32|الحد الفاصل|

371 38 9
                                    


كنت قادرة على إستشعاره، أعلم بأنه موجود ويترفع عن التحدث.

أدرك ذلك، لكنني كنت عاجزة عن اتخاذ المزيد من الخطوات. لقد كان يبقيني في هذا الحد بكل مرة احاول التقدم.

الأمر منهك و مستنزف لطاقتي الكامنة، لكنني كنت بأمس الحاجة لإستحضاره، الأمور مؤخرًا باتت اسوء، احتاج له لحل الأمور.

هو أساس كل ما يحدث و بإنتهائه سينتهي كل شيء.

الاكاديمية منذ الأزل كانت تقيم تجاربًا سرية لاستحضار البصيرة، لكنها بداخلي الأن، تجاربهم توقفت، و بت أنا هدفهم الأن.

الاشخاص من حولي يتأذون في سبيل أبقائي أمنة، لذلك عليّ أن أعمل على حل الأمر بدل التكاسل.

دروس و المزيد منها خضتها مؤخرًا بشكل مكثف، و رغم تطور كل شيء الا أنني لازلت واقفة عن ذات الحد بكل مرة، هو يرفض التفاوض معي حتى، وي غلق علي المجال كي لا اتقدم.

و بصراحة لا أعلم لما من الأساس قرر أن يختارني بدلًا من كل أولئك الاشخاص الذين يريدونه.

بوسط الظلام كان أمامي حاجزٌ شفاف، هذا هو الحد الفاصل و بمجرد لمسة يتم طردي خارجًا و أضطر لإعادة الكرة، و هذا ما حدث تاليًا.

أشجار الغابة عادت لتبرز في مجال نظري حينما تم طردي مجددًا. رئيس جميعة السحرة تولى تدريبي مؤخرًا، لذلك هو كان أول من برز أمام وجهي حين أستيقاظي.

"مهما تعددت مرات الفشل فسنعاود التكرار حتى نجد السبيل للدخول، أنهضي لأخذ قسط من الراحة."

أخبرني و قد قرر الإنسحاب لكنني أوقفته"لنستمر طالما جسدي ما زال قادر على الإستمرار، الوقت ليس بصالحنا، أخشى أن يحدث ما هو خارج أرادتنا."

ألتفت لي يحدق بعين ضيقة و كأنه يراجع الأمر في عقله، لكنه فاجأني حين تجاهلني يكمل سيره و لم ينطق بشيء حتى.

و أظنني فهمت الأمر حينما نهضت لأسير، كانت ساقاي ترتجف من كمية الطاقة التي أستهلكتها.

واجهت صعوبة بالسير و أنا أعود.

الجميع في طريق سيري كان منشغل بشيء ما، جميعنا كنا نستشعر بأن هنالك شيء ما قادم، لذا كل منا يبذل جهده في عمله للأستعداد لما سيأتي.

وصلت لغرفتي بعد مشقة، و السرير كان ألطف ما قدر أراه لهذا اليوم.

اقتربت منه بإبتسامة حمقاء و ألقيت نفسي عليه، جسدي متسخ من طين الغابة و يفترض بي الاغتسال لكن لا طاقة لي.

نعومة السرير عانقت الاجزاء المؤلمة بجسدي و كأنها أعطته مساجًا مريحًا، لجوار البرودة اللطيفة التي يحملها كون جسدي لم يستلقي منذ الصباح.

بذلت جهدي كثيرًا مؤخرًا لذا لحظات الراحة كهذه كنت أقدسها.

كنت اتحضر لاغطس بالنوم لكن الباب فتح يفسد على استكناني، و من سيكون غير فتاي اللطيف.

بلوفتيرا | Bluefteraحيث تعيش القصص. اكتشف الآن