امنيه

2.5K 53 24
                                    

التالي :

فتحت باب الغرفة بقلق وهي تحبس أنفاسها من الخوف أطلت برأسها لتلقي نظرة على جسد حفيدها وعندما لم تجد أثراً من الرماد عليه تنفست الصعداء ومسحت بإصبعها دمعتي فرح هبطتا على خديها ، لقد استجاب جسده لرماد العنقاء وأصبحت قوة النار في طريقها للتحرك بداخله وما هي إلا أيام قليلة ويكون بعدها مستعداً لتلقي التدريبات التي ستجعل منه جنياً قوياً ..

ولكن سعادتها لم تكتمل إذ إنها تنبهت للتو إلى أن هناك
مشكلة كبيرة تواجهها ، أنه لا يزال نائماً منذ اللحظة التي أخذته فيها من المقبرة وإلى هذه اللحظة ، لذلك كان يجب عليها أن تأخذه لحكيم القرية حتى يرى ما به ويحاول معالجته ..

مدت يدها نحوه لتحمله ولكنها ما كادت تفعل ذلك حتى وقعت لها مشكلة أخرى ..

لقد ظهر لها فجأة فرخ طائر العنقاء من أسفل السرير وقام بالهجوم عليها ..

عضها في يدها مستخدماً منقاره الصغير المعقوف وحاول أن ينشب مخالبه الخمسة الضعيفة في جسدها حتى يمنعها من لمس الطفل ، وسبب هجومه المتهور ذاك كسر عن طريق الخطأ أحد مخالب قدميه ..

إنه يقوم بالدفاع عن الطفل كيف غاب ذلك عن بالها ؟ ! ..

لن يكون من السهل إقناع ذلك الفرخ العنيد بأنها لا تريد أن تؤذي سيده الجديد ..

هي تعلم بأنه لا يزال ضعيفاً وبأنها تستطيع التغلب عليه بكل سهولة ، لكنها تعلم أيضاً بأن سلالة العنقاء لا تنسى أبداً ولا تغفر وبأن لها من الكرامة ما يجعلها تعود مهما طال الزمان بها للانتقام من كل شخص حاول في يوم ما أذيتها ..

لذلك حاولت أن تشرح له الموقف :
- سيدك بحاجة لرعاية طبية .

حرك الفرخ رأسه يميناً وشمالاً كأنه يخبرها بأنه لا يثق بها فقالت :

- انظر إليه إنه لا يتحرك ، سآخذه فقط إلى الحكيم !!

وعندما بدا شكله أنه لا يزال غير مقتنع بكلامها فإنها قالت :

- تستطيع أن تأتي معنا لتتحقق بنفسك –
وأضافت : لن أسمح لأحد بالقيام بأذيته أعدك !!

******

أمام منزل صغير يقف عند زاوية الطريق ، توقفت العربة التي يجرها سابح بعد رحلة استغرقت الكثير من الوقت ..

هبطت من العربة تحمل حفيدها بين يديها بسهولة رغم ثقل وزنه ، يتبعها فرخ طائر العنقاء الذي بدا قلقاً ومتوتراً من هذه الزيارة ..

وما كادت تطرق باب المنزل حتى جاءها الصوت الساخط من الداخل :

- من هذا الحيوان الذي يطرق الباب بهذا الوقت ألا يستطيع الإنسان أن يرتاح قليلا في هذه القرية الغريبة ؟!

عندما فتح الحكيم الباب وشاهد من كان يقف أمامه شعر بفداحة الورطة التي أوقعه فيها لسانه الطويل :

ابابيل Where stories live. Discover now