١٧؛ سمنة بلدي.

769 99 13
                                    

[٢٢ من إبريل، ٢٠٢٣]
-

«what's that shit?!»(ما هذا الهُراء؟!)

قال جون صاحب الصوت، الذي كان قد أتى لتوه ليرى ذلك المشهد أمامه، حيث تقف زهرة وهي تحاول الإفلات من سلطان لضرب الطباخ، الذي يقف ووجهه أحمر كما لو أنه ضُرب عليه ضربًا قاسيًّا، ويُمسك قبعته بين يديه، وهناك أحد الرجال يمسك به كي لا يضربها كذلك، مع أنه لن يفعل ذلك، فهو رجل نبيل ولا يضرب النساء، وفي الحقيقة هو لن يستطيع ضرب زهرة، فهي سريعة ولا تهتم بأي جزء من جسدها تضرب.

نظرت زهرة إلى صاحب الصوت بازدراء في بادئ الأمر بسبب الهدوء الذي عمَّ المكان فور صدور جملته، ولكن لم يتطلب الأمر منها سوى جزء من الثانية كي تتبدل نظرتها إلى أخرى مُحِبة، واعتدلت في وقفتها بينما تعدل هندامها، وتنظر له بإحراج، وحمحمت بينما تفكر فيما عليها أن تفعل الآن كي تبدد نظرة جون عن كونها فتاة متشردة قادرة على ابتلاعه حيًّا!

ولكن قبل أن تقول أي شيء، صاح جون متسائلًا بغضب: «what's going on here؟» (ماذا يحدث هنا؟)

وأكمل بنبرة مزيج بين الغضب والتعجب، موجهًا حديثه إلى زهرة: «هو أنا كل ما أشوفك ألاقيكِ بتتخانقي مع كارلوس؟ أنتِ مجنونة ولا إيه؟ جاية هنا تتخانقي مع الشيف بتاعنا بس؟»

لقد كان كلام جون يقع كالألحان على أذني زهرة، كأنه تسمع موسيقا شاعرية هادئة وليس صوتًا بشريًّا غاضبًا.

ظلت زهرة تحدق في وجهه لبضع ثوانٍ قبل أن يصرخ فيها مجددًا قائلًا: «أنتِ مين اللي وزك علينا يا بت أنتِ؟!»

استيقظت زهرة من أحلامها تلك، لتنظر له باستغراب قائلةً: «هـا؟ مين وزني على إيه؟»

فقال جون باستنكار: «أنتِ هتستهبلي يا بت؟»

استغربت زهرة كلامه، لتقول: «أستهبل إيه؟ حضرتك ودنك حاضرة معانا ولا إيه؟ يعني ودانك شغالة وبتسمع اللي بتقوله ولا محتاجلك طقم سماعات؟» وأكملت باستغراب أكثر: «مين هيوزني عليكم وأنتوا اللي خاطفني أصلًا؟! دا المفروض أنا اللي أسأل السؤال دا! مين اللي وزكم عليا؟ مين اللي خلاكم تخطفونا؟ يكونش عبسميع؟» وعند هذه اللحظة بدأت تحدث نفسها ناسيةً الموقف كله، لتقول: «بس لا عبسميع صعب يوصل لعصابة بالمستوى دا! دول ناس عندهم طباخ خصوصي وحمام سباحة! أكيد لو عبسميع مكنش هيوصل لعصابة بالنضافة دي، دا آخره يوز علي علوكة وأشرف كخة وكدا يبقا جاب أجدع ما عنده»

كان سلطان يقف بجوارها وينكزها بأصابعه كي تتوقف عن الكلام، فهو لا يريد أن تتسبب تلك الغبية في مقتلها، ولكنها لم تعطيه اهتمامًا، ولم تبدي أي رد فعل على نكزاته، سوى بعدما قالت كل ما في جعبتها، لتصيح فيه في النهاية غاضبةً: «في إيـــــه؟! عمال تنغزني تنغزني، صوابعك دي ملهاش أهل يسألوا عليها؟ غارزها في كتفي ليه؟!»

عصابة لكن ظرفاء. Where stories live. Discover now