1- مقدمة..

17 3 0
                                    

في زمنٍ انتشر فيه الوباء النفسي حتى صار طبيعةً لا تُرى، كرائحةٍ غريبة تسلسلت إلى غرفةٍ رويدًا حتى اعتادها الجالسون..

الخارجون فقط..

بل المنفصلون عن العالم، هم من أخفقوا في التعايشِ مع الوضعِ الجديد، وعجزوا عن اعتبارهِ طبيعيًا..

والنوع الآخر..

وهو الأسوأ..

أولئك الذين أخفقوا في التعايشِ مع الوضعِ الجديد، ولم ينجحوا في الانفصال عن العالم..

فأولئك وإن لم يصابوا فعلًا بالجنون، فأعراضه لن تنفك تظهر عليهم من حينٍ لآخر..

ربما عليك أن تدرك الحقيقة الفعلية وراء أنه كل لما ازداد وعيك كلما اقتربت إلى الخبل أكثر..

أولئك الذين يرون وراء ما يرون، يدركون الأمر من مختلفِ زواياه، لا شك أنهم سيفقدون عقولهم..

لتكون عاقلًا ربما عليك ألا تُفرط بالمعرفة، وأن لا ترى وراء ما ترى أكثر مما ينبغي، أن تُبقي شيئًا تجهل به دون محاولةٍ أو اكتراثٍ منك لمعرفته..

لا تُحاول إزاحة الستار..

دعِ الستار يخفي ما يخفي، ولا تفتح الأنوار!..

فكل أولئك الذين أزاحوه فقدوا عقولهم..

ولم ينجُ منهم أحد..

الخيار بين يديك..

كلما تعمّقت بالحقيقة، كلما فقدت جزءًا من وعيك..

بقدرِ ما تريد أن تكون بخير..

أغمض عينيك عن وراءِ ما ترى..

وتجاهل ما تسمعه أذنيك وراء ما تسمع..

فقليلٌ من الجهلِ صحي..

صحيٌّ جدًا..

الآن..

أيهما ستختار؟..

١٢ فبراير ٢٠٢٣م
٢٣ فبراير ٢٠٢٣م

كاد أن يحيا..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن