إلينور يعقوب

632 118 92
                                    


حل الصباح على تلك القرية المهجورة وسط الغابات، ووجدت أشعة الشمس صعوبة في الوصول إلى تلك المنازل التي ساد عليها القِدَم والتهالك حتى تساقط بعض جوانبها وكستها النباتات المستلقة، محاطة بالكثير من الأشجار الطويلة والمتضخمة مما يعيق سهولة التنقل من منزل لآخر، تفوح الروائح العطرية المنبعثة من أزهار النباتات والأشجار في المكان مختلطة مع رائحة الأخشاب والمطر.

دفع باب أحد هذه المنازل رجلاً متقوس الظهر طغى الشيب على شعره وتجعدت ملامحه في دلالة على كبر سنه ، ثم دلف إلى المنزل وهو يحمل معه وعاءين يحتويان الكثير من الطعام، حتى دخل إلى تلك المرأة التي رغم كبر سنها وإعراضها عن معظم الطعام الذي يقدم لها حتى نحف وجها وبرزت عظامها إلا أنها مازلت تحتفظ بجمال بشرتها النقية مع تميزها بعينين لامعة زرقاء.

تان العينان التان تحدق بهما في التلفاز بينما تجلس على الأريكة ويحيط بكاحلها الممزق جلده سلسلة من الفضة تم تثبيت طرفها الآخر في الأرض بعناية، وطالت السلسة الحديدة لتسمح لها بالتنقل في المنزل بحرية، ذلك المنزل الذي يخلو من الأساس إلا سريراً خشبي داخل إحدى الغرف مع خزانة صغيرة تستخدم لتخزين الملابس ويعلوها بعض مستحضرات العناية الشخصية التي تخلو من أي مرآة.

وفي الردهة خارج الغرفة لا يوجد سوى طاولة يحيط بها ثلاثة كراسي مع أريكة وتلفاز، ويخلو المطبخ من أي أدوات للطهي أو التقطيع حيث يتم إعداد الطعام في المنزل المجاور ويُحمل إليها.

وضع البشري الطعام على الطاولة الواقعة خلف الأريكة ثم نادى على المرأة الجالسة على الأريكة:
- سيدة ألينور لقد تركت صغاري اليوم وأتيت لكي آنسك على الطعام حتى يعود زوجك..

لم تجيبه ألينور ولم تلتفت، أدرك البشري أنها سوف تجعل هذا اليوم من أيام إضرابها عن الطعام لذلك حاول جذب انتباهها بالطريقة التي أعتقد أنها الأفضل فقال:
- لدي خبر سعيد لكِ..

ظلت محدقة في التلفاز فأكمل البشري كلامه جاعلاً منها تلتفت في لهفة بينما هو يقول:
- لقد وجد جوان رفيقته..

حرب الرفقاء (ليلى والذئب)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن