الفصل السادس💎

291 7 0
                                    

مريم، صديقتي المقربة التي طالما احببتها من صميم قلبي، فهي رفيقة دربي منذ الطفولة، لعبنا معاً، مرحنا معاً حتى مصائبنا فعلناها معاً!

دائماً كانت تفهمني وتعلم ما يدور في عقلي، كانت عاقلة وتنصحني كلما شعرتُ باليأس، تهون عليّ كلما حزنت، فهي كانت صديقة مميزة ولم أتوقع منها ابداً في حياتي انها ستخون هذه الصداقة!

انها خذلتني ودمرتني نفسياً، حتى اصدقائي نور وأشرقت لم اتوقع منهم ان يفعلو ذلك..لكن الذي لم أتوقعه حقاً ما فعلته مريم بي...!

الآن هي تعاني بمفردها، والدها توفى، لا أحد بجانبها في مثل هذا الموقف المؤلم، لا أعلم ماذا افعل، هل أتحدث معها و اهون عليها ام أتركها بمفردها!!

هل أفعل كما فعلت هي معي؟! هل أتركها تعاني بمفردها؟!..."يا الله ماذا أفعل الان"

جلست على المقعد وانا افكر تارة وانظر للرسالة تارة أخرى ثم أخذت حقيبتي وقلت لأمي بأنني سأتمشى قليلاً...

كنت اسير في الطريق وانا افكر بحيرة حتى وصلت إلى مكان لبيع المشروبات يطل على البحر، جلست في مقعد خشبي صغير ونظرت إلى البحر بشرود وانا أتذكر الماضي بحلوهُ و مُره، حتى قطع شرودي صوت النادل عندما قال: يا انسه الكرسي ده محجوز، اتفضلي اقعدي في كرسي تاني

نظرت إليه ثم نظرت إلى المقاعد الأخرى فكانت جميعها ممتلئة ولا يوجد مقعد فارغ...فقلت له: طب ينفع اقعد هنا خمس دقايق بس

رد النادل معارضاً: لا مش هينفع وال...لكن قطع حديثه صوت أحد خلفه فكان هو لؤي!!

نظر للنادل وقال: خلاص خاليها قاعدة

اومأ النادل برأسه وذهب بينما لؤي جلس في المقعد المقابل لي وقال: الكرسي ده بتاعي وعلى طول باجي اقعد هنا بس تمام خاليكي قاعده

نظرت له بغيظ فماذا يقصد هذا البغيض هل يشفق عليّ!...هببتُ واقفه وقلت: لا شكرا خلهولك

وكنت سأمشي لولا ان لؤي امسك يدي وقال: انا اسف...نظرت له بدهشة واستغراب لكنه أكمل قائلاً: ممكن تقعدي يا جوهرة

جلست مره أخرى على المقعد ونظرت إلى البحر دون النظر إليه لكني سمعته يقول: ماكنش ينفع تدخلي الكوخ يا جوهرة

نظرت ناحيته بتعجب..لكنه نظر ناحية البحر واكمل قائلاً: عايزه تعرفي ليه

نظرت له بإستغراب ولكني قلت بفضول: اه ليه؟!

اخذ تنهيدة طويله واغمض عينيه وقال: كان في راجل طيب شغال موظف وكل يوم اجازة يروح البحر عشان يستجم، دايماً كان بيشوف بنوته شبه حوريات البحر قاعدة لوحدها على الشاطئ وبتتأمل البحر وهي مبتسمه، الراجل بقى بيراقبها من بعيد وبقى بيستمتع من مراقبته ليها، كان بيجي كل يوم اجازة مخصوص عشان بس يشوفها من بعيد وهي قاعدة ومبتسمه للبحر، فكان عنده فضول يعرف مين هي وليه بتقعد لوحدها وليه بتبتسم للبحر، راح وقعد جنبها على الشاطئ وقالها انتِ ليه بتبتسمي للبحر كده؟!...ردت عليه وهي بتضحك وقالتله: أصل انا بحب البحر اوي وبحس بسعادة وانا بتفرج على الموج وعلى الشروق والغروب بحب المنظر ده اوي...رد عليها الراجل وقالها: ياااه بتحبي البحر اوي كده يارتني كنت مكان البحر...فضحكت والراجل ضحك بردو وبقى يجي على طول الشاطئ عشان يشوفها ويتكلم معاها لحد ما في يوم اعترفلها انه بيحبها وكان ردة فعلها ان هي كمان بتحبه، و الراجل راح اتقدملها واتجوزو لكن...

كوني جوهرةDove le storie prendono vita. Scoprilo ora