الفصل السادس

30 6 2
                                    

الــفــصــل الــســادس

خاضعة!
تقاوم ذلك
كُسرت!
تصارعهم لأجل البقاء على قيد الحياة..
حكموا عليها من مظهرها ومستوى معيشتها.. أنها قادرة على التحمل!
ولكن لا أحد يعلم شيئًا عن ماضيها..
ماضيها؟
تحاول أن تجعله ذلك..

«نعم!!»
كلمة لا اثنتان هتفت بها «عائشة»، تستنكر ما تقوله الأخرى..

أحمر وجهه من شدة الغيظ والعصبية، هب واقفًا على قدمه، يسارع الزمن ليمسك الأخرى، وهي.. نهضت فقط!

بينما الجالسة على السرير، تحرك يدها بضعف واهن.. إشارة منها لشيء.. لحظة إنها تريد أن تكمل ولكن الإرهاق كسى وجهها وجسدها مرة ثانية
فقالت بصوت متألم أكثر من ذي قبل:
«لــ...ـم تـ..فـ..عــ..ل هـ..ـي شـ..ـيء»

ثانية ثم أخرى، راحت في غيبوبة أكثرًا عمقًا بينما «عــائـشـة»
ربما انتظرت تلك الجملة لتسمح لجسدها بأن يخذلها تلك المرة، سقطت سقطة دوى صوتها أرجاء الحجرة، بقي هو واقف في مكانه، الاستنكار والدهشة... عدة مشاعر تجزأت على وجهه من هول الصدمة، بدأ يتحرك تجاههم عند سماعه صوت الممرضة وهي تدلف للداخل، اتجه للجالسة على السرير شقيقته، حتى يتأكد من نبضات قلبها، وعيشها، هي من تعني له الحياة ليست الأخرى.. إنها نكرة فقط!
بعدما اطمئن على شقيقته، أسرعت الممرضة بنداء صف التمريض في الممر لمساعدتها على حمل المغمى عليها أرضًا ووضعها في غرفة أخرى، وكما كان.. كان هو فقط الناظر الشارد.. المشاهد الصامت، اللاعب الفاشل الذي يخسر كل مرة لعدم تحركه لحماية كرته..

سمحت لجسدها بأن يخذلها، لحظة تمنتها في كل ألمٍ عظيم يكسوها بأن ينهار جسدها، وتترك الدنيا وترحل لعالم لا فيه ظلم للبشر ولا لكائن، لـ رب سيأخذ حقها ممن حرموها منه..

دعت.. تمنت تلك اللحظة ولكن بلا فائدة، جسدها يخونها وأجهزتها تجعلها تعش لتتألم كثيرًا..
لأول مرة..
تقبل بالخذلان
لأول مرة..
تراه شيئًا جميلًا وذا آثر جيد لحياتها
لأول مرة..
سترتاح بحق
البعض يرى الخذلان شيء مقيت والنصف الآخر يراه راحة...
حتى في الآلآم على نقيض!
                                      ****
في الأسكندرية..
حيث مقر المحامي معتز القرملاوي..
«بكرا بإذن الله هتكون القضية اتقفلت وأخدتوا حقكم في شقة زوجك رحمة الله عليه»
هكذا قال المحامي للسيدة الواقفة أمامه
بكت.. بكت بكثرة، قائلة من بين دموعها:
«شكر كبير لحضرتك، مش عارفة أشكر حضرتك إزاي»
ابتلعت مرارة علقت في حلقها ثم أكملت هاتفة:
«حتى.. تمن مجهود حضرتك مأخدتوش، ربنا يرزقك ببنت الحلال ويوقفلك ولاد الحلال»

قالتها بقلب تأجج من الفرحة والبكاء.. بسعادة غامرة وعيون مغمورة بالدموع..

ابتسم لها ابتسامة رضا، ثم اقترب منها ممسكًا يدها مطبطب عليها قائلًا بحنو:
«المفروض أنا اللي أشكرك، كفاية الدعوات الحلوة دي»
نظرت له ببكاء ممتزج بالسعادة:
«ربنا يخليك للغلابة اللي زينا يا ابني، ويكتر من أمثالك الحلوة»

وصمة عار ... ( الجزء الأول من سلسلة لأنني أنثى) للكاتبة / يمنى عبدالعزيزDonde viven las historias. Descúbrelo ahora