نساء و رجل مختل

200 18 5
                                    

في بعض الأحيان يفكر أحدهم ان الله ميزه عن غيره وجعله يميز او يقرأ ليس يقرأ بمعنى الكلمة وإنما يكون شبه عارف بشخصية المقابل او بنواياه ف يقول انا لدي احساس واحساسي لا يخيب بأن فلان كذا وكذا او انا اعرف الشخص مجرد ان التقي به او غير ذلك لكن الحقيقة تختلف جذرياً من المنظور الواقعي والعلمي للعقل كثرة التجارب والاختلاط والاطلاع وما يعيشه المرء ذلك يكون رصيد له او بصورة اخرى يكون تعليم ومراجعة لما سيواجه فلما ترى شخص يقول هكذا اكثر من مرة اعلم ان هذا الشخص عاش حياة متنوعة قابل فيها جميع اصناف البشر وخاض معهم تجارب شخصية لذلك هو سيكون صاحب خبرة في هذا الأمر وليس كل الناس ينطبق عليهم هذا الكلام اكيد يوجد أناس لو تكرر الموقف معهم اكثر من مرة لايفقه شيء في المرات المقبلة في نفس الموقف اقرب مثال كاتم الاسرار صديق أنس عندما وقع ثلاث مرات بنفس الفخ العاطفي وكل مره هي طبق الاصل عن التي سبقتها ولم يتعض وبكل تأكيد لو تكرر الامر لفعل نفس الأمر .
أنس يختلف جذرياً أنس هو من يصنع الأمر ويفعله كما يريد وكما يجب لكنه كان يستنتج ويتخيل اكثر الوهم هو من يسيطر عليه توهم او بالاحرى اوهم نفسه فعلياً بالحب في كل مرة يصنع لنفسه قصة حب جميلة ويتعايش معها رغم انها وهم لايوجد شيء من هذا القبيل عند الطرف الآخر كلياً ممكن ان يكون تلاطف بسيط او قد يصل في اقصى الحالات الى اعجاب عابر فيجسد أنس قصة حاب وكأنها من عدة سنوات وتكون في عقله الطرفين عشاق ويتصرف حسب ذلك وليس بكثير ويكتشف وهمه عندما ينصدم من قبل الطرف الاخر بعدم تفكيره بالامر كما أنس كان يفكر ف يقع ايام قليلة في حالة حزن كونه افترق او انتهت قصة الحب التي كان يعيشها في مخيلته هذا الذي نتلكم عنه هو شبه مرض نفسي تم التطرق له في علم النفس كثيراً هذا الامر يكون عندما يكون الانسان في حالة الاحتياج للحب فكلما يجد نفسه من غير حب يقلق ويتشتت تفكيره يحتاج من يتكلم معه يحتاج من يحن عليه يحتاج المديح يحتاج امور معينة اخرى فيلتجأ للحب كونه يوفر بقية احتياجاته علاج الامر هو الابتعاد عن هكذا أمور بالالتهاء بعمل معين التخطيط اليومي جعل جدول منظم لكل يوم وأهداف معينة مفيدة متتالية لينسحب العقل تدريجياً عن هوس الوحدة . حب الذات وتفضيل النفس ووضعها في اولويات الاهتمامات الحياتية له دور كبير في تخطي وهم الحب القراءة تساعد أيضا في ذلك الاطلاع على الأمور العلمية . أنس لن يكن شخصاً عاديا قط بل كان جبل لتراكمات الحياة ما مر به أنس لا يمكن لشخص عادي ان يحتمل كثرة الصدمات وضربات الحياة الموجعة
في يوم كان أنس جالس رفقة أصدقاء له يتناقشون في مشروع لانس كونهم يثقون في عقليته التجارية اثناء الحديث جاء الكهربائي الذي يشتغل مع أخ أنس او خال أنس كان الكهربائي ينتمي لحزب معين في البلد ف كان غير مسموح له بدخول البيت ف خرج أنس وسلم عليه وطلب منه الانتظار لحين وصول أخيه ليتمم عملية الحساب الأسبوعية
خرج أخيه لانس وجلس مع الرجل بينما أنس دخل البيت ليرجع مع اصدقائه سمع صوت طلقات نارية فركض للشارع مرة أخرى واذا بأخيه والرجل الآخر مطروحين أرضا والدماء تنهال منهم رأى الرجل واذا به ميت لانه كان متلقي اكثر من أربع رصاصات في صدره وأخيه فيه الروح انصدم اول مرة يمر بهكذا موقف اخذ يحاول ان يسند اخيه ان يجلس ليتسنا له حمله للسيارة وهو يحرك فيه سأله بنبرة خوف وقلق
أنس.. هل تعرفهم ؟ هل رأيت أشكالهم؟ هل أنت في ورطة او منتمي لجماعة معينه ؟
اخيه.. لا انهم اتوا من أجل هذا الرجل ولما تحركت صوبوني لكنها هذه المرة أوجعتني .
كونه سابقاً متعرض لإطلاق نار في الجيش أخيه كان الأقرب له من بين افراد العائلة يكن له حبا جما خرج بقية أفراد العائلة وأصدقاء انس كذلك واخذوا للمستشفى التي لاتبعد الكثير عنهم دخلت المستشفى في حالة طوارئ كونهم أناس معروفين وبالأخص أخيه لانس شخص محترم ومحبوب فترى الكل يقدم المساعدة وهو على سرير الطوارئ وقف أنس وأخيه الأكبر منهم يمسحون الدماء من على صدر أخيهم والدموع تنهال منهم خلسة ان يسمع البقية وخوفاً من والدتهم الى هذا الوقت هي لم تعلم بشيء قالوا لها انه عمل حادث واصابته بسيطة بعض الكسور خوفاً من انهيارها لم يتحمل أنس كلام أخيه له ونظراته ف خرج من غرفة الطوارئ وصرخ بأعلى صوت له ،، ليييش ،، وإلى اخر الحادثه نقلوا لصالة العمليات وبعد نجاح العملية حصل نزيف داخلي وتوفى
أنس هنا فقد توازنه على نفسه الجيران والناس اهتموا بأنس اكثر من اي شيء لانه كان مجنون في وقتها يضرب رأسه بالجدران ويبكي بكل معنى للكلمة يبكي بحرقة
أدت هذه الحداثة الى مكوث أنس أربعين يوماً لم يخرج للشارع ولا يقابل احد التجأ للخمر بات يصحو وينام وهو مخمور وعندما يرى أطفال أخيه ينهار باكياً ويتقابل هو وأمه ليبكي معها فينتشلوا بالقوة من غرفتها خوفاً عليهم من اي مكروه قد يفعلوا

