مد عمار يده نحوها بضعف و هو يحرك رأسه
بنفي متمتما بضياع :
- لا...ارجوكي متقوليش كده، إديني فرصة..
واحدة بس و انا هصلح كل حاجة أوعدك
أنا لسه بحبك و عمري ما نسيتك لحظة
واحدة هطلق سالي و ارميها برا حياتنا
و مش كده و بس انا هعاقبها هي
و الحقير اخوها متقلقيش...بس إنت
ترجعيلي...منحته إبتسامة ميتة إستطاعت رسمها
على شفتيها قبل أن تهتف بجمود :
- قلتلك للأسف معادش ينفع... أنا خلاص
نسيتك من زمان و رميت صفحتك
ورا ظهري...و زي ما إنت مرحمتنيش لما جيتك
و ترجيتك بدل المرة ألف...
انا هعمل زيك، أنا تغيرت اوي الوجع و الألم
اللي شفته بسببك خلاني بقيت قاسية اوي....ردد بأمل : إحنا ممكن نبدأ من جديد....
مريم برفض قاطع : و إبني اللي مات في
بطني قبل ما يشوف النور حتى...هتقدر ترجعه
هو كمان...سيبني امشي يا عمار إحنا خلاص
مبقيناش ننفع لبعض، مش فاضل بينا
غير ورقة طلاقي.....دفعته بعنف و أسرعت للخارج و هي تضع
يدها على فمها تكتم بكاءها و من حسن حظها انها
لم تجد أي شخص بالخارج سوى مها
التي نادتها قبل أن تدلف داخل المصعد
لكنها تجاهلتها و أكملت طريقها....
إنهار عمار أرضا حالما إختفت وراء الباب.. شعر
و كأن روحه سحبت منه و ذهبت وراءها، صاح
بصوت مقهور بإسمها علها تعود له لكن دون
جدوى..
إنتظر لدقائق أخرى لكنها لم تأت...و رغم ذلك
ظل في نفس مكانه ينتظرها.....في الخارج.....
سحبت مريم نفسا عميقا سامحة للهواء
بأن يغزو رئتيها بعد طول إنقطاع...بعض
الدموع أفلتت من بين رموشها لتهبط
على وجنتيها لم تكن تعتقد أن رؤيته
ستكون مؤلمة بهذا القدر، ظنت انها قوية
و ستصمد أمامه خاصة و أنها هيأت
نفسها كثيرا لهذا اللقاء لكن يبدو أن
كل تحضيراتها ذهبت هباء...رفعت يدها لتوقف سيارة أجرى
حتى تعيدها إلى شقتها الجديدة
أو بالأصح مخبئها الجديد الذي
ستعتكف فيه لحين إنتهاء الأمور...
الان يجب عليها الإختلاء بنفسها من
جديد حتى تفكر و تحضر خططا
بديلة لتحمي بها حياتها و حياة إبنها
من أولئك المجانين...فاللعب بالنار ليس سهلا و هي من بدأت
لذا عليها ان تكون جاهزة لكل الاحتمالات
لقد راهنت على عمار و إعتقدت بأنه
هو من سيتولى امر إنهاء سالي و مالك
لكنه خذلها بعد أن إكتشفت انه مازال
يشك فيها...
رغم انها نجحت بعد ذلك في إثبات
براءتها أمامه لكنها لاتزال تشكك في
قدرته على تولي هذه المهمة...لذا عليها
أن تتوقع الأسوأ....أعطت للسائق أجرته ثم نزلت و دلفت
العمار و هي تحاول إبعاد تلك الهواجس
من رأسها..
تنهدت بضيق و هي تضغط على ازرار
المصعد أليس من المفترض أن تعود
سعيدة و مرتاحة لما دائما لا تسير الأمور
كما نخطط لها...لما لم يصدقها منذ البداية
هل كان عليه أن يبرهن لها من جديد
بأنه حقير و خائن ... أليس هو أسوأ من
سالي و مالك بأضعاف....
أنت تقرأ
بعد الفراق
Romanceكانت بريئة وساذجة عندما ظنت ان الحب وحده سيكفي، احبته حتى بلغ العشق منتهاه و لم تهتم بالفروق الاجتماعية بينهما