فتحتْ الكميرا شاحبة الوجه ضِدَّ عادتها التي تكون مُبهجةً لِتشرحَ ما عانتهُ من اضطهادٍ وقسوةٍ قبلَ تسليطِ الأضواءِ عليها ابتسمت ابتسامتها الزّائِفةِ لهذا اليوم :"
مرحبا للجميع ، كما تعلمون أنا إيما واتسون للأشخاصِ للذين لم يسبق لهم معرفتي "صمتت لتَجَمُعِ الدموعُ في مقلتيها ثُمَّ أكملت
" هنالكَ قسمٌ عميقٌ من العالَمِ ، في أعلى درجاتِ العمق ، سأقُصُّ عليكم ماجرى معي ، من اضطهادٍ وقسوةٍ ، لِذا اتمنى بأن تحذروا ، وأن لا تنخدعوا بالمادحين لأنهم سبب من اسباب الدمار ، حسنًا بدون مُقدماتٍ كُنتُ أعيشُ في قريةٍ ريفيةٍ بسيطةٍ سُكانها متواضعونَ ، تركاني والداي في جيلِ خمسة اعوام ، واعتنى بي عمي ، كان دومًا يتغزل بي ويمدحني أمامَ بناتهِ ، لكن عندما أصبحتُ في جيلِ الرابعةِ عشر ، ساءت الأمور بدأ عمي بالاقترابِ مني شيئًا فشيئَا كان يحاول التحرش بي كان يدخل بدون إذنٍ إلى غرفتي ويُهددني بأنَّهُ سيطرُدني من منزلِهِ أإن لم استمع لِما يقول ، دخل في أحد الأيام وأنا أُذاكر طبطبَ بقوةٍ على كتفي وأنا أُحاوِلُ تجنُبهِ لأنه عائِقٌ لمستقبلي لكن "انهمرت الدموعُ على خدِها وأكملت بصوتٍ شاهقٍ
" في أحد الأيام دخلَ إلى غُرفتي بلا استئذانٍ ودفعني إلى الحائِطِ وزجاجة النبيذ تتأرجح لليمينِ ولليسارِ وقال" لا أعلم لِمَ لا تُفكرينَ بالشبابِ أو بفكرةِ الزواجِ أو الارتباطِ فأنتِ فتاةُ أحلام كُلَّ شابٍ ، جسدُكِ المُثير ، شعرُكِ البُرتقالي الحريري ، عيناكِ الزرقاوتانِ اللامعتانِ تخطفينَ الأنظار ، سيقع الشاب في الحبِّ منذُ أولَ مرةٍ رآكِ فيها ، كُلَّ شيء "
أصرُخ بألمٍ راجيةً بأن يسمعني أحد حتى دخلت زوجة عمي وأخذتني بينَ أحضانها وقالت :
" فلتهرُبي مِن هنا صغيرتي " و قبلت وجنتي قائلةً
" عليكِ الفرارُ من هنا ، علِمتُ بأنَّهُ سيحدث هذا صغيرتي ، قد ادخرتُ بعضَ الأموالِ سرًا لحدوثِ موقفٍ كهذا ، حتما أحببتُ وجودُكِ هنا ومعي ، لكن عليكِ الذهابُ مِن هُنا صغيرتي "
" عمتي لا تترُكيني "
" أُحبُكِ "
واحتضنتها بقوةٍ وكانَ ذلكَ حضن الوداع ، أستأجرتُ في فُندقٍ رخيصٍ وسطَ البلد تفوحُ منهُ بعضَ الروائِحِ الكريهةِ ، لعنتُ الفقرَ والحاجةَ وصاحِبِ الفندُقِ والفندُقِ ، لعلَّ هذهِ الشَّقةُ الرَّثَةِ تكفيني ؛ لاستثمِرَ أموالي ، ولهذا تعلمت بأن لا انخدع بالمادحين وما هُوَ خلف القِناع "
أطفئت الكميرا ، وحَملت الفيديو على مِنصَّةِ تويتر وانستاغرام ويوتيوب ، بدأت بالشعُورِ بالفراشاتِ تُحلِّقُ في معِدتها لسماعِها صوتَ لحنَ أُغنيةِ "Matilda "
وبدأت تُحرِكُ رأسها بهدوءٍ مُنسجِمةً مع الألحانِ وتبتسم بسبب اندلاعِ ألبومِ نجمها المُفضل هاري ستايلز ، صوتُهُ العميقِ الدافِئ الذي يُشعرها بأنها في المنزل وضعت السماعة الرأسية الخاصة بها وشعرت بأنَّهُ يأخُذها بينَ أحضانِها ويغني لها لتنام لذلكَ نامت بعمقٍ
.
.
.
.
.
.
.
YOU ARE READING
خلف القِناع | H.S
Romanceاحتضنها بقوة ريثما ترمي الملابس في حقيبتها ، وحاولت الافلات منه لكن اخيرًا استسلمت له وجلست في حضنه كالأطفال ، لتعيدَ الذكر بأنّها اصبحت تكرهه ولم تعد تُحبه لكن قلبها ينبض له بحبٍ وجَّهَ نظرهُ نحوها وانبس بهدوء ودفء "استطيع ان ارى من عينيكِ ما بعمقِ...