الخاتمة

327 18 9
                                    


( بعد فترة )

يجلسان في المطعم بانتظار البيتزا التي طلبوها منذ وقت ولم تصل بعد لتغمغم فداء بعد وقت بملل :
" لو كنت أنصتت لي وذهبنا إلى أحد مطاعم بِشر لم نكن لننتظر كل هذا الوقت من أجل بيتزا "
رد عليها آدم بابتسامة صفراء :
" نذهب إلى أحد مطاعمكم لنجد شقيقك بانتظارنا كالمرة الماضية ونمضي بقية الأمسية في استفزازات لا حصر لها "
رمقته فداء بعتاب بينما اتبع :
" لا ، أفضل انتظار البيتزا ولو لسبعة ساعات على الجلوس مع رئيس جمعية المستفزون في الأرض على طاولة واحدة "
" آدم ! "
همهمت فداء باسمه وهي تنظر له بعدم رضا فزفر آدم بملل ثم تمتم وهو يمسك بيدها من فوق الطاولة :
" دعينا من هذه السيرة وأخبربني .. إلى أين وصلتِ بتحضيراتك ؟!! "
ابتسمت له فداء ابتسامة سلبت لبه ثم قالت باختصار :
" تقريبًا انتهيت "
اتسعت ابتسامة آدم وقال بانشراح :
" ممتاز ، هكذا نستطيع أن نتمم الزفاف في أقرب وقت ممكن "
أسبلت فداء أهدابها بصمت لكن ابتسامة خجولة تسللت إلى شفتيها وأوشت له بلهفتها هي الأخرى للاجتماع معه تحت سقف واحد ..
ابتسم آدم بحنو وشدد على كفيها بين كفيه ثم وصلت أخيرًا البيتزا خاصتهم فنظرت فداء إلى النادل بعدم رضا عن تأخرهم دون أن تتفوه بحرف بينما ابتسم آدم وشكر الرجل بهدوء ثم بدأ بتقطيع البيتزا ووضعها أمام فداء اولًا لينظر لها بتعجب حينما أمسكت بالشوكة والسكين وهمت بتقطيع البيتزا ثم تمتم بمشاكسة :
" بيتزا بالشوكة والسكين ! .. هل تأثرتِ بفيديوهات الأستاذة أمينة شلباية أم ماذا ؟!! "
ضحكت فداء ورمقته بخجل بينما استطرد هو غامزا وهو يمسك بالقطعة الأولى بين أصابعه ويقربها من فمها بحميمية أخجلتها :
" البيتزا تؤكل هكذا ... هيا افتحي فمك المنمنم هذا "
نظرت حولها بحياء من أن يكونا قد لفتا الأنظار إليهما ثم همهمت بتراجع :
" سأتناول أنا "
رمقها آدم بصدمة مفتعلة ثم تمتم بصوت مكتوم :
" هل ترفضين تناول الطعام من بين يدي ؟! "
وفي اللحظة التالية كانت فداء تمسك بيده وتقربها من فمها من جديد فيما تغمغم :
" لا والله لم أقصد "
لتقضم بعدها من قطعة البيتزا فيرمقها آدم من بين رموشه مستمرًا في مسلسله الهابط ثم يقضم بدوره قطعة من البيتزا ليكون هذا دورها في نظرة العجب التي احتلت وجهها ثم تدفن بعدها وجهها في طبقها بخجل فيسألها آدم غير مستوعبًا لما ألم بها :
" ماذا بكِ ؟؟! .. ماذا حدث ؟!! "
ابتسمت فداء وهزت رأسها بلا شيء فأصر عليها آدم إلى أن همست بخفوت خجل :
" مما أعرفه عنك أنك لا تتناول أبدًا الطعام بعد أي أحد " 
لمعت نظرة إدراك في عيني آدم ثم همهم بتلقائية :
" أنتِ لستِ أحد "
توردت فداء بخجل بينما تمتم آدم بلا خجل :
" كما أننا سنتشارك الكثير بيننا فيما بعد وليس مجرد قطعة بيتزا صغيرة "
لكن فداء لم تستوعب تلميحاته قليلة الحياء مثله فهمهمت بخفوت :
" بإذن الله سنفعل "
