توت أزرق

٨ | فيّض مِن المشاعرِ.

«بسم اللّٰه الرحمن الرحيم»

م

ن بداية الفصل القادم هتكون أحداث
جديدة تمامًا.

انجوي.

______________________

تَطرق أنامله سريعًا فوق لوحة كفاتيح جهازه اللوحي،  لا يَعلم مَن المُخترق.. أو رُبما يحاول تَكذيب ما يراه مِن أدلة تَحوم حول أشخاص هو يثق بهم ثقة عمياء.

تنهد آرون يطالع بيري النائمة، هو لا يعلم حتى نهاية ذلك؟ ولِمَ اختطفها حتى، هي لديها حياة هادئة بالفعل وبأقحامها معه سيولد غضب الجميع.. وغضبها هي كذلك.

لا أحد يثق به وهو أشدّ علمٍ بذلك، الجميع خائف مِنه.. أنهم يهابون الصمت والعُزلة متيقنين أن ما يخلفها سيكون دمار ساحق لهم، لكنه ليس بهذه العقلية الساذجة التي ستجعله يصدق أي شخص يقص عليه بعض القصص قبل النوم وبعد أقصى التدريبات التي قد يحصل عليها طفل.

هو قد عاني كثيرًا ولم يرى أحد ذلك، فقط يرون حفيد سيرجى إيغور الذي كُل شيء أسفل قدميه، لديه إمبراطورية كاملة يحق له التصرف بها كما يشاء، لكنه ظل تلك الامبراطورية، الظل الذي يدعس عليه الجميع.

للمرة الثالثة يمنع اختراق مُنظمته بينما يجلس فوق الفراش بكُل راحةٍ، اخترقات بسيطة لكنه يعلم إنها نذار له، لكي يتراجع أو لكي يخرج عن صمته أخيرًا.

قطب حاجبيه مِن رسائل لايت الكثيرة، ليبتسم بخفة لعلمه أن اختفاء بيري قد تصدع في انحاء آل فولتاري بحلول الان.

~BERRY~

هذا الشعور عندما تطلق نفسًا مرتاح، وكأنك انهيت السباق بفوزك، هذا الشعور الذي تشعر به يداعب قلبك، لم أظن يومًا أنني سوف احصل عليه بسبب شخص.

أنني مُدركة لمشاعري جيدًا، ورغم ذلك لم اتخيل أن الابتسامة ستشق وجهي عندما استيقظ يومًا وأجده يجلس جواري بخصلات شعرهِ المُبعثرة يحجب عني اشعة الشمس التي تسللت مِن الشُرفة الزجاجية، وقميصه المفتوح أزراره الأولى يكشف عن صدرٍ صَلب وعضلاتهُ تعرب عن كيف كان يتدرب حدّ التَعب.

فتاي أصبح رجُل ناضج، الا يجب أن اقطفه سريعًا قبل ذبولهُ؟

يمسك لوح الكتروني بإهمالٍ يتصفحهُ وعقدة صغيرة توسطت حاجبيه، أردتُ انتشال الجهاز اللوحي من بين يديه وتقبيل عقدة حاجبيه؛ فـ يبدو وَحيد ويمكنني اصلاح هذا له.

لعق شفتيه يطرف ببطءٍ ويبسطهم بانسيابية لتظهر غمازتهُ تسرق أنفاسي، إذا كنت أعلم أنه سيكون بهذه الإثارة في الصباح لكنت هددتُ أبي بانتحاري حتى ألتقى بهذا الشاب.