مشهد إضافي
جلست أمامي تمنيت ان ارسمها وهي تقرأ كتابها تارة وتكلم صديقتها وتبتسم وتحرك يديها تاره كأنها عوداً فرنسي يتمايل بهبوب الريح والموسيقى لكنني ادركت انني لا أجيد الرسم نعم انني احب الرسم واتمعن في تفاصيل اللوحات مقارنة بنظراتي لها اجد نفسي عندما كنت اتمعن في لوحات الرسامين هذا جزء بسيط لما املك من قدرة في التمعن والتركيز بالمناظر الجميلة رأتني اكثر من مره انظر لها لكنني لا أبالي ف هذه اللحظات ممكن ان لاتتكرر ف اردت ان اسرق اكثر ما يمكن من النظر لها لا اريد ان ادخل في تفاصيل جمالها انها اكثر واكبر من ذلك
لم تكن لدي جرأة ان احدثها لا اعرف لماذا استكثرتها علي كونها اترف وانقى من ان تكون برفقتي ؟ لا أعلم خيوط كثيرة بكلمات وعلامات استفهام تدور وتنعقد في تفكيري بها اني بحاجة الى خطة الخوف الذي يملأني منعني من سؤالها على اي شيء حتى عن الكتاب الذي قدمته لها هدية في وقت سابق عندما رأيتها لاول مرة هل تكرر الامر الذي تحدثت عنه في روايتي انني مختل عقلياً مهووس بكل شيء جميل وهوس الحب الذي اصاب البطل هذه المرة أصابني انها حالة انا ابتكرتها هل حصلت بالفعل معي الآن اسألة كثيرة يا رب ماذا حل بعقلي هل لجمالها يد في ذلك كونها اكثر حدة في جمالها خرج الطلاب من محاضراتهم وعمت الضوضاء في المكان الا المسافة التي بيني وبينها بالنسبة لي تخلوا من كل شي تفصلنا فقط النظرات وبصراحة نظراتي فقط من ملأت المكان تثاقلت انفاسي وبدت صعبة بعض الشيء لا اعلم قلبي ينبض اسرع من المعتاد على ما اضن ليس خبير بهذه الامور مثلها كونها دكتورة علمت ذلك مسبقاً عندما دخلت مرة الى قاعة محاضرات وسألت إحدى الطالبات عن قسمها فكان مثلما اضن بالضبط شكلها يوحي للرحمة وهذا اغلب ما يبدوا عليه الاطباء
بعيداً عن ذلك كله هل هي تعرف ولو لشيء بسيط في كل هذا ؟.؟.؟

نساء ورجل مختلWhere stories live. Discover now