الفصل التاسع والعشرين

56 6 0
                                    

اللهم صلي وسلم على نبينا محمد ♥️
حابة أشكر القارئة الجميلة حنين الجندي على هديتها الجميلة " الغلاف الجديد للرواية " تسلم ايدك وأتمنى قراءة ممتعة ليكي 🥺♥️♥️
********
روبابيكياااا ..
ذلك الصوت المزعج أيقظ ماضي وعلى وجهه ابتسامة صغيرة وأعين لامعة وبقى مكانه يتذكر " عم فاروق " وشجاره المرح مع أمه ، وجلوسها تحضر الطعام وتثرثر مع شقيقتها تشتكي من أفعال أولادها كما تستمع لشكوى الأخرى ثم مزاحه مع ملاك وجلوسه رفقة عائلته الصغيرة يتناولون الفطور في جو عائلي دافئ .
انفرج الباب مع صياح آدم بسعادة بالغة تعجب لها الآخر :
ماضي أنهض ملاك أحضرت الطعمية ويوجد طفل صغير في الخارج يخرج أصوات مزعجة ولكنه لطيف ..
جلس ماضي على الفراش بكسل :
هل مراد في الخارج ؟
هز رأسه بنعم مقلداً مراد بغيظ :
نعم وقال لي " هل ما زلت هنا " ثم تحدث بلغتكم ولم أفهمه ولكن لغة جسده كانت عدوانية للغاية .
نهض ماضي وربط على كتف آدم وهو يمر جواره :
لا تحزن لم يعتاد عليك بعد .
أردف بلامبالاة :
لا يفرق معي ..
نادته ملاك بحنق :
آدم تعال هنا .
تحرك آدم بحنق من صياحها وكأنه هو الأصغر وليس العكس ثم دخل المطبخ يسألها بحنق :
ماذا آدم .. آدم !
أشارت على طبق فارغ بغضب شديد :
ما هذا ؟
أجاب ببساطة :
طبق .
أطلقت صوت مرتفع من فمها " زغرودة "  تجعد جبين آدم على أثره متعجباً :
مش عارفة من غير معلوماتك كنت عملت إيه حقيقي ..
دفعه ماضي جانباً ليمر ويرتشف الماء مستمعاً لصراخ ملاك الحانق :
أين ذهبت الطعمية ؟
ردّ ببساطة كادت تُصيبها بالذبحة الصدرية :
في معدتي .
هتفت بغيظ شديد :
لا كده كتير عليا والله كتير ..
ارتفعت ضحكات ماضي وهو يسأله :
هل تناولت الطعمية كلها ؟
هز رأسه بنعم مردداً بتوضيح :
كنت أشعر بالجوع وأنتم كُسالى تستيقظوا ببطء مستفز لذلك أكلتها وإن أحضرتهم غيرها سأكلها فأنا أحبها ..
أمسك ماضي بملاك وهو يراها تتحرك للانقضاض على آدم الواقف يرمق غضبها بتعجب قبل أن يرى مراد ومودة وابنهم يدخلون ومعه حقيبة يفوح منها رائحة رائعة .
تمتم بسعادة :
طعمية !
جلسوا جميعاً وبقى آدم يرمق الصغير سيف بتعجب :
لما ينظر ويبتسم لي هكذا ؟!
ردتّ ملاك ببسمة صغيرة فذلك الشاب رغم شجارهم المستمر إلا أنه لطيف للغاية عندما يتعجب من أمور عادية :
يُحبك حاول مداعبته .
سألها وهو ينقل عينه بينها وبينه بارتباك :
كيف ؟
سألته باستغراب :
ألم تداعب طفل من قبل ؟
هز رأسه بلا فأشار ماضي له بأن يركز معه ثم بدأ بمداعبة الصغير الذي ارتفعت ضحكاته :
أفعل مثلي هيا .
قلده آدم بصعوبة في البداية حتى ضحك الصغير كما ضحك آدم بسعادة شديدة وهو يشير لهم بفخر :
لقد فعلتها انظروا يبتسم لي ..
رددتّ ملاك بفم متقوس وأعين لامعة :
أنت لطيف ..
سعل بحرج ثم ابتسم لها ولم يُجيب ، سأل مراد ماضي باهتمام :
اتفقت مع قاعة عشان فرحك ولا لسه ؟
هز رأسه بنفي وأجاب :
عمرو قال فكرة حلوة بأن فرحي وفرحه ويامن معانا يكون في المزرعة وبدأوا التجهيزات .
رددتّ ملاك بإنبهار :
حلو ده ..
ثم سألت آدم :
هل لديك أي عمل اليوم ؟
هز رأسه بلا وسألها باستغراب فهي لا تطلب منه شيء وقد مرّ على وجوده هنا ثلاثة أيام :
ولما ؟
أجابت وهي تنهض وتسحبه من يده :
ستكون السائق الخاص بي وبالفتيات اليوم ولن أسمع كلمة اعتراض يا أخي .
انحنى برأسه قليلاً مردداً بمرح :
طلباتك أوامر صغيرتي ..
بعد خروجهم صاح مراد بضيق :
هو مطول معانا ولا إيه ؟
أردف ماضي بضيق من تصرفاته :
مش فاهم مشكلتك معاه بجد !
أكمل مراد بغضب :
قعدته وسطنا كأنه واحد مننا ..
قاطعه صراخ ماضي الغاضب :
لأنه واحد مننا فعلاً وبدل ما تعامله وحش فكر تقرب منه ..
صمت لثواني قبل أن يكمل بنبرة هادئة حتى لا يفزع الصغير :
هو مش محتاج مننا حاجة غير الشعور أنه وسط أهله لأن أبوك حرمه من أبسط الحقوق اللي أحنا خدناها .
زفر بضيق ثم نهض جاذباً مفاتيح سيارته :
أنا رايح المزرعة أقابل الشباب تيجي ؟
هز رأسه بلا مردداً بضيق من أسلوب ماضي :
عندي شغل .
خرج ماضي واستقل سيارته وانطلق صوب المزرعة .

رماد ماضي Donde viven las historias. Descúbrelo ahora