وفي اللحظة التالية فتح "حازم" الباب ووقفت هي تطالعه بصدمه، كيف استطاع هذا أن يصل إلى مفتاح بيتهم وما تلك الجراءة التي يمتلكها!! طالعته بعيون خائفة وقالت:
- حازم!! أنت بتعمل إيه هنا ودخلت ازاي أصلاً
دلف "حازم" بسرعه وأغلق الباب خلفه، حاولت "داليا" أن تصرخ ولكنه أسرع وامسكها جيداً ووضع يده على فمها، وظلت الأخرى تنازع وتدفعه عنها بقوة حتى قال:
- أنا جاي أتكلم معاكي وأمشي، لو صرختي هأذيكي بجد مفهوم!
سمعت "داليا" كلماته ونفذتها والتزمت الصمت، فأبعد الآخر يده عن فمها وامسكها من ذراعها بقوة ثم تحرك بها واجلسها على إحدى المقاعد وجلس أمامها بصمت، طالعته بخوف وقلق حتى قال الآخر:
- ليه؟ ليه عملتي كل ده إحنا مش أتفقنا نفضل مع بعض
- أنت ليه مش عايز تفهم ولا تتقبل، ده النصيب ودي الدنيا مش كل حاجه عايزنها بتبقي لينا، الموضوع مش مستاهل كل اللي أنت عامله ده
قال "حازم" بوَهن:
- بس أنا بحبك! ده ميستاهلش- بس الحب مش بالعافية، والحب نفسه مش كفاية عشان يخلي اتنين يتجوزوا
- يعني إيه؟
طالعته "داليا" بدموع قائلة:
- يعني الحب مش بيبني بيت يا حازم، وعشان كده أنا اختارت فارس عشان قبل ما أحبه أنا شايفاه أب كويس لعيالي، أنت غلط يا حازم راجع نفسك- طب أنا هتغير علشانك بس ارجعيلي
- مبقاش ينفع خلاص، حازم أنت شخص كويس ومن عيلة كويسة ليه مصمم تضيع نفسك كده، غير كده أنت عارف إن عيلتك مكنتش هترضى بيا أصلاً يعني كل اللي حصل ده خير ليه مش عايز تفهم!
- مش عايز أفهم عشان بحبك، مش قادر أتخيل إنك هتكوني مع حد غيري
- طيب وإنك تأذيني ده حل؟ نفرض أنك اذيتني دلوقتي إيه اللي هيحصل، هتدخل السجن ومستقبلك هيضيع حتى يوم ما تخرج كل الناس هتتجنبك ومش هتبقى عايزه تتعامل معاك، ليه تحط نفسك الزاوية دي! ليه مصمم تخلي نفسك وحش ليه مصمم تكون أناني، لو تفتكر الأنانية دي هي اللي ضيعتني منك، على الأقل فكر في أهلك واللي هيجرالهم
رد عليها بعِناد:
- بس أنا عملت كل ده عشاننا! دي مش أنانيه دي حب- أنت كده فاهم غلط، بص يا حازم نصيحه أنت لازم تتغير عشان يوم ما تحب وتتحب تاني اللي معاك متختارش إنها تمشي بسبب انانيتك دي
صمت "حازم" وظل يطالعها وقد ترقرقت الدموع في عيونه، فأكملت هي وهي تطالعه بابتسامه:
- أرجوك بلاش تكون وحش أنت مش كده ولا عمرك كنت كده، الشيطان دخل عقلك فتره بس أرجع لعقلك تاني، بلاش تضيع نفسك مش مهم أنا
أنت تقرأ
رحيل العاصي
Romanceقلبي يكسوه الغضب والعصيان إتجاه كل شيء، لتلك الضحكات العالية التي تصدر منكِ، وتلك الحركات العفوية التي تفعلينها فتخربي كل شيء، ولتلك النظرة اللامعة التي تظهر بعينيكي كلما نظرت اليكِ، ولكنكِ تمكنتي من نزع هذا العاصي الذي يسكن بداخلي لتحققي ما لم استط...