ضحك آدم حتى توقف الطعام في حلقه فبدأ يسعل بقوة فناولته فداء الماء بسرعة ولهفة وعيناها تلمع بالقلق فغمزها آدم مطمئنًا إياها ثم تجرع الماء وهدأ سعاله أخيرًا ثم نظر إليها فوجد القلق لا يزال يسكن نظراتها فأمسك بكفها من جديد وغمغم بوجه أحمر :
" لم يحدث شيء .. أنا بخير "
" متأكد ؟ "
همست بها بخفوت فأومئ لها بصبر ثم قال بعد لحظات وهو يرتشف للمزيد من المياه :
" ما رأيك أن نعقد القران أول الشهر ؟! "
" أول الشهر ؟! .. يعني بعد عشرة أيام ؟!! "
أومأ آدم بتأكيد ثم استطرد :
" ونقيم الزفاف بعدها بأسبوع "
رمشت فداء عدة مرات ثم همهمت بصوت خافت :
" لا أعلم ، هل سنستطيع إتمام كل الأمور في هذه الفترة القصيرة ؟!! "
لمع الحماس في عيني آدم حينما التقط موافقتها المبدئية وتمتم بتسارع :
" بالطبع سنفعل " 
هزت كتفيها بجهل ثم همست وكأنها تتحدث مع نفسها :
" كيف سأتدبر أمر الثوب والقاعة في هذه المدة الصغيرة ؟!! "
شدد آدم على كفها ثم رد عليها بابتسامة حانية :
" سنجد حلًا ولن نفعل شيء إلا وأنتِ راضية تمام الرضا عنه "
ابتسمت فداء له ثم قالت بعد لحظات :
" حسنًا .. لنتحدث مع إخوتي "
عبس آدم ثم قال مصححًا :
" لنتحدث مع بِشر "
هزت رأسها يأسًا منه ثم همهمت بصوت مسموع :
" يجب أن تجد حلًا لخلافك غير المفهوم مع علي "
" شقيقك من يستفزني في كل مرة يراني فيها يا فداء وكأنه يود تطفيشي "
غمغم بها آدم بتذمر فتنهدت فداء بملل بينما استطرد هو :
" لا أعلم ما مشكلته معي أنا تحديدًا .. منذ أول لقاء بيننا وهو يتقصد ازعاجي دون سبب محدد "
ورغم إدراكها لما يقول همست فداء بدفاع واهي :
" أخي لا يفعل "
رمقها آدم من أسفل رموشه بصمت فهمهمت :
" حسنًا .. ربما طباعه مزعجة للآخرين في بعض الأحيان لكنه لا يتقصدك بالطبع "
" تقصدين أنه مستفز ومزعج بالفطرة ؟!! "
تمتم بها آدم بمكر فهمست فداء بإسمه من بين اسنانها فقال :
" ماذا ؟!! .. أليس هذا كلامك ؟! "
" أنا لم أقل هذا عن أخي "
لوح آدم بكفه بملل ثم قال تجنبًا الشجار :
" حسنًا ، حسنًا اتركينا من هذه السيرة .. سأتحدث مع بِشر الليلة وأخبرك بعدها بالنتيجة "
" حسنًا "
همهمت بها فداء بعبوس وقد ضايقها حديثه عن شقيقها فتمتم آدم وهو يقرص وجنتها :
" لا تعبسي "
أشاحت بوجهها عنه فحاول من جديد :
" ست البنات .. لا تغضبي "
ورغم أن اسم الدلال الذي أطلقه عليها منذ خطبتهم لامس قلبها إلا أنها لم تتنازل فتمتم آدم مسترضيًا :
" لا تغضبي يا سيدتي ... آل أجدع ناس "
كتمت فداء ابتسامتها حينما تذكرت المشهد الذي يحاول تقليده بينما استطرد آدم مكملًا مزاحه معها :
" أنه رجل ملك للشعب .. ما لك أنتِ به ؟!! "
نظرت له فداء ضاحكة فكرر آدم من أجل عينيها :
" آل أجدع ناس "

Vous avez atteint le dernier des chapitres publiés.

⏰ Dernière mise à jour : Jul 25, 2023 ⏰

Ajoutez cette histoire à votre Bibliothèque pour être informé des nouveaux chapitres !

ولما تلاقينا .. الجزء الثالث من سلسلة قلوب تحت المجهر Où les histoires vivent. Découvrez maintenant