"الفصل الأول"

406 74 64
                                    


نجد الكثير و الكثير من الضيق داخِلنا، ارهاق أو ألم

عَلى عكس المتوقع، لا نحزن بِقدر ما نعقل، و أول شئ تستنتجهُ عقولنا أن لا نُفرِغ ما بداخلنا لأي شخص

و ذلِك من تحت لسانِ تلك الجالسه، بَين يديها الناطِق الأبكم صاحِب الحَبرِ الأسود

ترسِم خيوطِاً هنا و هُناك في تِلكَ الورقه البيضاء، غير مفهوم معنــاها

تَسرح في أفكارها، جاعِلـه من عينيها لا تُبصر سوى الديجُـور

أُذنيها تستمع إلـى الهدوء، و كم بـَدت عينيهـا تائِهه بِشكلِاً أو بأخَر

خَـرجت من منبَعِ ألمهَا حيـن طرقَ صـوتِ الجرس مُعلِنـاً بِذلك إنتهـاء المُحاضـره الأخيِره

الجَـميع أستقام مُلملِماً مَا يَخصهُ، و هي تـركت القلَمِ وَ الورقه في أمـكاِنهُم مُتحرِكه نحو الخارِج بِملامح لا تُذكر

سَماعاتِ الأُذن كانت تُريـح عقلهَا مِن ضَجـة الأنَـاسِ، وَ عَينيها مُعلـقه على تِلكَ الحجره التِي تَدفعهـا بإرجُلها

وَاضعه يديها في جِيُـوب سُترتها، مُستنشِقه الهـواء الذِي يضُـم رائِحـة الغَيثُ و الزرعِ الأخضر

كَـانت يديها تَلعب بِعُلبـة السجَائِر التي تـضِعها في جـيبِ سُترتها السوداءِ

هـي تُحب السـجائِر، ڤربيـنا تُحِب السـجائِر بِنـكهِة النِعناعِ

رَفعـت مُبصريتَيهـا إلى غِيُومِ الطرمساء، وَ حين خَفضها لَم تـتلقى سِوى بِـ عَينين ذَلِـك العابِر صـاحِب حَلوى الفَراوِلـه

مُمسِكـاً بِمظَلِتهُ بَينـما يـَضع يدهُ الأخرَى فِي جَيب سُترَتـهُ السـوداء الطويِـله

أخفَضتُ عينـيها أرضاً مُكمِله طَريقهـا الطَويل

مُؤخـراً، هِـي أصبَحت تراهُ فِي طـريقها كثيراً، كُل يـوم تقريِبَاً

يَقـف مَع مظلتهِ واضِعـاً فِي فَمهِ حَـلوى الفراوِله، أمـامِ الجامِعه أو فِي طـريقها بِشَكلِاً عـام

طَوبل القامه، شَـعره طوِيل نَوعاً ما باللون الأسوِد كـما لون عينَـاه

عَـيناهُ عَلى ما تتذكر، نَـاعِسه دائِمـاً

أخرجَت كُل ذلِك مِن بَالِها حين أتَـجهت فِي شارع جَانِبي، صـغير

بِهِ سَـيدَه عـجوز تَـصنعِ الفَطـائِر بِالعَـسل، تَذهب لـها مُنذ فتره طَـويله

ڤـربينا||𝐕𝐄𝐑𝐁𝐄𝐍𝐀Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz