١

128 39 22
                                    

بين حشد غفير من الطلاب المجتمعين على صوت الشجار المرتفع صفعت بيانكي خطيبها لِيمان، وقالت بحنق:

"أنت وغد حقير، لقد وثقت بك حقاً، أنا ظننتك مختلف عن الآخرين."

"بيانكي أنــ..."

لم تمنحه فرصة للتبرير وغادرت مسرعة إلى منزلها، كانت السماء تمطر بغزارة عندما وصلت إلى الباب، لاحظت كتابًا غريب الهيئة على العتبة هناك، فركلته بحنق ليسقط على التراب المبتل وهي تتمتم:

"لا ريب أنه هدية منه _ثم أردفت بصوت ساخر_ لا بُد أنه تركه كما يفعل دائمًا، يرسل الهدايا بواسطة أحدهم... ذلك المغفل."

دخلت إلى منزلها بقلب مجروح وملامح غضب على وجهها، وصفعت الباب ورائها لتتنهد بعمق:

"ذلك السافل المنحط، هل ظن أن مشاعري مجرد لعبة ليتراهن عليها؟!"

ثم انحنت لكي تنزع حذائها فلاحظت الوحل الذي علق عليه، فاعتدلت في وقفتها ومسحت على وجهها بضيق واختناق:

"أحتاج إلى التنظيف وأخذ حمام ساخن..."

قررت أن تغتسل قبل الذهاب إلى الفراش، فمددت جسدها بداخل المياه في حوض الاستحمام، بينما أنسدل شعرها الأبيض القصير.

"بيانكي."

بعد فترة لا بأس بها من الاسترخاء سمعت صوتاً يناديها من خلف الباب، فاعتدلت بفزع وهي تقول مقطبة حاجبيها:

"لِيمان، هل هذا أنت؟"

لم يأتها إلا الصمت والسكون، فهزت رأسها وقالت بابتسامه ساخرة:

"أنها مخيلتي ليس إلا... من المستحيل أن يلحق بي بعد أن اكتشفت فعلته المخزية."

"بيانكي."

ظهر الصوت هذه المرة أكثر قرباً وأشد حدة، فتسلل الرعب إلى ذهنها وسرت في جسدها رعشة باردة.

"هذا ليس صوته."

فخرجت سريعاً من حوض الاستحمام، وارتدت ثيابها على عجل وهي تتمتم بخوف:

"من قد يكون هذا الشخص؟ وكيف يعلم أسمي؟ هذا لا يبدو كصوت لِيمان.. أوه يا إلهي"

تذكرت ما حدث قبل عودتها من عند لِيمان، فضيقت عينيها وهي تكز على أسنانها تنفي ما يخيله لها ذهنها من أفكار مخيفة:

"أنه بالتأكيد ذلك المخادع، أقسم أنني سوف أقوم بالإبلاغ عنه لقسم الشرطة.. انتظرني فقط.."

الساحرة تنقذ الأمير التنينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن