في الحلم، لم أتمنَّ رؤيتك

24 5 0
                                    



حلمت اليوم حلمًا طويلًا
كان ثقيلًا كذلك في البداية قبل أن أدرك بأنه حلم
لطالما انتظرت حلمًا كهذا
أكون فيه أكثر حرية
أتسكع في الأرجاء وأخلق سماءات عدة
وضعت كل ما كنت أحمله أرضًا
وخلعت قميصي كي أركض تحت المطر
كان هذا أكثر إنعاشًا من أي وقت ماض في سنواتي
لكن أتعرف...
لم أتمنّ رؤيتك!
فقد تغيرتُ لهذا الحد

لم أتوقف عن ذكرك تمامًا
ولكن لا أحد يعرف أنك لم تعد موجودًا
فقد كنت وحتى الآن لا أتفوه بالشيء كي لا يحدث مجددا أثناء قوله
ويعز علي أن أرى هيئتك ممثلا بها
ويطرى بذلك جرحي وتتكشف الرضوض.
بقيت عند عتبة الباب الموصد إليك
حتى رأيتك مقتولًا
حتى أنني أشك بأني قتلتك
حين وقفت مكتوفة اليدين
ولكن هل يموت المرء بسبب الشيء لأنه لم يحدث؟
لم أعد أدرك متسعي الوحيد لأضمّك
إذ أنك لست موجودًا إلا أثيريًا
مثلُ روحي
حتى أصيرَ إليكَ
وأصير مثل روحي
ومثلك, حتى!

في ذلك الحلم النعيميّ
حيث تسنى لي قلب الليل والنهار، والاستلقاء على الماء بلا بلل
لم تخطر ببالي حتى
عندما استيقظت
كنت محبطة تمامًا
فهذه الحقيقة لا تعد انتصارًا بالنسبة لي أبدًا
إنني على شفا نسيانك
وكان هذا جانبًا إلى أنني لم أعد أيضًا ألاحقك في السماء كلما استقليت القطار ليلًا
أحيانًا أعزو الأمر لكوني أكثر ثرثرة الآن
أو أنني أصبحت كالعجائز بالفعل
إذ يميلون لتغيير عاداتهم عندما يصبحون على مشارف الشعور بالندم
نعم
إنني أحس بشيخوختي
فهذه الخمس سنوات لم أتوقع أنني سأعيشها
هذا محبط
لقد كانت غايتي وحيدة
وبسيطة
مع ذلك لم تحدث
لن أتساءل كما فعلتْ جدة أديل فارجا إن كان كل ما فعلته حتى الآن بلا جدوى
لأنني أعرف ذلك مسبقًا
لم أسع لأي معنى منذ وقت طويل
لذا لا يوجد شيء أقلق بشأنه

ظننت أنني سأتذكرك ما حييت
لكنني في الحلم
لم أتمنَّ رؤيتك

حلمٌ  بوجهٍ واحد للشيءWhere stories live. Discover now