الفصل الثالث

355 21 1
                                    

نشأة الحب داخل كل إنسان تبدأ من والديه ..


هما من يغرسا تلك البذرة داخله ،هما اول من يحبونه ويتقبلون عيوبه بل وقد يجمّلونها احيانًا


هما الأصل والفكرة ، هما الخطوة الأولى وبداية كل شيء


لكن ما هو مصير من كان والديه هما أول هاجريه ؟!!



****



( قبل ثلاثة أيام )



خرج من بيتهم بخطوات ثابتة دون أن يلتفت لحظة للوراء ثم ركب سيارته لينمحي عن وجهه ذلك التعبير الهادئ الذي رافقه مكرهًا طوال اليوم ويعود أخيرًا لطبيعته


لوجهه الحقيقي الذي لا يدرك ولا يرغب في غيره .. !


إنه آل


ولا يعرف شخصًا يُدعى علي .. !


تبًا لهم لقد استهلكوا صبره وهدوءه بما يكفي في يوم واحد، بل في ساعات محدودة جعلوه يستنزف كل طاقات الصبر التي يحملها داخله


جعلوه يدرك معنى أن تُضرم بك النيران ووجهك يكسوه الجليد


أن تبتسم بمرح وخيالك ينحر عنق محدثك


أن تجبر روحك على ظلمة تبتلعك فتغوص بها دون نجاة


انطلق بسيارته والجليد يكسو نظراته بينما النيران الحارقة تأكل في قلبه دون رحمة وهو يتذكر دموعها التي طفرت من عينيها حين أعلن موعد رحيله


أمه .. !


بل ألمه ..


أكانت تبكي فرقته !!


أين كانت حين بكى هو من الجوع ؟!!


أين كانت حين انتفضت جسده الصغير رعبًا وبلل سرواله في كل مرة رأى فيها روڤانا ؟!!


أين كانت حين كانت الأخرى تقهره ، تهينه وتعذبه وتذيقه الويلات ؟!


أين كانت حين كان يستنجد بها وهو يتلقى الصفعات وتترك أثرها على وجهه ؟!


أين كانوا جميعًا حين كان ( علي ) على قيد الحياة وينتظرهم ؟!


أين كانوا حين قَتل وهو ابن الخامسة عشر ؟!


أيبكون رحيله الآن !


ألا يعلمون أنه رحل عنهم وعن دنياهم في الليلة التي اختار فيها أن يفترس ضعفه ويقهر خوفه فقتل ( علي ) بيده وأحيا ( آل ) الذي استلم منه الراية فقتل روڤانا دون أن يرف له جفن ؟!!


لم يندم ..


رغم أعوام السجن لم يندم !


رغم قسوة ما عاناه في محبسه لم يندم

ولما تلاقينا .. الجزء الثالث من سلسلة قلوب تحت المجهر Where stories live. Discover now