمار والله .

_ يا دكتور ما أقصدش .. أقصد .....

وقبل أن يتم كلامه قاطعه صوت والد علي وهو يقول بلهفة : 

علي !

نظرنا جميعًا بسرعة إلي علي فوجدناه يصدر أصواتًا متتالية قبل أن يفتح عينيه ببطء .. ذهب الطبيب سريعًا وقلل من عدد الأنوار المضاءة حتي لا تؤثر علي عينيه .. نظر إلي جميع الأشخاص بالغرفة فتحدث الطبيب : 

علي .. علي .. أنت سامعني ؟

أصدر علي أنينًا دون أن يتحدث .. فكرر الطبيب كلامه وعلي ما يبدو أنه ما زال يستفيق .. نظر إلي معدلاته الحيوية ثم قال : 

علي .. لو سامعني قول ( آااه ) .

صمت علي لدقيقة فافترض الطبيب أنه لم يسمعه .. فكرر عليه قوله فرد علي : 

آااااه .

_ طيب لو سامعني قول ( واحد ) .

انتظر علي لثوانٍ قبل أن يرد : 

واااحد ...

دمعت عيناي من الفرحة فقال الطبيب وهو ينظر لعلي : 

أنت سامعني ! كويس كويس جدًا .. طيب يا علي بص عليا .. دول كام ؟

أشار الطبيب إليه بإصبعين .. انتظر علي لثوانٍ قبل أن يرد : 

مش .. مش شايف كويس .

_ علي .. اهدأ .. ما فيش حاجة إن شاء الله.. قولي بس .. دول كام ؟

_ مش .. مش شايف .. مش شايف !

_ خلاص خلاص اهدأ .. إن شاء الله خير اهدأ .

تركه الطبيب وخرج ساحبًا إياي معه وترك والديّْ علي معه .. نظر إلي الطبيب فقلت بسرعة: 

هو ممكن ......؟

تحدث الطبيب بخفوت : 

الله أعلم يا هيثم .. بس علي لسة يا دوب اللي بيفوق .. ما أقدرش أحكم علي حاجة دلوقتي. 

_ بس في أمل صح كدا ؟

_ أمل كبير كمان يا هيثم .. ما تخافش .. ادعيله أنت بس .

تركني الطبيب وأنا أشعر بحزن شديد يكتم أنفاسي .. ويضغط علي قلبي .. فلن أتحمل أن أعرف أن صديقي وأخي .. قد لا يري مجددًا !

طيبة يا عليWhere stories live. Discover now