𝐅𝐫𝐚𝐠𝐨𝐥𝐚 ~ 𝐋.𝐌𝐇

🍓الفراولةُ الثالثة🍓

-مولّا-

انتظرتُ وانتظرت..
ما السببُ الذي يجعلهُ يتأخرُ هكذا؟!
إنّهُ يتأخرُ كثيراً في الآونةِ الأخيرة!
إنّ الخوفَ ينالُ مِنّي ولا أريدُ اعتيادَ هذا..
نحنُ بالكادِ نقضي بعضَ الوقتِ على مائدةِ الطعام، ثمّ يذهبُ مِنْ بعدها إلى النّومِ بعمقٍ دونَ الشعورِ بأيّ شيءٍ آخر، ومع طلوعِ الفجر يذهبُ إلى عملهِ الشّاقِ الذي يملأُ كُلَّ وَقته.

آخِرُ مرةٍ واجهتهُ بضيقي من عدمِ قضائنا وقتاً مع بعضنا البعضَ حتى في اليومِ الذي يُفترضُ أن يكونَ يومُ عُطلته!
قبّل وجنتايَ وجبيني مُربِتاً على رأسي بحنان، فهو يعلمُ أنني ضعيفةٌ أمامَ حركاتهِ هذهِ كُنقطَةِ ضعفٍ يستغِلُّها عندما يشعرُ أنّهُ بحاجةٍ لذلك!
مع وعدهِ بإحضارِ لي الفراولةَ والملابسَ الجديدة..

أكرهُ قولَ هذا، ولكنني خائِفةٌ حقاً مِنْ أنْ تتَدهورَ علاقتُنا الأخويّةُ التي يتحدثُ عنها كُلُّ من في القرية..

صحيحٌ أنّهُ يفعلُ ويعملُ من أجلنا وربما من أجلي غالباً..
إلّا أنني أشعرُ بأنّي سببَ إرهاقِهِ الدائم، وانغماسهِ في العملِ بدلاً من فعلِ الأشياءِ المُحببةِ على قلبه.

دانييل في الرابعِ العشرينَ مِنْ عُمُرهِ ولا..
ولا يُجيد المبارزةَ وركوبَ الخيل!

أشعرُ بالضيقِ كُلَّما قابلتهُ أو فكرتُ به..
أشعرُ أنني..
أسلِبُهُ حياتِهُ رويداً رويداً..

هل..
عليّ الزواج لتخفيفِ أعباءه؟
ولكنني صغيرة!
حتى أنّهُ بالفعلِ رفضَ أمرَ زواجي مِن جميعِ الأشخاصِ الذينَ تَقدّموا لي..
لم أكُنْ موافِقةً عليهم مِنْ الأساسِ ولكن..
أعليّ أن أُخاطِرَ مِن أجله؟

زفرتُ بِحنقٍ بعدَ شعوريَ بغصّةٍ تلتهِمُ حلقي، وخرجتُ لانتظارهِ واستنشاقِ بعضٍ مِنْ هواءِ الأشجارِ المُنعِش.

على الرّغمِ مِنْ أنّ الطقسَ حار إلّا أنّ نسيمَ الأشجارِ كفيلٌ بجعلهِ بارداً، فالغابةُ مُمتلأةٌ بالأشجارِ العِملاقةِ والكثيفةِ بشكلٍ لا يُصدّق!

أمسكتُ بخصلاتِ شعريَ الجميلَ أُلفلِفهُ وألعبُ فيهِ بأناملي كما اعتدتُ أنْ أفعلَ دائماً بينما كنتُ أشكي ألمي وضيقي إلى النّجوم..
هُنالك..
النّجمُ الذي يجذِبُني في كثيرٍ مِنَ الأحيانِ عندما أنظرُ إلى السّماء..
ذاكَ النّجمُ السّاطِعُ الذي لا يُفارِقني أينما ذهبتْ.
إنّه يسطِعُ أكثرَ مِنَ النّجومِ التي حوله.

يُشبهه..
ذلكَ الفتى مِنَ المرّةِ الماضية..
أكانَ اسمهُ راينو؟
يذكّرُني به.
لا أزالُ غيرَ قادِرةٍ على تجاوزِ اسمه.
أعتقدُ أنني مُعجبةٌ باسمهِ بطريقةٍ ما.
راينو..
مالذي يعنيهِ اسمُ راينو؟

غرِقتُ في أفكاري التي تمحورتْ حولهُ، وَلمْ أستطع منعَ نفسي مِن الابتسامِ عندما تذكّرتُ ملامِحَ وجهه الأخّاذة..