الفصل الأول

176 52 38
                                    

رواية لهيب المودة : الفصل الأول

قد لا تنتهي الأمور دوما بالطريقة التي نرغب بها، من منا لا يريد العيش بسعادة وسط هذا العالم المليء بالابتلاءات والمصائب؟ نحن نتجرع الألم والحزن يوميا بسبب أفعال الناس من حولنا، وحتى بسبب القدر الغريب الذي يحركنا كيفما يشاء، ليتنا نستطيع الوقوف على قدمينا ذات يوم قبل أن نتحطم ونفقد آخر جرعة من الأمل.

تبدأ أحداث روايتنا في مكتب المدير ويبدو أن هذا الأخير يخوض نقاشا جديا مع أحد أولياء الأمور وبجانبه ابنته التي تجلس وتستمع فحسب بملامح وجه باردة.

قال المدير بعد أن أوشك النقاش أن ينتهي:

-«أتمنى أن تكون ابنتك أهلا للثقة التي أوكلناها لها، لا نريد مشاكل في ثانويتنا»

رد الأب بعد أن شعر بالامتنان:

-«طبعا، روزي لن تخذلك، لقد وعدت أنها لن تسبب أي مشاكل جديدة هنا وستهتم فقط بدراستها»

-«ممتن لسماع ذلك»

فتح ملف روزي يقلب الصفحات وقاده الفضول لمعرفة ما حصل بالضبط فقال:

-«ابنتك حصلت على عدة إنذارات بالتنمر على طالب وطالبة آخرين، لكن ما الذي أوصلها لهذه المرحلة؟ هل تتعرض للعنف الأسري لتكون بهذه الشخصية؟»

نظر الأب لروزي كما لو أنه متوتر ويحاول الكذب وقال:

-«أبدا سيدي، ابنتنا تتعرض لأحسن معاملة ولا يؤذيها أحد سواء جسديا أو لفظيا، أنا ووالدتها نحاول قدر الإمكان مراعاة أنها في سن حساس وأنها كبرت ولم تعد تستحق أن تتم معاملتها بعنف او تحقير»

-«حسنا تبدو صادقا من كلامك، لكن لنسأل عن جانبها من القصة»

نظرا نحو روزي فوجداها لم تحرك ساكنا ولم تغير تعابير وجهها الباردة وكان والدها قلقا من أن تقول أي شيء عن مشاكلها العائلية، لكنها قالت بينما هي مبقية على نفس الحال:

-«أبدا لم أتعرص لأي عنف لفظي أو جسدي من والداي، إنهما نعم الوالدين ومتفهمان للغاية، لكن الموضوع مختلف»

قال المدير بهدوء محاولا جعلها تتكلم:

-«وما هو هذا الموضوع؟ سيسرني أن أسمع منك القصة بأكملها وأعدك أن أساعدك»

كانت منذ البداية لا تريد التحدث عن قصة تنمرها على الطالبين لذا حاولت إغلاق الموضوع وقالت:

-«هكذا فقط، رأيت أنهما يستحقان ولست نادمة على أي شيء فعلته بحقهما»

تنهد المدير والأب واستسلما، ثم قال المدير:

-«حسنا، فرصة سعيدة، أتمنى أن يتحسن سلوكك ولا تتنمري على أي طالب هنا فأنتِ تعلمين أن أي مشكلة صغيرة ستكلفك الطرد وخسارة مستقبلك»

رِوَايَة لَهِيبُ المَوَدَّة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن