دخل ماركوس وكان قد خرج منذ الفجر تقريباً فهو لم يستطع النوم ولم يستطع البقاء بنفس المكان برفقة جودي.. لقد ذهب لاحد المقاهي وبقى هناك حتى هذه الساعه ليس من عادته الذهاب او حتى احتساء الشراب امام اي احد او بكثره لكنه بالفعل يعاني صداعاً لعيناً ملازماً له منذ وقت طويل ويجب عليه ان يوقفه بأي شكل .. جلس على الاريكه وهو لا يعلم اين اختفت انها بالحمام ربما..
"ماركوس؟" كان بالخارج اذاً لكن متى خرج؟
شعر بها تناديه من خلفه ولوهله شعر بنبضات قلبه تتسارع انها سبب كل شيء..
"تعالي هنا.."
واشار بهدوء الى جانبه
"هل انت بخير؟.."
وشعرت بالتوتر والحيره مابه اليوم يتصرف هكذا هل هو ثمل؟!
لم تأتي كما طلب منها فلاحظته ينظر اليها بفتور
"ولمَ لا؟"
وبدا صوته وكأنه يهمس
"ماذا يحدث معك ؟ لماذا تتصرف هكذا؟ هل هناك شيء تريد اخباري به؟"
وتوجهت حتى اصبحت امامه وكانت قد بدلت ملابسه وهذا جعله يعود ليتذكر احداث الليلة الماضيه ويغضب
"لقد فكرت بالامر كثيراً..وانا مستاء.."
ونهض
"مستاء من ماذا؟؟"
وهو يتقدم نحوها
"ماركوس هل انت ثمل؟!"
تراجعت للوراء وهي تراقبه بعينيها والغرابة تنتشر في المكان لم تشعر الا به وهو ممسكاً يدها بقوه ومعيداً اليها صوابها لوهله واجلسها على الكرسي بقوه وتوقف امامهاً واحتكرها بيديه
"مالذي تفعله!!"
حاولت تحرير نفسها منه واقترب منها وبدا انه تقبيلها لذا ضربته بقوه محاولةً ابعاده وهي متأكدة ان الارض تدور بها الان
"م..مالذي تفعله! مالذي يجري!!!"
ونظرت اليه مرة اخرى لماذا يبدو هكذا؟
"ولماذا ترفضين الامر اليس هذا ما دربكِ عليه عمكِ؟" وامسك يدها بقوه يحاول تثبيتها وسط محاولاتها الفاشله ان تفلت منه وتشعر بدموعها تكاد تسقط مالذي يتحدث عنه فجأه؟
"مالذي تقصده!!"
صرخت به بقوه ودفعته عنها بكامل جهدها ونهضت انها لحظة انهيار كبيره بالنسبة لها وهي لم تعد تحتمل ان يتم التلاعب بها لقد تحملت تلاعب عمها بها وتحرشات دايمند لسنين طويله لكن لماذا تنكسر بشده هنا؟ الامر مشابه بدا كأنه تردد لوهله حين لاحظ عينيها مليئتين بالدموع لكنه حزم امره
"هل تنكرين كونكِ لا تعرفين ما يريده عمكِ مني؟؟؟ اعني تلك الليله في ذلك المطعم اللعين !!! .. الا يذكرك هذا بشيء؟" ثم تابع وسط ذهولها
"انا اعلم كل شيء ! كل شيء كان يدور حولكِ وحول عمكِ الجشع..ما يغضبني الان هو انكِ مازلتي تظنين انني احمق وسوف اصدق الامر اكثر من ذلك..لم اعد اصدق اي شيء !!"
لم تعد تمتلك اي فرصه للرد عليه لقد فهم الامور بطريقته الخاصه ولم يكلف نفسه عناء سؤالها ، كانت تنوي اخباره منذ الليله الماضيه بكل شيء لكن الان .. كلامه جعلها تظهر بمظهر الفتاة المنحلة التي تبيع نفسها لأشياء كهذه ربما الذنب ذنبها منذ البدايه ربما وجب عليها طلب مساعدته بشكل صريح واخباره كل شيء تمر به لكنها لم تتوقع ان يصبح وجوده مهماً في حياتها لقد عاملته كالبيدق المؤقت الذي سوف يدر عليها بعض المال وسوف تختفي من حياته لذا رأت انه لا فائده من جعله يتشعب في حياتها ولم ترد منه اي شفقه ..
لكنه فهم الامور كلها بطريقته هل كان يراقبها طوال الوقت؟؟ كان بإمكانه سؤالها فقط وقد تخبره كل شيء ان لاحظت انه قد يفهمها خطأ ولكن الان؟؟ كيف يمكنها اخباره؟
الامر سيبدو وكأنها تستجدي عطفاً منه وشفقه وهذا اخر ما تريده من ماركوس بالضبط و على اي حال لن يصدقها فهو سوف يبقى يشك بها طوال الوقت لذا مسحت دمعة وقعت من عينيها وفتحت الباب و همت بالخروج وشعرت به يعيدها بقوه ويسحبها نحوه انها تريد الابتعاد عنه الان.. وعن عمها وعن كل شيء وتبقى لوحدها حتى تختفي لقد ملت من التهديدات بالفعل .. مشت خطوتين وشعرت به يمسك بها ويديرها نحوه
"اللعنه ..!"
واغلق الباب ثم ضرب الجدار بجانبها وصرخ :
"ولماذا لا تنكرين الامر!!"
بقوه وكم تمنى لو تنكره حتى لو شعر انها تكذب سوف يصدقها لانه يريد ذلك انه يريدها ان تخدعه لا يريد ان يتواجه مع حقيقة ان كلامه وشكوكه حقيقه
"اتركني انت تؤلمني!"
صرخت به وحاولت افلات نفسها منه ولم تشعر الا وقد صفعته بقوه وهذا جعله يعود لوعيه ولو قليلاً
"انا لا اريد رؤيتك وانت بالتأكيد تشعر بالمثل..لذا دعني وحدي ايها اللعين.. "
ومشت مبتعده عنه وهي تشعر بالدوار
هل تأملت به؟ ام انها كانت تخدع نفسها؟ كيف يمكنه ان يفكر بها هكذا؟ هناك جزء يصرخ في داخلها ويخبرها ان هذا ما كان يحصل بالضبط ..
لقد شعرت طوال الوقت انها تحاول اغواءه من اجل مصالح عمها ونسيت انها منذ الاساس كانت تريد ان تخرج عمها ودايمند من حياتها لم تعي انها ما زادتهم الا تشابكاً في حياتها لانها ساذجة وحمقاء وضعيفه وهذا كل شيء تستطيع فعله في حياتها الهرب والاختباء..
انها تكره ضعفها لانها الان ترتجف مما قد تواجهه حين تعود للمنزل خالية الوفاض.. ربما فقط لا يجب عليها العوده .. اليس هذا مشابهاً لما حصل تلك الليله؟ تسير بين الجموع وهي لا تعلم اين تذهب وتشتاق لوجود عائلتها وتتمنى لو ان هناك سبباً واحداً يمنعها من عدم الرحيل ولكن وكالعاده لم يوجد اي سبب..ربما منذ البدايه ماكان يجب ان تعيش
YOU ARE READING
(أنتِ شيئ يخُصني.)
Randomاريدكِ ان تعودي معي.. انا ببساطه لا استطيع التخلي عنكِ بعد الان.." "و من قال بأنني سأذهب معك!" ونظرت له بتوتر وهو ينهض ويتوجه نحوها ولم تعلم هل سوف يفعل شيئاً ام ماذا توقف امامها واتكأ بيديه على ركبته حتى يصبح وجهه مساوياً لها "و هل اخذت موافقتكِ...