ملئ الكأسين بين يداه بالنبيذ ليأخذهما و يذهب الى "صفوت" الذي يجلس على الاريكة بأريحية قائلاً و هو يجلس بماقبله بأبتسامة ماكرة ملعونه: والان استيطيع الراحة تماماً ، لقد انتهيت منهم جميعاً.
اخذ منه احدى الكأسان ليقول بأعجاب حقيقي: لم اكن اتوقع كل ذلك الشر حقاً !
ضحك ضحكات قوية قبل ان يقول بغرور: ليس شراً يا ابله بل ذكاء .
طرقا طرفيي الكأس ببعضهما قبل ان يسأله "صفوت" وكأنه قد تذكر شئ للتو: و ماذا عن " كرم" ؟!
ارتشف بضع قطرات من نبيذه قبل ان يقول : ااه تقصد ذلك الشخص معدوم الهوية الذي وجدوه مقتولاً في النهر امس ؟!
اتسعت حدقتاه بصدمة حقيقية فهذا ابن اخيه الوحيد قائلاً:قتلته كما قتلت ابيه !
تنهد طويلاً قبل ان يقول بأبتسامة تلعنها السماوات السبع: لقد انتحر ، بالتأكيد كان سيفعل فقد تعمدت ان ارسل له كي يأتي يوم قتلت تلك الفتاة .
-الا تخاف ان تنتقم "اوار" ؟! او حتى ان تقول ل"قاصي" انك من قتلت امه ؟!
اسند ذراعه على رأس الاريكة قائلاً بغرور : لقد تهالكت يا هذا لقد قتلتها دون دماء ، وان كانت ستثأر فلن تسطيع الوصول الي وسط كل هؤلاء الحرس .
نظر اليه قائلاً بتوجس: لا اشعر بالاطمئنان !
-اطمئن كل شئ تحت سيطرتي .
__________________________
بعد مرور يومان ..
لا يوجد اي اثر لها و كأن الارض قد انشقت و ابتلعتها ، هائف من ان تكون قد أذت نفسها و غاضب لكونه لا يراها امام عيناه، كلف رجاله بالبحث عنها في كل مكان ولكن لا اثر ، دلف اليه احدى رجاله ثائلاً برسمية : لم نجدها سيدي .
خبط بكفه بقوة على مكتبه قائلاً بغضب: بالتأكيد لم تفعلوا، ان لم تريد ان نجدها لن نجدها ..
ثم اكمل وقد احتدت نظراته بأصرار و عند: سأجدها و لو بين شقوق الجبال ، ستبحث عنها في كل مكان حتى لو باطن الارض اتفهم!
اومأ له قائلاً بطاعة :سأفعل سيدي.
انه جملته و أذن له بالرحيل بينما خبأ هو وجهه بين راحتيه قائلا ً بألم : آه اين انتِ ساحرتي ، اين انتِ يا من رُسمت ابواب جهنم بعيناكِ ..
__________________________
يوم آخر قد مر ليكون قد مر اسبوع على هذا اليوم الملعون ، الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل نفس التوقيت الذي قُتلت به رفيقة دربها بل و نفس اليوم ايضاً ولكن اليوم مختلف فطيور الظلام تتحرر و ذئاب الليل تطلق الزغاريد ، ركله خلف ركبتيه ليقع امامها بخوف شديد بينما هى تنظر اليه من اعلى بجبروت ليس مثله جبروت، نظر اليها "عدي" قائلاً بلا تعابير او ملامح يحسننا قول بلا قلب من الاساس: اريد ان استمتع ارجوكِ "اوار" ..
ابتسمت ابتسامة شيطانيه لتنقل نظراتها المقتتمه الى ذلك الجاثي تحت اقدامها يموء برعب معصوب العينان و الفم ، ازالت تلك العصبة عن عيناها فرمش عدة مرات قبل ان تتضح رؤيته و يصرخ صرخات مكتومة برعب وقد جحظت عيناه ، اقتربت منه للأسفل اكثر لتقول وهى تتظر داخل عيناه بقوة: اتتذكر تلك الاعين ؟!
هز رأسه عدة مرات بالنفي برعب شديد فقبضت على فكه بكفها صارخة بقوة مرعبة: اتتذكرهم يا هذا ؟!
كاد "ماجد الشاذلي " ان يبكي من الرعب فهو يعلم مصيره جيداً ، ازدادت من ضغطها اكثر : جئت الى شامتاً تخبرني انك قتلتها ، اتظن انني كنت سأسقط ! انا "اوار رفيق خالد قاسم" يا سلالة الانجاس تظنني سأنحني !
بمجرد ان نطقت بأسمها حتى ظل يصرخ صرخات مكتومة و هو يحاول جاهداً الحركة ولكنه مكبل اليدين و القدمين ،كان مرعوب بحق فقد ظن انها قد ماتت مع امها كان يظن انه قضى عليهم جميعاً ، ضحكت ضحكات قوية ساخرة قبل ان تقول بغل يشع من اعينها : ماذا، صُدمت كثيرا؟!
امسكت به من تلابيبه توقفه على قدمه قائلة بنبرة مرعبة و عيناها قد اسودت بحقد : لنبدأ اللعب .
أنت تقرأ
أنوبيس
Action"لا تعبث معها" فصحى ، مكتملة ركضت بأقصى سرعتها لأهثةً تنظر خلفها بين الحين والأخر بفزع جم تحاول الفرار بكل قوتها ،نظرت خلفها مرة أخرى ولازالت مستمره بالفرار فلم تجد أحد توقفت فجاءة لتنظر أمامها وتصرخ بعدها برعب وهى تتراجع بقدميها المرتعشتان الى الخل...