الحلقة 16

46 8 5
                                    

كانت صبا فتاة جريئة جدا تحب المزاح ونادرا ما تتحدث بجدية مثل والدها فهو شخص بشوش جدا حسب ما روت عنه أما في الشكل فهي نسخة عن أمها جميلة جدا  ، طيبة القلب نشئت في عائلة كبيرة و غنية كانت أغلب الأوقات تتكفل بحاجياتنا تحت مقولة يوجد الخير ، متفائلة جدا من الحياة كنت كلما رأيتها أبتسم ، تمزح على كل شيء لقد كانت سبب سعادتنا في أغلب الأحيان .

لكنها كانت كثيرة النسيان لا تبالي دائما ما تنسى هاتفها في المطعم ونعود ركضا للبحث عنه ، ذات مرة إتفقنا على الذهاب لمدينة الألعاب عند خروجنا من الإقامة وضعته في نافذة الإدارة ونسيته هناك عدنا من نصف الطريق لنبحث عنه وكنا نشعر بالقلق أكثر منها قالت : ياترى كيف سيكون شكل هاتفي الجديد ؟
هل تمزحين معنا نحن نشعر بالقلق وأنت تفكرين في هاتف جديد !

أما جمانة فكانت فتاة خجولة جدا عكس ابنة عمها كان وجهها يحمر من أتفه الأشياء ، إنسانة جميلة من الداخل والخارج  واقعية وحكيمة لحد بعيد تأخد الأمور ببساطة وتجد دائما حل وسيط يرضي جميع الأطراف لا تحمل الأشياء أكثر من طاقتها ، فتاة طموحة تريد أن تكون لنفسها مستقبل زاهر ، ذات عزيمة وإرادة كبيربين . كنت أعتمد عليها كثيرا في أي أمر خاصة في أمور الدراسة فهي لا تتهاون فيها أبدا.
كانت تفهمني لدرجة أننا كنا في الإمتحانات نتشاور قبل الأجوبة  هههه فهي تستطيع قراءة شفتي  ، في أغلب الأحيان تكون ورقتي طبق الأصل عن ورقتها بوجود إختلافات بسيطة.

أفنان صاحبة البشرة البيضاء كانت كبيرة عائلتها لكنها لا تعيش مع والديها وإنما مع جدتها لتعتني بها ،كانت طباخة المجموعة طعامها لذيذ جدا ، حنونة تتأثر بسرعة قلبها رقيق  يمكن لأي شيء بسيط أن يحزنها أو يبكيها تحب الخير للجميع ودائما تضعهم في المرتبة الأولى قبل نفسها ، مهوسة بالتسوق وشراء الملابس لا تترك فرصة واحدة للذهاب إلى السوق مهما كانت المدة صغيرة ، جميلة لدرجة أنها ذات يوم كانت جالسة في الحافلة للذهاب إلى الجامعة غافلها ولد لا تعرفه وقبلها على خدها فجأة تجمدت من قوة الصدمة ولم تعرف ما تفعل ثم طرده صاحب الحافلة  .

ذات مرة ذهبت أنا وأروى لدراسة أما أفنان وصبا وجمانة ذهبوا لتسوق.
أروى : كيف لهم أن يذهبوا لسوق ويتركونا هنا الحصة مملة جدا.
فاتن : ما رأيك بأن نمزح معهم قليلا ونعيدهم إلا الفصل ؟!
أروى :موافقة.
إتصلنا بهم وأخبرناهم بأن هذه الحصة هي إمتحان فجائي ويجب عليهم العودة لإجرائه والا سيتم إقصائهم من المادة ، في الأول لم يصدقو القصة لكن بعد إصرارنا صدقوا و عادو من نصف الطريق.
جمانة : أرجوك يا فاتن أن تكتبلي لنا الحل ونحن سوف نأتي حالا .
فاتن : لا أظن أنني أستطيع فعل هذا. ..
جمانة : أرجوك لن أنسى لك خيرك هذا مهما حصل ..
فاتن : حسنا لكن تعالو قبل نهاية الحصة وعند خروج الطلبة ، أدخلو بدون لفت إنتباه الدكتور وسأعطيكم الأوراق وقدموها له.
جمانة : شكرا لك أعلم أنك لن تخيبي أملنا.
وكما كان الحال عند إنتهاء الحصة دخلو  وهم منخفضي الرأس لكي لا يراهم الدكتور ، بمجرد رأيتهم أنا وأروى بدأنا بالضحك لقد كانو في شدة الحرص أن لا يراهم هههه ، ثم مرو بجانبي وأعطيت لكل واحدة منهم ورقة مكتوب عليها ثلاث أسطر من شدة ثقتهم بنا لم يقرأو  حتى ما كتب وذهبو للدكتور وقدمو له الأوراق . .....
يتبع

إقامة البنات Where stories live. Discover now