الفصل الثلاثين

31 3 0
                                    

بينما كانت تجلس أسفل شجرة التوت الكبيرة تضم ركبتاها الى صدرها وتعقد ساعديها حولهما تثبت بصرها على انعكاس قرص الشمس فوق سطح ماء النهر تلتقط مسامعها أصوات اهتزاز الأوراق على الاغصان الوارفة بفعل نسمات الهواء وانغام زقزقت العصافير التى بنت اعشاشها فوقها، آنت تضع يدها تتحسس مؤخرة رأسها كرد فعل طبيعي على صفعة تلقتها من اخيها يعاتبها بمزاح : - انتِ هنا ونحن نبحث عنكِ في كل مكان؟

حكت مؤخرة رأسها تهتف منزعجة :- أخييي .. افزعتني

القي بجسده جوارها بعد ان قبل جبهتها ووضع يده خلف ظهرها يسألها :- بما كنتي شارده ؟

اجابته :- لا شيء فقط انظر للماء واستمع لصوت العصافير

لكز كتفها يحسها على النهوض يقول :- هيا انهضي اعدي لنا كوبان الشاي

أبتسم حمدي ابن عمهما على مزاحهم وقال :- اتركها انا سأشعل الركوة واقوم بصنعه

أصر عبد الله :- لا بل هي من ستعده لأنها افتعلت دراما وأفسدت علينا احتساء الشاي بعد الغداء

أخرجت زفيرا حانقا وقالت :- حسنا سأفعل

نهضت واتجهت الى حيث رأت كمال يحضر الحطب الجاف فى ذاك اليوم لإشعاله وأثناء التفاتها لمحت تلك النباتات ذات الأوراق الصغيرة والكثيفة سألت حمدي :- ما اسم هذا النبات ؟

تطلع حمدي الى حيث اشارت وقال :- الفول السوداني

اتسعت عيناها بانبهار تقول :- ومتي سوف ينضج

اجابها :- هو بالفعل اوشك على النضج سنقوم بحصاده الأسبوع المقبل هل تتذوقي منه؟

سألت بحماس :- وهل هذا ممكن انا لا اري ثمار؟

على صوت قهقهته وقال :- لان ثماره تحت التراب هيا احضري الحطب وانا سأحضر بعضا منه سأعلمك طريقة لأكله لم تعلميها من قبل

أشار عبد الله مازحا :- وانا سأسرق بعض اكواز الذرة من تلك الأرض

بادله حمدي المزاح يقول :- الا تخش الله يا رجل هل ستسرق محصولنا؟

اجابه :- وماذا افعل شهيتي تطوق لسرقة.

وما ان بدئوا في رص اكواز الذرة على الفحم وبعضا من الفول السوداني الأخضر استمعوا لصوت زمور سيارة منصور حينما أوقفها بالقرب منهم القي عليهم السلام وترجل منها أبو العز يقول موجهنا حديثة الى زوج ابنته :- اذهبوا انتم وانا سأتصل بك بعد ان انهي حديثي مع زوجة ابني.

قاطعه حمدي :- لن يذهبوا قبل شرب الشاي

تطلع منصور على كرسي السيارة الخلفي يسأل شقيقته وزوجته بالنظرات فلم يبدين أي اعتراض خاصتا ان نور موجودة فلن يبقين وحدهن مع الرجال قال منصور لهن :- هيا انزلن اعلم انكن لم تخرجا من المنزل منذ فترة

أتعدني بالبقاء؟Where stories live. Discover now