حين ولدت كان المخاض عسيراً على أمي ، فلقد مكثت ثلاثة أيام في المشفى تعاني من نوبات حادة .
و في كل يوم من الأيام الثلاثة يجتمع الأطباء على صراخها ، و هي تحاول أن تلد و لكن عبثاً .
في اليوم الثالث و قبل منتصف الليل ، و قد كانت الساعة 10:15 بدأ المخاض الحقيقي ، و لأن أمي تخاف العمليات رفضت إجراء العملية ، و لكن هنا كان لا بد من ذلك .أدخلوها غرفة العمليات بعد إقناعها أن العملية ستكون بسيطة ولا داعي للخوف ، و بدأ الطبيب و مساعديه يجهزون أنفسهم .
و لكن طبيب التخدير لم يكن موجوداً ، و تأخر في القدوم ، و في تمام الساعة 10:30 وصل الطبيب المسؤول عن التخدير ، و باشر عمله لتبدأ العملية .في غضون دقيقة كانت أمي قد دخلت في حالة التخدير ، و باشر الطبيب الجراج عمله في شق البطن ليصل الرحم تحت إشراف من الطبيب الرئيس المشرف ، و قد بلغ الرحم في تمام الساعة 10:50 ليقطع الطبيب الرئيس حبل المشيمة و ينتشلني من تلك الظلمة .
حاولوا تقليبي لأصرخ و لكن لم يحدث ذلك ، و شعر الطبيب أن القلب لدي قد توقف عن النبض ، فطلب تجهيز الحاضنة ليحاول إنقاذي ، و لكن قد قطع تيار الكهرباء فجأة و هم يحاولون تقطيب جراح أمي و أنتظروا لثلاث دقائق ؛ و لكن المولد لم يعمل .
فنظر الطبيب لهم و قال : سنخسر الأم كما خسرنا الطفل ، و بدأ يأمرهم بتحضير حقنة الأنسولين ليغمدها في السيروم المعلق بجوار والدتي ، ثم جرعة من الأدرينالين مع مرخي عضلي لتستجيب أمي لأن الأجهزة توقفت .
بدأ العرق يتصبب من جبين الطبيب الذي أدخلوا له مصابيحاً تعمل على بطاريات مؤقتة لكي يرى جيداً ، و هو يقوم بتقطيب جدار الرحم و باقي الطبقات .
كان هناك تشنج يحيط بالمكان بأكمله ، و خوفاً مطبق من الفشل بتلك العملية لأن بدأ نبض والدتي يضعف ، و كأنه سيتوقف قلبها عما قرب .
و فجأة..يُتبع..

YOU ARE READING
ولدتُ شيطاناً
Mystery / Thrillerإن أحداث هذه الرواية و شخصياتها من صلب الواقع ، فهناك شخصيات سورية و لبنانية و عراقية و العديد من الجنسيات التي تعيش أحداثاً برفقة بطل القصة.. "الشيطان يقيم معنا" "إنه في الأرض بيننا" "نحن لا ندركه لأنه مستتر" "إنه حي و موجود رغماً عنا" الرواية...