فَـاقدُ الأهـتِمـام

31 3 0
                                    


... بِــسـمِ الـلَّـه الـرحـمـٰن الـرَحـيـم ...

فَـاقدُ الأهـتِمـام

كتلٌ داكنة سوداء تقطن أسفل عينيه الباهتة ، جفونٌ مرتخيةٌ وهدوء قاتل ، كان هذا حال أحد الطلبة ، يضع قبعة الرأس و ينام طوال الوقت ، لا يُعير دروسه أهميةً أو قدرًا .

": إنه حزين … "

أول جملةٍ ستفكر بها إن وصفتُ لكَ حاله بصورةٍ أدق ، أردتُ محاورته وسؤاله عن أخباره ، فَالرأفة تسود عَواطفي تجاهه ، يجرُ ساقيه لدورة المياه ، و أنا تبعته قاصدًا المُحادثة …

صفعتني الصدمة لهيئته المُغايرة ، أنسدلت قطراتٌ سوداءٌ فوق خديه حينما غسل وجهه ، وغدت بشرته صافيةً تخلوها الهالات الداكنةُ والكدمات الأرجوانية ، أخرج علبةً من جيبه وبدأ برمي حبيبات الكُحل أسفل عينيه .

رفعتُ حاجبيَّ بذهولٍ باللحظة التي بدأ بها يوزع اللون البنفسجي على فَكه و يدعكه ليبدو طبيعيًا ، أدركت أنه من كتب البؤس على نفسه ، ونقش الشفقة بقلوبنا مُتعمدًا ، عدت أدراجي باسمًا للمهزلة الحاصلة ، هذا الفتى يشابهني عند صِغري ، يبدو أنه فقد الأهتمام أيضًا …

فالمُهمَل يُقدِم على أي فعلٍ ليجذب انتباهك نحوه ، قد يؤذي ذاته أحيانًا وربما يتمنى المرض والرقود بالمشفى وفي أسوء الحالات سيُجربُ الانتحار ليتلقى العناية ….

لذا راقب من حولك جيدًا ربما تَجد من ينطبق عليه قولي ، وفي الآن ذاته راقب كيانك الداخلي فلعلكَ واحدٍ منهم .

و لكَ سأقدمُ نصيحةً يا صديقي ، لا تنتظر الأهتمام والمُراعاة من البشر ، فأكثرهم يجدونكَ مجرد باحثٍ عن الشُهرة ، و الباقي سيُحدقون بكَ بنظرةِ شفقةٍ و تعالي ، كُن حادقًا وأحصد الاهتمام بإبداعك ومهاراتك لا بِبكائك ورجائِك .

أنتهى ..

- أحب سماع رأيكم ؟ ..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 30, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قِــصَـصٌ تُــروَى  ✎...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن