~1~

327 27 164
                                    

فتحتْ الكميرا شاحبة الوجه ضِدَّ عادتها التي تكون مُبهجةً لِتشرحَ ما عانتهُ من اضطهادٍ وقسوةٍ قبلَ تسليطِ الأضواءِ عليها ابتسمت ابتسامتها الزّائِفةِ لهذا اليوم :"
مرحبا للجميع ، كما تعلمون أنا إيما  واتسون للأشخاصِ للذين لم يسبق لهم معرفتي "

صمتت لتَجَمُعِ الدموعُ في مقلتيها ثُمَّ أكملت
" هنالكَ قسمٌ عميقٌ من العالَمِ ، في أعلى درجاتِ العمق ، سأقُصُّ عليكم ماجرى معي ، من اضطهادٍ وقسوةٍ ، لِذا اتمنى بأن تحذروا ، وأن لا تنخدعوا بالمادحين لأنهم سبب من اسباب الدمار ، حسنًا بدون مُقدماتٍ كُنتُ أعيشُ في قريةٍ ريفيةٍ بسيطةٍ سُكانها متواضعونَ ، تركاني والداي في جيلِ خمسة اعوام ، واعتنى بي عمي ، كان دومًا يتغزل بي ويمدحني أمامَ بناتهِ ، لكن عندما أصبحتُ في جيلِ الرابعةِ عشر ، ساءت الأمور بدأ عمي بالاقترابِ مني شيئًا فشيئَا كان يحاول التحرش بي كان يدخل بدون إذنٍ إلى غرفتي ويُهددني بأنَّهُ سيطرُدني من منزلِهِ أإن لم استمع لِما يقول ، دخل في أحد الأيام وأنا أُذاكر طبطبَ بقوةٍ على كتفي وأنا أُحاوِلُ تجنُبهِ لأنه عائِقٌ لمستقبلي لكن "

انهمرت الدموعُ على خدِها وأكملت بصوتٍ شاهقٍ
" في أحد الأيام دخلَ إلى غُرفتي بلا استئذانٍ ودفعني إلى الحائِطِ وزجاجة النبيذ تتأرجح لليمينِ ولليسارِ  وقال

" لا أعلم لِمَ لا تُفكرينَ بالشبابِ أو بفكرةِ الزواجِ أو الارتباطِ فأنتِ فتاةُ أحلام كُلَّ شابٍ ، جسدُكِ المُثير ، شعرُكِ البُرتقالي الحريري ، عيناكِ الزرقاوتانِ اللامعتانِ تخطفينَ الأنظار ، سيقع الشاب في الحبِّ منذُ أولَ مرةٍ رآكِ فيها ، كُلَّ شيء "

أصرُخ بألمٍ راجيةً بأن يسمعني أحد حتى دخلت زوجة عمي وأخذتني بينَ أحضانها وقالت :

" فلتهرُبي مِن هنا صغيرتي " و قبلت وجنتي قائلةً

" عليكِ الفرارُ من هنا ، علِمتُ بأنَّهُ سيحدث هذا صغيرتي ، قد ادخرتُ بعضَ الأموالِ سرًا لحدوثِ موقفٍ كهذا ، حتما أحببتُ وجودُكِ هنا ومعي ، لكن عليكِ الذهابُ مِن هُنا صغيرتي "

" عمتي لا تترُكيني "

" أُحبُكِ "

واحتضنتها بقوةٍ وكانَ ذلكَ حضن الوداع ، أستأجرتُ في فُندقٍ رخيصٍ وسطَ البلد تفوحُ منهُ بعضَ الروائِحِ الكريهةِ ، لعنتُ الفقرَ والحاجةَ وصاحِبِ الفندُقِ والفندُقِ ، لعلَّ هذهِ الشَّقةُ الرَّثَةِ تكفيني ؛ لاستثمِرَ أموالي ، ولهذا تعلمت بأن لا انخدع بالمادحين وما هُوَ خلف القِناع "

أطفئت الكميرا ، وحَملت الفيديو على مِنصَّةِ تويتر وانستاغرام ويوتيوب ، بدأت بالشعُورِ بالفراشاتِ تُحلِّقُ في معِدتها لسماعِها صوتَ لحنَ أُغنيةِ "Matilda "
وبدأت تُحرِكُ رأسها بهدوءٍ مُنسجِمةً مع الألحانِ وتبتسم بسبب اندلاعِ ألبومِ نجمها المُفضل هاري ستايلز ، صوتُهُ العميقِ الدافِئ الذي يُشعرها بأنها في المنزل وضعت السماعة الرأسية الخاصة بها وشعرت بأنَّهُ يأخُذها بينَ أحضانِها ويغني لها لتنام لذلكَ نامت بعمقٍ
.
.
.
.
.
.
.

خلف القِناع | H.SWhere stories live. Discover now