الفصل الخامس

40 5 0
                                    

الـفــصــل الـخـامـس

خائفة!
نعم.. ولن تنكر ذلك!
أرادت.. تمنت بشدة كما يحدث لتلك الفتاة الآن أن يحدث لها!
ولدت هناك حيث الفتاة مذنبة في كل الأحوال!
إنما هنا يتحمل الذنب كل مُخطيء!
يا لحظها العثر، ولدت في منطقة خالية من الإنسانية
يريد أباها ذبحها وهي لم تخطيء هي وجنينها، لن تستطيع.. أن تقتله، إنها روح دبت في أحشائها، بلا قبول منها تحسست بطنها لا إراديًا، دموعها هبطت تتذكر ليلة.. ليلة اغتصابها..!!!

«آنسة.. يا آنسة، حضرتك سمعاني»
صاح بها «رياض»
انتبهت له مع نبرة صوته المرتفعة، بالأخص تلك الكلمة، التي انتزعت منها بلا إرادة منها، آهِ آآه، نظرت له ومقلتيها ممتلئة بالدموع، مدت يداها سريعًا تمسح قطرات الدموع

اقترب الآخر قليلًا، عندما لاحظ الدموع المعلقة في جفونها، قال بنبرة أخف:
«في حاجة حصلت؟»
نفت برأسها، ثم وضعت يدها على وجهها تغطيه بأكمله، لحظات انتزعت يدها من على وجهها قائلة بنبرة ذات صلابة مختلقة:
«الآنسة صحيت ولا لأ؟»
جلس على الكرسي بجانبها واضعًا يده على رأسه، تنفس براحة محاولة منه إخراج همومه بها، لا إراديًا بكى... بكى، لا يستطيع ماذا يفعل إن حدث لرفيقة روحه شيء!
كيف سيرد حقها إن حدث لها شيء!!
ماذا سيقول لها عندما تستيقظ؟

كلًا منهم بعالم آخر، صارح في ملكوت حقيقته المؤلمة ولكن باختلاف..
هي مغتصبة هربت من القتل،
والأخرى كادت أن تغتصب!
فأي كفة ستتأرجح؟
الإجابة معلومة.. لن تستطيع أن تتفوه بما حدث لها، لن تعلم أحدًا وإلا سَيقام عليها الحد!
نهضت من مكانها، هتف «رياض» صائحًا بعصبية:
«يا آنسة رايحة فين؟
الدكاترة قالوا تستني لما تفوق والشرطة تيجي»

ابتسمت بمرارة، مخفضة رأسها للحظات على قوله "آنــسـة"
رفعتها مرة ثانية، قائلة بصوت مختنق:
«متقلقش حضرتك، أنا مش ههرب ولا حاجة، هدخل الحمام بس..»
أضافت ساخرة:
«ولا دا ممنوع كمان؟»

اخفض رأسه عند مستوى يداه، تركته الأخرى ذاهبة لتغسل وجهها، دلفت للداخل، وبدأت الدموع بالهطول مرة أخرى..

كم تمنت ذلك الاهتمام الأخوي، حتى لو أذنبت سيظل بجانبها، أمانها وملاذها، حرمت من الاختيار والحنان!

بكت وكأنها لم تبكِ يومًا، قلبها يؤلمها وبشدة..
ولأنها أنثى
في قرية مليئة بالظلم والفساد، استبيح أذيتها
ولأنها أنثى
أهينت وكسرت مرارًا وتكرارًا
ولأنها أنثى...؟!
ستنهض .. تترك كل العجز الذي غلفها وتنهض على قدمها وتصادم من أراد اذيتها
ولأنها أنثى
ستتحمل لأجل جنينها..
ولأنها أنثى
ستصارع.. ستقاوم، ستفعل المستحيل وتقول "لــا" لمن أراد إيلامها
ولكن.. الآن ستفرغ مكنونات قلبها بما يعتليها من صدمات وخيبات ...
                                      ****
«ليه قولت يا بني .. ليه قولت!»
تنتحب بشدة وتتفوه بتلك العبارات، مصاحبة بعض اللوم..

وصمة عار ... ( الجزء الأول من سلسلة لأنني أنثى) للكاتبة / يمنى عبدالعزيزWhere stories live. Discover now